أطروحات غير تقليدية”.. أمريكا تخدر المصريين لحين انتهاء إثيوبيا من الملء الثاني

- ‎فيأخبار

"أطروحات غير تقليدية لحل أزمة سد النهضة"، هكذا زعمت واشنطن على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن خلال لقائه مع السيسي بالقاهرة. أطروحات تبدو محكومة بسقف أعلنت عنه المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأمريكية باستبعاد الضغط أو التدخل العسكري من أجل التوصل إلى حل لازمة سد النهضة.

التحركات الأمريكية تأتي بالتزامن مع زيارة للسيسي هي الأولى من نوعها إلى جيبوتي بحثا عن دعم موقفها في أزمة سد النهضة بالتوازي مع جولة أفريقية تخوضها الخرطوم لنفس السبب وسط تأكيدات بأن حل الأزمة سيكون سلميا رغم التعنت الإثيوبي المتواصل وإصرارها على الانفراد دون دولتي المصب بتحديد قواعد تعبئة وتشغيل السد. لكن اللافت للنظر في المشهد الحالي بحسب البعض، هو جدوى وتوقيت ومغزى المناورات المشتركة بين مصر والسودان المسماة حماة النيل في ولاية كردفان السودانية في ظل تأكيدات متواترة من جانب النظامين إضافة إلى السقف الأمريكي المحدد لهما بعدم اللجوء إلى الحل العسكري رغم كل الخطوات الموصوفة بأنها أحادية من جانب إثيوبيا.

ضغط ثلاثي على إثيوبيا

وقال الدكتور محمد الزواوي، المحاضر بمعهد الشرق الأوسط بجامعة سكاريا، إنه يجب على مصر أن تعول على الولايات المتحدة، بصرف النظر عن مواقفها السابقة، مضيفا أن أمريكا قوة عظمى ولها ثقل كبير ويجب علينا افتراض حسن النية في الموقف الأمريكي. وأضاف، في حواره مع برنامج "قصة اليوم" على قناة مكملين، أن الموقف الأمريكي لم يكن منحازا ضد مصر في هذه الأزمة منذ بدايتها، فقد ضغطت الإدارة السابقة للرئيس دونالد ترمب على دولة إثيوبيا وقامت بتوقيع عقوبات والآن يتم توقيع عقوبات على رئيس الوزراء آبي أحمد وعلى النظام بسبب الانتهاكات التي وقعت في منطقة التيجراي.

وأوضح أن هناك شبه ضغط على الزناد من قبل مصر وهناك استعداد عسكري وهو الضمانة الرئيسية للوصول إلى حل سلمي، مضيفا أن الحرب ستكون مكلفة للغاية على جميع الأطراف وسيدفع الشعب الإثيوبي الثمن بعد أن جهز هذا السد وأنفق عليه 6 مليارات الدولار، زاعما أن الصواريخ التي ستستخدمها مصر لضرب السد عالية التكلفة وتتكلف مليارات الدولارات! وأشار إلى أنه يجب الاستمرار في المسار الدبلوماسي وحشد الرأي العام في منطقة القرن الإفريقي لإشعار إثيوبيا أنها معزولة إقليميا بجانب الوساطة الأمريكية مع مواصلة الاستعداد العسكري الجاد لدفع النظام الإثيوبي للتخلى عن تعنته. المشكلة الرئيسية في أزمة سد النهضة هي التصريحات الإثيوبية التي تتحدث عن تحويل النيل الأزرق إلى بحيرة إثيوبية خالصة، بالإضافة إلى اعتزامها تنفيذ مشروعات أخرى على النيل بالتعاون مع إسرائيل بحسب ما أعلن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال.    

انبطاح مصر والسودان       

بدوره قال الدكتور، محمد أحمد ضوينا الأكاديمي والمحلل السياسي السوداني، إنه من الواضح أن قضية الملء الثاني لا تؤرق دولتي المصب مصر والسودان، والدولتان تتعاطيان بتراخي مع بدء إثيوبيا عملية الملء الثاني، وانحصر دورهما تماما في المطالبة بالتنسيق وتبادل المعلومات قبل بدء عملية الملء.

وأضاف ضوينا، في حواره مع برنامج "قصة اليوم" على قناة مكملين، أن الملء والتشغيل بات متفقا عليهما بين الدول الثلاث والمعضلة الآن حول كيفية تبادل المعلومات؛ فالسودان متقدم عن مصر في المتابعة والمطالبة في هذا الملف، وهناك تحركات لوزيرة الخارجية السودانية ورئيس الوزراء وكل مكونات الدولة السودانية للتواصل مع المحيط الإقليمي وخاصة دول حوض النيل، والسودان الآن موقفه واضح ويطالب بأن تقوم إثيوبيا بمشاركة المعلومات بشأن الملء والتفريغ. وأوضح ضوينا أن مصر والسودان يطالبان إثيوبيا بتوقيع اتفاق ملزم لتوفير المعلومات والبيانات عند التشغيل والتفريغ وتغيير مجرى النهر، مضيفا أن إثيوبيا تعتزم بناء سدود أخرى على روافد النيل ولابد أن يكون هناك تنسيق كامل بين الدول الثلاث حتى لا تتضرر دولتا المصب.