بعد فشل لقاء “السنوار” والمنسق الأممى. هل تثبيت صواريخ المقاومة معادلة جديدة؟

- ‎فيعربي ودولي

قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار إن لقاءه مع منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط كان سيئا ولم يكن إيجابيا.

وأوضح السنوار في تصريح صحفي أنه سيعقد لقاء للفصائل الفلسطينية لاتخاذ القرار المناسب للضغط على الاحتلال من أجل تخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها سكان القطاع.

وفي السياق حملت وزارة الاقتصاد في غزة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن تدهور الأوضاع الاقتصادية في القطاع نتيجة استمرار منعها إدخال المواد الخام والأولية.

وقال مدير مكتب الاقتصاد في معبر كرم أبو سالم التجاري أحمد مسلم غن المعبر يعمل جزئيا، مؤكدا أن استمرار سياسة الاحتلال في الفتح الجزئي لقطاع غزة ومنع دخول المواد الخام والسلع غير الغذائية إلى القطاع يؤدي إلى إشكاليات اقتصادية كبيرة يتحملها الاحتلال وحده.

وفي تعليقه على التطورات في قطاع غزة زعم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانيتس إن ما كان في القطاع لن يتكرر وإذا لم تفهم حماس ذلك فستهتم إسرائيل بأن تفهم الحركة ذلك.

وأضاف جانيتس في اجتماع حزبه في الكنيست الإسرائيلي أنه من دون عودة من وصفهم بالأبناء الإسرائيليين المفقودين في غزة لن يكون هناك ترميم اقتصادي في القطاع وأنه يرى في السلطة الفلسطينية عامل اعتدال مؤكدا أنه يريد التقدم في التعاون معها.

ابتزاز للمقاومة

وقال الدكتور إسماعيل رضوان القيادي بحركة حماس، إن هناك محاولات من الاحتلال الصهيوني لابتزاز المقاومة في غزة وتعويض هزيمته في العمليات الأخيرة باستمرار الحصار على القطاع والضغط على أبناء الشعب الفلسطيني واستمرار الأزمة الإنسانية.

وأضاف في حواره مع برنامج المسائية على الجزيرة المباشر، أن هناك محاولة أيضا لخلط هذه الأوراق والمسارات ودمج هذه المسارات سواء ما يتعلق بالتخفيف على قطاع غزة وربط هذا المسار وإعادة الإعمار بمصير الجنود الصهاينة المحتجزين في القطاع، مضيفا أن الحركة تؤكد دائما أنها لا يمكن أن تبتز ولا يمكن لغزة أن تقدم ثمنا ولا يمكن للاحتلال أن يحصل من خلال هذا الحصار واستمرار الابتزاز لأبناء الشعب الفلسطيني ما لم يحصله من طريق الدمار أو الإرهاب والجرائم التي ارتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني ولا يمكن أن نسمح له بتعويض هزيمته في معركة "سيف القدس" من خلال استمرار هذا الحصار على أبناء شعبنا في قطاع غزة.

وأوضح رضوان أنه لابد من عقد لقاء وطني لإطلاع كافة قيادات الفصائل على مستجدات اللقاء مع منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط حتى يتم اتخاذ الخطوات القادمة، مؤكدا أن كل الخيارات مفتوحة أمام شعبنا الفلسطيني وكل أشكال المقاومة مفتوحة للرد على العدوان ولرفض الابتزاز الصهيوني.

وأشار إلى أن الاحتلال يحاول ربط ملفات الإعمار بعودة الأسرى الإسرائيليين، مؤكدا أن مسار موضوع الأسرى ليس له علاقة بمسار إعادة الإعمار أو مسار رفع الحصار عن غزة وعلى المجتمع الدولي أن يعي هذه المعادلة وان يتحرك الوسطاء الدوليون للضغط على الاحتلال لرفع الحصار عن قطاع غزة وإذا أراد الاحتلال تحقيق انفراجة في موضوع صفقة تبادل الأسرى عليه الاستجابة لشروط ومطالب المقاومة الفلسطينية.

الفلسطينيون في حاجة لإرادة سياسية

وفيما يتعلق بدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحوار جاد بين الفصائل الفلسطينية أكد رضوان أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى إرادة وطنية حقيقية وجادة لتطبيق ما تم الاتفاق عليه أولا، مضيفا ان الحركة أعلنت أنها جاهزة للقاء في القاهرة والبدء في تشكيل قيادة وطنية موحدة والبدء في إصلاح وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وهذا يقتضي مشاركة كل الفصائل في هذه القيادة الموحدة ثم المسارعة بتشكيل المجلس الوطني الفلسطيني خلال مدة يتم الاتفاق عليها ما بين 3 إلى 6 شهور بحيث يعاد تشكيل كل مؤسسات هذه المنظمة.        

بدوره قال الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، غن تصريحات بيني جانيتس بشأن التعاون مع السلطة الفلسطينية تأتي في إطار السياسة الاستعمارية القائمة على مبدأ فرق تسد ويريد ان يعمق شرخ الانقسام القائم في الساحة الفلسطينية.

معركة كبرى

وأضاف البرغوثي في حواره مع برنامج المسائية على الجزيرة المباشر، أن ما يجري بين السلطة الفلسطينية وحكومة جانيتس وحكومات إسرائيل عموما معركة كبرى ولها مضامين عديدة، مضيفا أن الحصار المفروض على غزة لا إنساني وغير أخلاقي وصل إلى مستوى رهيب من حيث الأذى الذي يسببه من منع الإعمار او وقف مخصصات الشؤون الاجتماعية التي تأتي عبر قطر ومنع المرضى من العلاج وخاصة مرضى السرطان وتدمير شبكات الكهرباء ومحطات المياه في محاولة لجعل غزة في وضع بائس.

وأوضح أنه بالتزامن مع ذلك يشن الاحتلال هجمة استعمارية استيطانية خطيرة جدا في الضفة الغربية، وهناك الآن مقاومة شعبية باسلة في عدد من القرى حيث يقوم الاحتلال الآن بإنشاء مستعمرات استيطانية جديدة وبالتالي نحن أمام هجمة تشمل الشعب الفلسطيني كله في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والشيخ جراح وسلوان.

وتابع: "عركتنا واحدة ومن المعيب حتى الآن عدم وجود قيادة فلسطينية موحدة وما نطالب به فورا تشكيل قيادة وطنية موحدة لتضم جميع القوى الفلسطينية في وجه الاحتلال"، مضيفا أن الفصائل الفلسطينية ليست في حاجة إلى حوار جديد لأنها تحاورت كثيرا بل هي بحاجة لتنفيذ ما اتفقت عليه عبر الحوار وخاصة ما اتفق عليه في اجتماع الأمناء العامين في شهر سبتمبر العام الماضي فنحن بحاجة إلى تنفيذ هذه الاتفاقيات بما فيها التحلل من الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال مثل اتفاق أوسلو وتنفيذ قرارات اجتماع الأمناء العاملين والمجلس المركزي لمنظمة التحرير بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال".

وأكمل: "المسالة ليست بحاجة إلى حوار بقدر ما هي بحاجة إلى قرار حقيقي وإرادة حقيقية بتشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة تكون مسؤولة عن القرار الكفاحي والسياحي فورا وبذلك نوحد صفوفنا في وجه جانيتس وغيره ونسد الطريق على من يريدون تعميق الانقسام الداخلي".