دعاية بيضاء لسجون السيسي بفضائيات المخابرات.. أتخشون بايدن؟!

- ‎فيأخبار

على نفس النهج المبتذل يصر نظام الديكتاتور عبدالفتاح السيسي على تسويق نهجه القمعي للعالم وتجميل صورته الكالحة، التي يعلم حقيقتها القاصي والداني، عاد السيسي لينشر صورا وإعلانات تلفزيونية كاذبة عن أوضاع السحون محاولا إخفاء كوارث القتل بالإهمال الطبي والتعذيب ومنع الأدوية والتريض والزيارات عن السجناء، ما أوقع آلاف القتلى والمصابين في أوساط نحو 120 ألف سجين سياسي، يعانون القمع والقهر بسجون السيسي.

الإعلانات التي تناقلتها صحف السلطة العسكرية خلال اليومين الماضيين تضم صورا لوجبات غذائية متنوعة يتناولها النزلاء بشكل يومي داخل السجون المصرية، تحتوي على فواكه وخضروات وبروتين. وقبل ذلك نشرت فضائيات المخابرات حوارات مع سجين يقوم برسم صور رؤوساء مصر، واتضح أنه سجين جنائي محكوم عليه في قضية أموال عامة.

والعام الماضي نقلت عدسات التلفزيونت المخابراتية زيارة لوفد حقوقي بينهم الراحل حافظ أبو سعدة، تظهر أن السجناء يأكلون لحوما مشوية ولحوم نعام ويتريضون ويأكلون الفواكه والمشروبات. تلك الصور واللقطات تخفي حقائق كارثية عن أوضاع السجناء، حيث يعانون من الأمراض ومنع الأدوية والطعام وتجريدهم من متعلقاتهم الشخصية وقهرهم بمنع إجراء الكشوف الطبية.

نماذج من القهر

ولعل ما يكشف أكاذيب إعلام السيسي ما يتعرض له الصحفي والكاتب المعتقل جمال الجمل، من قهر وعذابات يمارسها سجانوه، حيث أصيب بفيروس كورونا، ونقله إلى العزل داخل السجن، بعد تدهور حالته الصحية، فيما رفضت إدارة السجن نقله للعلاج بأي مستشفى خارج السجن على نفقته. كما يعاني من آلام في الصدر والظهر والرقبة، وحالته تدهورت بشدة في اليومين الماضيين، كما رفضت إدارة السجن نقله لمستشفى السجن للكشف عليه وعلاجه، كما رفضت أيضاً نقله إلى مستشفى خاص بمعرفة أسرته.  وكان محامي الجمل تقدم بطلب إلى النائب العام لنقله إلى المستشفى، وتم الرفض.

وفي السياق نفسه، كشفت "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" يوم الأربعاء 26 مايو 2021م، أن الصحفي المعتقل عامر عبد المنعم "تدهورت حالته الصحية"، وأنه يواجه الإهمال من إدارة السجن. وأوضحت "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" أنّ صحة عامر عبد المنعم تدهورت "نتيجة إصابته بالتهاب في عينيه، ما قد يؤدي إلى خطر فقدان بصره إذا استمر الإهمال في صحته"، منبهة إلى أنه "يحتاج بشكل عاجل إلى عرضه على طبيب مختص خارج السجن وإجراء عملية له، إلا أن إدارة السجن ترفض ذلك".

معاناة مستمرة

ذكرت التنسيقية أن عبد المنعم مصاب بمرض السكري، ويعاني آلاماً شديدة في الظهر. وكانت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" قد كشفت أن إدارة السجن رفضت إدخال كرسي بلاستيكي له لتخفيف آلام ظهره من الانحناء، ورفضت إدخال معقمات ومواد تنظيف له. ونقلت الشبكة عن أسرة الصحافي قولها إن حالته الصحية تدهورت "نتيجة إصابته بالتهاب فيروسي في عينه، إثر مضاعفات لعمليتين جراحيتين أجراهما قبل اعتقاله، ولم يستكمل العلاج اللازم بسبب ظرف الاعتقال والسجن". وطالبت أسرة عبد المنعم، وكذلك نقابة الصحفيين بالإفراج الفوري عنه.

وبجانب النموذجين المذكورين يقبع آلاف العلماء والأطباء والمهندسين والمعلمين والإعلاميين والدعاة إلى الله في سجون السيسي في ظروف أصعب وأشد انتهاكا، لا يجدون الهواء النظيف أو الطعام والماء، والدواء، ورغم تلك الحقائق المعلومة، يسعى السيسي لاصلاح صورته القبيحة لا لإصلاح الأحوال على أرض الواقع في السجون أو الحال المصري، حيث انتهاكات حقوق الإنسان لا تتوقف..

وبحسب مراقبين فإن هدف نظام السيسي من هذه الدعاية البيضاء لسجونه إنما تستهدف تلميع صورته أمام الرأي العا الدولي خصوصا الإدارة الأميركية التي انتقدت علنا ملف القاهرة في حقوق الإنسان. لا سيما وأن هذه الدعاية الموجهة تزامنت مع التقارب المصري الأميركي في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة والذي دفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الاتصال هاتفيا لأول مرة بالسيسي منذ انتخابه في نوفمبر الماضي 2020م. كما تزامنت هذه الدعاية الموجهة مع زيارة وزير الخارجية الأميركي بلينكين من أجل  بحث العلاقات الثنائية بين واشنطن والقاهرة.