محاولة “في قطر” لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بأزمة السد ومراقبون: نتعرض لموجة تخدير بشأن نوايا إثيوبيا

- ‎فيأخبار

خلص مراقبون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، منهم خبراء وصحفيون متخصصون بنهر النيل، إلى أن مصر تتعرض لعملية تخدير تمهد لتعلية سد النهضة بما يمكنه من الملء الثاني ليحتجز نحو 5.2 مليار متر مكعب مياه بتهيئة السد الأوسط إلى زيادة ارتفاعه بمقدرا 10 أمتار دفعة واحدة.

يأتي ذلك قبل أيام من الخطورة الأخيرة، ربما، التي قامت بها مصر والسودان في محاولة لحشد تأييد لموقفهما من السد، حيث يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا "غير عادي" في قطر، الثلاثاء المقبل، لبحث آخر تطورات قضية سد النهضة، مع تعثر المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا. وقال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة يُعقد بناء على طلب من مصر والسودان. 

وجاء الاجتماع غير العادي في أعقاب إعلان مصر أن مسار المفاوضات الحالية تحت رعاية الاتحاد الإفريقي لن يحدث أي تقدم ملحوظ، بعد أن تصاعدت التوترات منذ تعثر المحادثات التي توسط فيها بين الدول الثلاث في إبريل الماضي (2021).

يقول ياسر علي: "احنا بنتخدر وعندنا ناس بيصدقوهم ويساعدوهم في تخديرنا وإنهم فشلوا ولم يستطيعوا تعلية السد وفشلوا في الملء الذي لم يبدأ بعد والمسافة بين منسوب البحيرة وأعلي منسوب الآن ١٠ متر وفي ازدياد يوما بعد يوم".
وجاء تعليقه على ما نشره الصحفي هاني إبراهيم عبر فيسبوك لصورة تم تداولها على مواقع إثيوبية وهي الأحدث فعليا للسد الكارثي.

ويشير رقم "1" إلى أن الشدات عند منسوب 570 م فوق مستوى سطح البحر ومازال العمل جاريا به. 

فيما يشير رقم "2" إلى انتهاء إثيوبيا من منسوب 568 م فوق مستوى سطح البحر؛ أي أن السد فعليا يستطيع حجز رقم يتجاوز 700 مليون متر مكعب إضافية بإجمالي 5.2 مليار متر مكعب. 

أما رقم "3" فيشير إلى تعلية تتم في الضفة الغربية للسد منسوبها من 572 م إلى ما هو أكثر لحجز كميات إضافية وضمان تمرير ذروة الفيضان التى تتسبب في رفع منسوب المياه بالممر الأوسط لعدة أمتار وتهدد تلك الضفة وبناء عليه أقل منسوب للممر الأوسط في حال انتهائهم من تعلية تلك الضفة 3 متر لن يقل عن 570 إلى 572 م، أما في حال تعليتها أكثر من ذلك ترتفع المناسيب بالتبعية.

ويشير رقم "4 إلى خلق مسار للمياه من أول توربينين منخفضين للتغلب على ارتفاع الأرض أمام الممر الأوسط في حال تشغيل أول توربين منخفض. 

قال الدكتور محمد حافظ أستاذ خرسانة السدود بالجامعات الماليزية إن الإثيوبيين يصبون خرسانة الملء الثاني بشكل عشوائي، وصفه بالعامية المصرية بأنه "جهجاهوني"، محذرا من أثر ذلك الصب على كفاءة السد الذي سيمتلئ بنحو 74 مليار متر مكعب وتأثير الأداء الفني على متابة وصلابة جسم السد.

وقال حافظ عبر حسابه على "فيسبوك": "صب خرسانة بنظام جهجاهوني.. شوف الإثيوبيين بيصبوا الخرسانة ازاي .. خرسانة السد المفروض أن تصب في (طبقات) بسمك (300 مم) وتدك وتعالج كل طبقة بذاتها.. ما تقوم به إثيوبيا من عمليات صب (جهجاهوني) سوف يؤثر كثيرا على اتزان السد أثناء الخدمة وخاصة لو تم تحميله بالكامل أي (74) مليار متر مكعب".

وأوضح أنه "لو تم تحميله بشكل دائم فقط بالملء الأول ذات الــ(595) عندئذ سيكون التحميل قرابة 50% من التحميل الآقصي ولن يسبب أي (ضرر) على متانة السد".

وقال: "صب إثيوبيا طبقات (سميكة) في اتجاه البحيرة وعدم الصب بنفس (التخانة) في اتجاه محطة الكهرباء هو (شغل) سياسية وليس (هندسة)". وهو ما اعتبره معلقون تمهيدا لتوظيف السد كقنبلة مائية.

أوضاع مأسوية
وزير الري بحكومة الانقلاب محمد عبدالعاطي تحدث عن مأساة تتعرض لها السودان، فقال: إن الجانب الإثيوبي قام بإطلاق كميات من المياه المحملة بالطمي نوفمبر الماضي دون إبلاغ دولتي المصب ما تسبب في زيادة العكارة بمحطات مياه الشرب بالسودان.
وأضاف أن "السودان تعرضت لحالة جفاف قاسية أعقبها فيضان عارم بسبب قيام الجانب الإثيوبى بتنفيذ عملية الملء الأول دون التنسيق مع دولتي المصب.
وأعترف عبدالعاطي أن المبادرة الإفريقية "النيل من أجل السلام" دعت للوصول لاتفاق قانوني ملزم بين مصر والسودان وإثيوبيا يحافظ على مصالح الدول الثلاث.
واستدرك أن "مسار مفاوضات سد النهضة الحالية تحت رعاية الاتحاد الإفريقى لن يؤدى لحدوث أي تقدم ملحوظ". وفي إعلان تضامني أعلن  أن "مصر والسودان لن تقبلا بالفعل الأحادي لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.

تعنت إثيوبيا

الخبير القانوني السوداني د. أحمد المفتي، علق بشكل غير مباشر على التصريحات الأخيرة وأشار إلى أن حكومة بلاده ظلت تتغني بفوائد سد النهضة، منذ العام 2011 ، حتي نوفمبر 2020، وحينها تأكدت من تعنت إثيوبيا وعدم قدرة الاتحاد الإفريقي والوسطاء علي مجابهة ذلك التعنت فانسحبت من المفاوضات.
ولفت إلى تصريح وزير الري السوداني بأن سد النهضة يهدد حياة 20 مليون سوداني، وتصريح كبير المفاوضين السودانيين أن للملء الثاني آثار سلبية بيئيا واجتماعيا.
واستدرك أنه "وعلي الرغم من كل ذلك ، تتمسك إثيوبيا بالملء الثاني بإرادتها المنفردة ، وصرحت في صلف ، بأنها بصدد بناء 100 سد العام القادم".
وعبر عن خشيته من أن ترضخ الحكومتان السودانية والمصرية للإرادة الإثيوبية وتقبلا قيامها بالملء الثاني بإرادتها المنفردة، كما قبلا بالملء الأول".