صورة “البلتاجي” تتصدر مواقع التواصل ومغردون: المنقلب يعاقبه على دوره في ثورة يناير

- ‎فيلن ننسى

راجت على التواصل الاجتماعي صورة جديدة للدكتور محمد البلتاجي ،أظهرت عن قرب ملامح 8 سنوات على الأقل من ثمن دفعه، مع قادة ثورة 25 يناير التي نادت بالحرية والكرامة والعيش، فكشف بحسب محمود رمضان: "عن مدى الظلم اللي ممكن يكون الدكتور البلتاجي شافه ،أنا كنت قاعد بذاكر وفتحت تويتر ولقيت الصورة دي في وشي، من ساعتها وأنا عاجز أن أقرأ كلمة في الكتاب..اللهم ائذن لهذا الليل البهيم أن ينجلي".
أما الإعلامي إسلام عقل  فكتب عبر @islamakel :"هذه الصورة تكشف بوضوح ظروف الحالة الصحية للدكتور محمد البلتاجي داخل معتقلات السيسي.. اللهم شفاء و عافية و إفراجا و حرية".
ونشرت منصات حقوقية منها منصة "جوار" آخر كلمات للدكتور البلتاجي بقوله: "أردت أن يعلم الجميع أننا سددنا وما زلنا نُسدد من أرواحنا ودمائنا وحريتنا وأولادنا فاتورة ثورة يناير المجيدة".
وأضافت أن :"المعتقل الدكتور محمد البلتاجي من داخل محبسه، والمحكوم عليه بالإعدام في قضية فض رابعة العدوية ، يبلغ من العمر 56 عاما، وهو أستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر، وكان عضوا بالبرلمان عام 2005 وعام 2011، ومن أشهر المناضلين ضد العسكر وحكم السيسي".

وعن صورته أشار إلى أنها :"أظهرت كيف نَكَّل به النظام أشد تنكيل هو وأسرته ،فحرقوا عيادته، وقتلوا ابنته الوحيدة، وسجنوا أولاده وطاردوا زوجته، وحبسوه في زنزانة انفرادية، ومنعوه من دفن والدته حيث توفيت وهو في المعتقل ،تعرض لكثير من الانتهاكات داخل محبسه، ولا يزال يتعرض للقتل البطيء انتقاما منه ومن مواقفه ضد نظام السيسي، حتى لُقِّب بـ "ثائر كل العصور".


أحكام الإعدام
ومن بين أحكام نهائية بالسجن ظهر الحكم الأخير النهائي بإعدام الدكتور محمد البلتاجي فعلقت زوجته السيدة سناء عبدالجواد قائلة: "اللهم كما نجّيت موسى من فرعون وجنده ،وكما نجّيت يونس من بطن الحوت، نجّهم مما نخاف ونحذر، ولا تنسوهم من دعوات الجمعة المباركة".
وكشفت زوجة البلتاجي أن: "أحكام الإعدام ترقى إلى كونها محاكمة لضحايا مذبحة رابعة، بينما الجُناة لم يُحاسبوا بعد:.
وقالت :"لم أتصور قط أن يُحكم بالإعدام على زوجي الضحية، في حين يُترك القاتل طليقا ، لكنَّ انتهاك القانون وحقوق الإنسان أصبح هو القاعدة المعمول بها تحت الحكم العسكري".
وكانت آخر مرة رأت فيها "أم أنس" زوجها قبل 5 سنوات ونصف السنة، وتقول إنه مُحتجَز في حبس انفرادي منذ اعتقاله، ومُنِع من الزيارات العائلية معظم فترة اعتقاله ، ومُنِع من الحصول على الأدوية والكتب والتريّض".


عندي سواء
الدكتور المعتقل محمد البلتاجي أعلنها في مايو 2014، في قاعة المحكمة مخاطبا مستشاريها التابعين لعسكر السيسي  بالقول: "كنت السادس على الجمهورية في الثانوية العامة والأول على كلية الطب خلال ست السنوات ، وطبيبا متميزا في تخصصي، وأستاذا للطب في جامعة الأزهر، وقائما على رأس عملي في عيادتي التي هي من أكفأ المراكز الطبية في مصر،وكنت سباقا للعمل الخيري والإنساني على مستوى الجمهورية ،ثم تلفقون لي في 22 يوما بعد اعتقالي (25) تهمة جنايات في 25 محافظة في مصر ،وكأني كنت رئيس المافيا العالمية! ،وقتلتم ابنتي في مجزرة رابعة ،واعتقلتم وعذبتم ابني ،وطاردتم زوجتي وعائلتي ،وأحرقتم منزلي وعيادتي الطبية ! هل تعتقدون أنني سأقف هنا لأدافع عن نفسي ؟!.. أقسم بالله .. :"الإعدام والبراءة عندي سواء" .. في سبيل الله والوطن ..وحتى تعلم أجيال الأمة من كان يقف في صف الحق ومن كان يقف في صف الباطل .. (وَسَيَعلمُ الَّذِيِن ظَلمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنْقَلِبُون )".


البلتاجي الثائر
والدكتور محمد البلتاجي، عضو المكتب التنقيذي لحزب الحرية والعدالة، أستاذ جامعي وطبيب وسياسي مفوه ومعروف. وكان نائبا برلمانيا في مجلس الشعب في الفترة من 2005 إلى 2010، وقاد مظاهرات ثورة يناير بوقائع مسجلة بالصوت والصورة منذ الإعلان عنها ،وقاد تضحيات المصريين في واقعة الجمل ومن قبلها يوم جمعة الغضب، وعمل لاحقا كعضو في الجمعية التأسيسية لصياغة دستور ما بعد الثورة، واُنتخب عن شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية في برلمان الثورة من 2011 إلى 2012.
وقبل إعلان الانقلاب، حضر الدكتور البلتاجي إلى اعتصام قوى مساندة الشرعية في ميدان رابعة مع زوجته وأطفاله، بمن فيهم ابنته البالغة من العمر 17 عاما أسماء البلتاجي، وكان أول من أمسك الميكرفون بعد خطاب المعتوه السيسي بالانقلاب في 3 يوليو من على منصة رابعة رافعا صوته (لا للانقلاب).
وقتل الجيش والشرطة ابنته أسماء صباح مجزرة 14 أغسطس 2013، إلا أنه ظل محفزا على الصمود السلمي، للحفاظ على مطالب الاعتصام برفض الانقلاب، أمام أعتى آلة للقتل (الجيش) بمدرعاته وطائراته ورصاصه المُوجّه وغير الموجه من أعلى المنصة المركزية للاعتصام من رابعة العدوية.
واعتقلت داخلية الانقلاب الدكتور البلتاجي في 29 أغسطس 2013، واتهمته بنفس التهم المعممة الموجهة ضد 738 متهما آخرين في محاكمة رابعة، ولم تقدم الحكومة أي دليل محدد يدعم التُهم الموجهة ضد الدكتور البلتاجي.

أحكام ظالمة

الحقوقية الدولية سارة لي ويتسن، قالت: "بدلا من محاكمة المسؤولين عن مذبحة رابعة، بمن فيهم السيسي ورئيس وزرائه حازم الببلاوي الذين دبّروا هذه المذبحة، قام القضاء المصري بمحاكمة المتظاهرين أنفسهم، ويخطط الآن لإعدام كبار قادة الإخوان المسلمين".
وأضافت أن "الغرض من هذا الحكم واضح وضوح الشمس؛ إنه تحذير للمصريين بأن أي جهود للديمقراطية، أو احتجاجات ضد الحكومة العسكرية سوف يعاقب عليها بالإعدام". مؤكدة أنه: "لم تكن هناك أدلة متوفرة أو لم تتوفر أدلة فردية محددة لدعم التهم المعممة ضدهم علاوة على ذلك، ومن بين المتهمين الـ 12 المحكوم عليهم بالإعدام، يبدو أن أربعة منهم لم يكونوا موجودين حتى في اعتصام رابعة".
ومن بين الأشخاص ألـ 12 المحكوم عليهم بالإعدام خمسة أطباء وعلماء دين ومهندسين وعالم كمبيوتر ومحاسب ومحامي.
وتم الإعلان عن الحكم في هذه القضية بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن للقاهرة للقاء السيسي، وطمأنته على الشراكة الإستراتيجية القوية لأمريكا مع مصر، والتزام الرئيس بايدن بهذه العلاقة؛على الرغم من وعود الرئيس بايدن السابقة بإعادة تقييم الدعم العسكري الأمريكي للحكومة المصرية".
وتم تصنيف لقاء "بلينكين" مع السيسي على أنه رسالة امتنان لدور مصر المزعوم في المساعدة في التفاوض على وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل خلال الصراع الأخير بين الصهاينة والعرب.