بعد انقلاب تونس.. حفتر في القاهرة لوضع ليبيا على طريق “الديكتاتورية”

- ‎فيعربي ودولي

وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر قائد مليشيات شرق ليبيا يوم الثلاثاء 10 أغسطس 2021م بناء على دعوة من حكومة  الطاغية عبدالفتاح السيسي.

زيارة حفتر للقاهرة تأتي في إطار تحركات أجهزة السيسي المخابراتية لتستيف الأمور بشأن مستقبل ليبيا خلال الشهور المقبلة على أمل نسخ التجربة المصرية في ليبيا  بتكوين دكتاتورية عسكرية جديدة على غرار النموذج المصري.  لا سيما بعد أن شعر تحالف الثورات  المضادة بشيء من النشوة والانتصار في أعقاب انقلاب الرئيس التونسي قيس سعيد على الدستور في بلاده والسيطرة على كل السلطات والتوجه نحو دكتاتورية جديدة.

الملف الأبرز هو العمل على ترتيب لقاء بين حفتر ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، بعد وساطة مصرية جرى خلالها التوافق على تحمل الحكومة المعترف بها دوليًا الجانب الأكبر من ديون حفتر لدى المرتزقة الذين يحاربون في صفوفه، بالإضافة إلى رواتب المليشيات الليبية التابعة له، وهو ما ظهر في مشروع الموازنة المقدم من الدبيبة لمجلس النواب، والذي تم تخصيص مليارين ونصف مليار دينار ليبي فيه لصالح مليشيات حفتر ضمن الباب المخصص لميزانية وزارة الدفاع والجهات التابعة لها.

زيارة حفتر للقاهرة تتزامن مع عدة تحركات أخرى منها إعلان السفارة الأميركية في ليبيا، الثلاثاء، أن سفير بلادها ومبعوثها لدى ليبيا ريتشارد نورلاند يزور العاصمة المصرية القاهرة، يومي 11 و12 أغسطس الجاري، للقاء حفتر ومسؤولين مصريين. وقالت السفارة في سلسلة تغريدات على "تويتر" إن نورلاند "في القاهرة يومي 10 و11 أغسطس" للقاء مسؤولين مصريين واللواء المتقاعد خليفة حفتر. وأوضحت أن هذا اللقاء هو "في إطار الجهود الأميركية لدعم الانتخابات البرلمانية والرئاسية الليبية المقررة في ديسمبر المقبل".

كما يأتي توقيت الدعوة المصرية لحفتر بعد نحو ثلاثة أيام فقط من زيارة الدبيبة إلى تركيا، حيث التقى الرئيس رجب طيب أردوغان. وبحث الرئيس التركي ورئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة في إسطنبول، السبت الماضي، عودة الشركات التركية للعمل في ليبيا ومعالجة المشاكل القائمة في هذا الصدد، خاصة ما يتعلق بخطابات الضمان والديون المتراكمة، فضلاً عن الاتفاق على عقد اجتماع ثان في أكتوبرالمقبل في طرابلس بمشاركة أردوغان، حيث من المقرر أن تكون الزيارة الأولى من نوعها.

كما تأتي زيارة حفتر للقاهرة متزامنة مع استقبال السيسي يوم الثلاثاء بمقر رئاسة الجمهورية بمدينة العلمين الجديدة؛ وفداً إماراتياً برئاسة طحنون بن زايد، مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات.

كما تأتي زيارة حفتر في أعقاب التلاسن الخشن بين الدببية وحفتر حيث بث الدبيبة مجموعة من الرسائل خلال كلمته الثلاثاء، خلال الاحتفالية الخاصة بالذكرى الـ81 لتأسيس الجيش الليبي، قائلاً "بصفتي وزيراً للدفاع أطمئن كل الجرحى باختلاف انتمائهم بأن علاجهم والاهتمام بهم هدف أساسي للوزارة". وأضاف "أراهن اليوم على حرص الآباء وحب الأمهات ليمنعوا أولادهم من دخول حروب خاسرة مهما كانت الشعارات رنانة"، متابعًا "لا يملك بعد نظر أبداً من يتخذ الحرب وسيلة ويضحي بالجميع من أجل غطرسة واهية".

وشدد الدبيبة على أن المقابر الجماعية ستبقى خنجراً في خاصرة الوطن، قائلاً "خسرنا شبابنا وقطعنا أواصر الرحم بيننا جراء الحروب، ولن نسمح بعودتها". واستطرد "تأخرنا عشرات السنوات بسبب الحرب، وقد سبقنا من كانوا يتمنون أن يصبحوا مثلنا".

وقال رئيس حكومة الوحدة إن العواصم درر ثمينة والجيوش وجدت لتحميها لا أن تقتحمها وترعب أهلها وتدمر ممتلكاتها، في إشارة إلى محاولة حفتر السيطرة عسكريًا على طرابلس قبل فشل حملته وانسحابه. وشدد على أنه "لا يمكن للجيش أن ينتسب لشخص مهما كانت صفته، بل هو جيش الليبيين جميعاً"، مؤكداً "الجيش ولد ليحمي السلام وقوته يجب أن تكون معول بناء وليس معول هدم وقتال".

من جانبه، قال رئيس الأركان العامة الفريق محمد الحداد "لن نسمح بأن يكون الجيش خادماً للسياسيين وصراعاتهم وأطماعهم وللأجندات الوافدة، مؤكداً" نعتبر رئيس الدولة أو من يمثله هو القائد الأعلى للجيش، والمؤسسة العسكرية تلتزم بالعقيدة السليمة التي تلزمنا بالخضوع للدستور".