وصف نفتالي بينيت رئيس حكومة الاحتلال الصهيونية الدول العربية بأنها "جزر إرهابية تحيط بدولة الاحتلال بما يعكس طبيعته العنصرية كمسؤول سابق لمجلس المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية".
جاء ذلك في رده على قرار شركة المثلجات الأمريكية "بين أند جيريز" وقف بيعها في المستوطنات، فيما أكدت مصادر مطلعة أن مبيعات الشركة ارتفعت بنسبة 25% عقب إعلانها مقاطعة المستوطنات الصهيونية وهو ما يعيد إلى الأذهان مجددا قضية مقاطعة منتجات المستوطنات الصهيونية القائمة على أراض فلسطينية مغتصبة.
وفي السياق أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني "استشهاد الفتى محمد منير التميمي البالغ من العمر 17 عاما متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال خلال مواجهات في قرية النبي صالح شمال رام الله".
ليست مفاجئة للفلسطينيين
وقال إبراهيم المدهون المحلل السياسي الفلسطيني، إن "تصريحات بينيت تعبير حقيقي عن الرأي الإسرائيلي فالاحتلال الصهيوني ينظر إلى العرب جميعا على أنهم مجموعة من الإرهابيين القتلة المجرمين الذين لا يستحقون الحياة".
وأضاف في مداخلة مع تليفزيون وطن، أن "هناك بعض الدول للأسف تظن أن المشكلة فلسطينية إسرائيلية، لكن يتناسون أن فلسطين هي خط الدفاع الأول عن الأمتين العربية والإسلامية، مضيفا أن تصريحات بينيت ليست مفاجئة للفلسطينيين، معربا عن أمله أن تكون هذه التصريحات مفاجئة للمطبعين العرب".
وأوضح أن "الاحتلال أس الفساد وأساس المشاكل في المنطقة فهو يحارب الاستقرار ويدعم الأنظمة الاستبدادية لأنها تحميه، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي وقياداته يحتقرون الأنظمة العربية ورؤساها وتنظر إليهم على أنهم أتباع وجرزان".
وأشار إلى أن "الجامعة العربية للأسف فقدت دورها، والواقع العربي الآن مؤسف جدا، مستنكرا تصريحات الجامعة المضادة لتركيا التي يمكن أن تشكل حليفا قويا للدول العربية وغض الطرف عن انتهاكات الاحتلال الصهيوني العدو الحقيقي للأمة العربية والإسلامية".
ولفت إلى أن قبول الاحتلال الصهيوني مراقبا في الاتحاد الأفريقي يمثل اختراقا وخسارة وانتكاسة للمشروع العربي والفلسطيني، ويعبر عن حالة التشتت والتخبط التي تعيشها الأنظمة العربية، لافتا إلى أن القارة الأفريقية كانت من أشد المعادين للاحتلال الإسرائيلي ومن أكبر المساندين للقضية الفلسطينية وقضايا التحرر لكن للأسف أُصبنا بانتكاسة بعد التغول الإسرائيلي في أفريقيا ولعل إثيوبيا خير مثال، لافتا إلى الدعم الإسرائيلي لأديس أبابا هو جزء من الإشكالية الإثيوبية مع مصر".
وقاحة صهيونية
بدوره قال الدكتور ناجي الظاظا، الأكاديمي والمحلل السياسي، إن "تصريحات رئيس حكومة الاحتلال تعبر عن الوقاحة الصهيونية التي تسمدها كل القيادات الإسرائيلية للتعبير عن الواقع الإقليمي والعربي فدائما يعتبرون أنفسهم الديمقراطية الوحيدة في المنطقة وأنهم يعيشون ضمن مجموعة من الجزر التي تعاني الاستبداد والعنف والتخلف".
وأضاف الظاظا في حواره مع تليفزيون وطن أن "هذه ليست المرة الأولى فهناك تصريحات سابقة لبنيامين نتنياهو أيضا، مضيفا أن اليمين الإسرائيلي بشكل عام يستمد هذا الأفكار من بعض المعتقدات التلمودية التي تصف العرب بأوصاف لا تمت للإنسانية بصلة وهؤلاء الذين تربوا في المدارس الدينية المتطرفة تشبعوا بهذه الأفكار".
وأوضح أن "بينيت شغل منصب رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية لسنوات طويلة، وكان مرشح المستوطنين في أول مشاركة له في الائتلاف الحاكم، فهؤلاء يعيشون على اغتصاب الحقوق والأرض وتهجير الإنسان الفلسطيني والعربي".
وأشار إلى أن "دولة الاحتلال جاءت نتيجة مشروع عنصري خططت له منظمة عنصرية ووصفتها قرارات الأمم المتحدة في سبعينيات القرن الماضي بأنها منظمة عنصرية وبالتالي هي تدعو للكراهية، وتصف الآخرين بأوصاف غير آدمية ولا إنسانية، مضيفا أن تصريحات نفتالي سبقها تصريحات مماثلة لحاخامات سابقين وحاليين وأيضا مندوب الاحتلال في الأمم المتحدة اعتاد على مهاجمة من يصوتون ضد الاحتلال ووصفهم بأوصاف لا إنسانية".
ولفت إلى أن "إسرائيل تعتبر كل من يعترض على جرائمها هم نازيون ويحاولون أن يضعوا معاداة السامية كحاجز صد يمنع أي أحد من التحدث عن جرائم الاحتلال، مؤكدا أنه يجب على الشعوب أن تدرك أن إسرائيل دولة عنصرية لا يمكن الشراكة معها ولا يمكن التعايش مع الاحتلال".
وتابع "الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والشتات وفي الداخل المحتل تحديدا أكثر من يدرك أنه بعد 7 عقود أن هذا النظام العنصري القائم على سيادية اليهودي على غيره حتى لو جاء من أصقاع الأرض، فهو نظام قائم على نفي وقتل الآخر، فهؤلاء تربوا على فكرة أن العربي الجيد هو العربي الميت".
وأردف "نحن نتحدث عن نظام لا يمكن التعايش معه وأفكار يتولد عنها قادة لا يمكن أن يتم العمل المشترك معهم، حتى لو ردد هؤلاء عبارات السلام والشراكة والتعايش والمصالح الاقتصادية، ومنذ 4 عقود طبعت بعض الدول مع الاحتلال ولم تجنِ شيئا سواء استقرار سياسي أو اقتصادي أو رفاهية اجتماعية؛ لأن العدو الصهيوني لا يبني وجوده على مصلحة وجود الآخر في حالة استقرار ورفاهية فهي دولة جاءت لتكون دولة حاجزة تمنع توحد المشرق مع المغرب العربي في مواجهة الاستعمار الأوروبي والغربي كما وصفتها الوثائق البريطانية".