“نيويورك تايمز”: جرائم الاعتداء الجنسي على النساء بسجون مصر تطال الجميع

- ‎فيأخبار

أكدت  صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها بمناسبة مرور 8 سنوات من عمر الانقلاب العسكري ضد الدكتور الشهيد محمد مرسي أول رئيس شرعي منتخب بعد ثورة يناير أن "الاعتداء الجنسي على النساء في السجون المصرية تعدى كل الاعتبارات  الحقوقية والإخلاقية مشيرة إلى تكرار  جرائم الاعتداء الجنسي التي تعرضت لها معتقلات سعوديات في سجون الرياض أو كالذي تعرض له الرجال والنساء في السجون السرية لأبوظبي والرياض في اليمن".
وتفصيلا  كشفت "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن "انتهاكات جنسية" من قِبَل السلطات الأمنية بحق فتيات تعاملن مع منظومة العدالة المصرية، وحاولت الصحيفة استقصاء رأي "المجلس القومي للمرأة" إلى أنه رفض التعليق على الجريمة المتكاملة،
والتقت "نيويورك تايمز" بفتيات تعرضن للاعتداء بعد القبض عليهن بسبب التعبير عن الرأي أو بعد توجههن إلى السلطات القضائية للإبلاغ عن جرائم، مشيرة إلى أن كل حالة تمت مقابلاتها قالت إنها تعرضت للانتهاك الجنسي على يد المسئولين المؤتمنين على حمايتهن".
الجرائم تتنوع بين، خطر التجريد من ملابسهن وتحسس أجسادهن وانتهاكها، مؤكدة أنه ورغم عدم قانونية هذه المعاملة، إلا أن النساء في مثل هذه الحالات لا تستطيع فعل شيء.

https://twitter.com/MeemMagazine/status/1412748554989416462

ووثقت الصحيفة الجرائم بمقاطع فيديو، على موقعها الإلكتروني، الاعتداءات الجنسية التي قُلن إنهن تعرضن لها داخل مراكز الشرطة والسجون والمستشفيات.
وقالت الفتيات إن: "بعض هذه الاعتداءات حدث أثناء عمليات تفتيش روتينية تقوم بها الشرطة أو حُراس السجون، في حين حدث البعض الآخر على يد أطباء تابعين للدولة بعد أن طُلب منهم إجراء فحوصات جسدية من بينها ما يُعرف باسم "كشوف العذرية".
وأوضحت "نيويورك تايمز"، أنه لا يوجد إحصائيات معلنة حول عدد هذه الوقائع التي تقول جماعات حقوقية بأنه قد يجوز اعتبارها تعذيبا واعتداء جنسيا، مشيرة إلى أن الفتيات في مصر لا يقدمن غالبا بلاغات عن تلك الوقائع بسبب ما يتعرضن له من نبذ ومهانة في كثير من الأحيان، غير أن منظمات المجتمع المدني والخبراء والمحامين والمعالجين النفسانيين يقولون إنه توجد أدلة وافرة توحي بحدوث هذه الوقائع بكثرة".
 

شهادات بنات
ما لا يقل عن 12 فتاة مررن بتجارب مشابهة، أغلبهن اخترن التحدث للصحيفة دون الكشف عن هويتهن خوفا من الاعتقال أو الوصم المجتمعي الذي قد ينال أُسرهن.

أسماء عبد الحميد، 29 عاما، تحدثت للصحيفة عما تعرضت له من عمليات تفتيش جسدي ثلاث مرات، في مركز الشرطة، حيث أجبرتها إحدى المفتشات على التجرد من ملابسها، قبل أن "تمسك بصدرها وتصر على مشاهدتها وهي تتبول"، ثم داخل مستشفى عام أمام طبيب، لا يفصل بين جسدها العاري ومجموعة من الضباط سوى ستارة نصف مفتوحة، حيث طلب منها الطبيب أن "تنحني وتفتح ردفيها"، ثم طلب منها أن "تستلقي ونظر بين رجليها"، فيما قال إنه كان يكشف عما إذا كانت عذراء أم لا، ثم في السجن وقت تسليمها، حيث أدخلت إحدى الحارسات "إصبعها الملفوف بكيس بلاستيكي التقطته من الأرض، في فتحة شرجها".

ووثقت "نيويورك تايمز" شهادة صحفية اعتقلت لعام بتهمة العمل مع قناة الجزيرة، في إبريل 2018، وأوقفها شرطيان وجرى اقتيادها معصوبة العينين إلى مؤسسة أمنية لاستجوابها، بتهم الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة.
وكشفت الصحيفة تعرضها لتحرش جنسي عدة مرات، وأن شكواها إلى سلطات السجن، لم تغير شيئا، إضافة إلى تقدم سجينة أخرى في نفس السجن (سجن القناطر) إلى مكتب النائب العام بشكوى تقول فيها بأنها تعرضت للاعتداء الجنسي.

كشوف العذرية
احتجز الجيش 18 امرأة على الأقل في احتجاجات عام 2011، واخضعهن لتفتيش ذاتي ولفحوص كشف العذرية، وقول قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الذي كان آنذاك مدير إدارة المخابرات الحربية، إنه يدرك "الحاجة إلى تغيير ثقافة القوات الأمنية"، حيث وعد "بحماية المعتقلين من سوء المعاملة".
الصحيفة الأمريكية قالت إن: "السيسي لم يحقق وعده بعد مرور عقد على هذه الواقعة.
الصحيفة قالت إنها تحدثت مع امرأتين ومحامية عن امرأة ثالثة قلن إنهن بعد تقدمهن ببلاغات عن تعرضهن لاعتداء جنسي تم انتهاكهن على أيدي أطباء تابعين للدولة".
وفي عام 2011، قضت محكمة مصرية باعتبار "كشوف العذرية" القسرية "انتهاكا لحرمة جسد الإناث وعدوان على كرامتهن الإنسانية"، ولكن في شهر أغسطس الماضي أفادت منظمة "هيومان رايتس ووتش" بأن "كشوف العذرية" القسرية لا تزال تستخدم".

https://twitter.com/AJA_Egypt/status/1366683011081732098

 

عبدالرحمن الشويخ
وفي إبريل الماضي، وثقت منظمات حقوقية الاعتداء الجنسي والتعذيب الجسدي، الذي تعرض له المسجون، عبد الرحمن الشويخ، داخل سجن المنيا شديد الحراسة، حيث طالبت مصلحة السجون، بنقله إلى سجن آخر، حتى تنتهي التحقيقات لضمان سلامته الجسدية.
وفي إجراء انتقامي اعتقلت داخلية الانقلاب والده ووالدته وشقيقته؛ لإبلاغهم النيابة عما تعرض له الشويخ (30 سنة) من انتهاكات داخل السجن، فجر 27 إبريل الماضي.
والشويخ معتقل منذ 14 نوفمبر 2014، وهو محكوم إجمالا بـ29 سنة سجنا، وتلقت أمه، هدى عبد الحميد، رسالة منه في 15 إبريل الماضي، يحكي فيها عن واقعة اغتصاب وتعذيب جسدي تعرض لها. ووفقا للرسالة، فقد تم اقتياده إلى غرفة من قبل مجموعة من المخبرين وعساكر سجن المنيا شديد الحراسة، وقاموا بعصب عينيه، وتمزيق ملابسه، ثم قاموا باغتصابه، وبعد ذلك أجبروه على السجود.
وذكر "الشويخ" بالتفصيل أسماء ومناصب من اشتركوا في الجريمة، وهم مسير العنبر، وضابط في السجن، وأمين في السجن، ومخبران، بالإضافة إلى عساكر من قوة سجن المنيا، ولاحقا، قام ضابط الأمن الوطني المسئول عن قطاع السجون في المنيا، بتهديده بإيذائه، وإيذاء والده، وكذا أخيه المحتجز في سجن آخر.

انتهاكات مبكرة
وقالت "المنظمة العربية لحقوق الإنسان" في لندن، إنها: "تلقت في يوم الأربعاء 5 فبراير 2014، شكاوى من أسر 12 طالبة معتقلة، في مصر بشأن "تعرضهن للضرب والإهانة ونزع الحجاب والتحرش الجنسي".
وقالت "المنظمة" في بيان لها إن: "الطالبات اعتقلن نهاية ديسمبر الماضي بدعوى تعطيل الامتحانات، وتم نقلهن إلى مقر الشرطة بمدينة نصر؛ لكشف العذرية مرات متعددة".
وبحسب البيان، فقد قامت الشرطة بترحيل المعتقلات إلى معسكر السلام للأمن المركزي حيث تم تعذيبهن وترحيلهن إلى سجن القناطر".
وقالت المنظمة إن: "المعتقلات تعرضن في سجن القناطر لجملة من الانتهاكات تتمثل في التفتيش الذاتي بشكل مهين، واحتجازهن مع الجنائيات المحكومات في قضايا الإخلال بالآداب والمخدرات والجنايات الأخرى؛ على خلاف القانون، وتحريض الجنائيات للاعتداء عليهن". وذلك في سياق انتقادات مستمرة، من المنظمات الدولية؛ لاعتقال وتعذيب نشطاء معارضين، على يد قوات الانقلاب من الشرطة والجيش.