شهدت الأسواق المصرية حالة غريبة تنبهت لها الأسر المصرية، بعدما امتلأت الشوادر بمئات من الأطنان لثمرة "البطيخ"، بأسعار زهيدة بلغت الواحدة منها خمسة جنيهات، توالت بعدها الشكاوى من حالات إسهال وقيء سجلتها مستشفيات الطوارئ بالمحافظات.
وقبل شهرين، أكدت شعبة الخضروات والفاكهة بالغرفة التجارية بالقاهرة أن الكميات المعروضة من البطيخ ستشهد ارتفاعا تدريجيا من الآن وحتى نهاية عيد الفطر المبارك، حيث سيزيد نسبة المعروض بنسبة تزيد عن 30% من الإجمالى المعروض مع الاقتراب من ذروة موسم البطيخ.
وأفاد حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة، أن موسم البطيخ سيشهد ذروته مع بداية شهر 6 حيث من المتوقع أن تزيد نسبة المعروض في الأسواق بنسبة30 % وهو ما سيؤدى إلى انخفاض الأسعار تدريجيا. وكانت شعبة الخضروات والفاكهة في الغرفة التجارية، كشفت عن هبوط أسعار جميع أصناف الخضروات والفاكهة بنسب تتراوح 20 إلى 30 % مقارنة بالشهر الماضى، نتيجة زيادة معدلات إنتاج العروة الصيفية.
خسائر فادحة للمزارعين
فى المقابل، قال حسين عبد الرحمن، نقيب الفلاحين المتوقفة نقابته، إن أسعار البطيخ انخفضت إلى أقل من سعر التكلفة مع قلة الطلب عليه من قبل المواطنين لقلة الدخول وانتشار شائعات حول فساد البطيخ وتسببه في بعض الأمراض والمشاكل الصحية؛ ما كبد زارعيه خسائر فادحة.
وأكد نقيب الفلاحين، في تصريحات صحفية، أن مزارعي البطيخ يواجهون أزمة خطيرة لقلة إنتاجيته، فهو من الخضر الحساسة جدا لتغير درجات الحرارة وسريعة الإصابة بالأمراض وتدني أسعاره وتكلفة زراعته الباهظة.
ولفت أبو صدام، إلى أن سعر البطيخة الواحدة التي تتراوح أحجامها من 8 إلى 10 كيلو جرامات بـ 3 إلى 5 جنيهات فقط في المزرعة، وأنها تصل للمستهلك من 10 جنيهات إلى 20 جنيه نتيجة للحلقات الوسيطة والنقل والعمولة. وأوضح أن مصر تحتل المرتبه السادسة عالميا بين الدول الأكثر انتاجا للبطيخ وتزرع سنويا ما يزيد عن 160 ألف فدان تقريبا، وتزرع أصناف كثيرة أشهرها جيزة وعياش والنمس وسكاتة، ويزرع البطيخ بمصر في ثلاث عروات رئيسية، وهم الشتوية وتزرع في( نوفمبر وديسمبر) والصيفية وتزرع في (يناير وفبراير) والخريفية وتزرع في (مايو ويونيو).
بطيخ بمواد سامة
وكشفت تقارير صحية عن حالات تسمم كثيرة بالمحافظات، إذ تسمم 16 شخصًا يعملون داخل إحدى مزارع مدينة السادات بمحافظة المنوفية عقب تناول بطيخ مرشوش بمواد سامة. وفى الجيزة تسممت أسرة من 5 أفراد عقب تناولهم قطع من البطيخ تم شراؤه من الأسواق. نفس الأمر حدث بالإسكندرية إذ استقبل المستشفى الأميرى الجامعى حالات تسمم إثر تناول أفراد وأسر للبطيخ.
وقال الدكتور مجدى عبد السلام،أخصائى الباطنة بالمستشفى، أن هناك حالات من القيء والإسهال للحالات التى تم استقبالها، وبعمل التحليل تم اكتشاف مواد ميكروبية سببها "البطيخ"، محذراً من الإفراط فى تناوله، والإبلاغ عن البائعين لتتبع مصدر المزارعين والتجار لاكتشاف هل تم رش الثمرات بمواد فاسدة أو سامة لإنضاجها سريعاً أم لا.