“صبيان الصهاينة”.. الجزائر تحترق وطائرات السيسي في خدمة إسرائيل فقط!

- ‎فيعربي ودولي

قبل عام شاركت عصابة الانقلاب بمصر بطائرات يملكها الشعب ومعدات إطفاء في إخماد حرائق في مناطق يحتلها الكيان الصهيوني بفلسطين، لم تجد عصابة الانقلاب غضاضة بعدها في مشاركة مصر بطائرات ومعدات إطفاء في إخماد حرائق غابات بـ"الشقيقة" اليونان، وقبل أيام اكتفت عصابة الانقلاب بمواساة تركيا التي تشتعل غاباتها بإرسال برقية عزاء لتركيا في ضحايا تلك الحرائق، الأمر ذاته تم مع الجزائر دون قطرة من حياء.
ولا تقاطع طائرات السفاح السيسي حرائق الدول العربية والإسلامية فقط، بل الأدهى أنها تقاطع حتى الحرائق التي تندلع في الداخل المصري، وقبل عام أيضا اندلع حريق في منطقة حلوان، اشتعل كابل كهرباء فأحرق سوقا مكتظة بالمحلات والبضائع، أنهك الحريق قدرات الدفاع المدني لساعات ولم يستطع أحد السيطرة عليه، فتم الاستنجاد بطائرات الجيش، لكن يبدو أنها لخدمة الصهاينة فقط.
وفي حريق مدمر اشتعل في أنبوب بترول على طريق الإسماعيلية القاهرة، اختفت طائرات الجيش التي ذهبت إلى تل أبيب سابقا لتقوم بإطفاء حرائق الغابات، حتى إن كيان العدو الصهيوني تقدم بالشكر رسميا للقوات المسلحة المصرية.

المجرم يشكر السفاح!
وكتبت صفحة الخارجية الصهيونية تقول "مروحية مصرية تساعد في إخماد حرائق اندلعت في جنوب إسرائيل، أرسلت اليوم مصر وفي موقف إنساني مروحيتين للمساعدة في إطفاء حرائق شبت في إسرائيل بسبب موجة الحر الشديدة". وقال رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو "أشكر صديقي السيسي".
وأعاد أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني باللغة العربية نشر الشكر ذاته، قائلا في تغريدة "الصديق وقت الضيق، مصر تقوم بإرسال مروحيتين للمشاركة في عمليات الإطفاء الجوية التي يتم القيام بها حاليا لإطفاء الحرائق الكثيرة التي تنشب في أنحاء متفرقة من إسرائيل منذ يوم أمس شكرا".
يقول الكاتب الصحفي خالد الأصور" حرائق غابات واسعة في الجزائر ومصرع عشرات المواطنين ورجال الإطفاء، أتوقع من حكومة مصر إرسال طائرات ومعدات إطفاء للشقيقة العربية، أسوة باليونان والكيان الصهيوني".
تقول الناشطة إيمان فريد " للأسف الحريق بيزيد وماحدش بيتحرك في بلد السيسي، والسبب ماسورة بترول مكسورة تحت الكوبري سابوها ساعات زي النافورة ولا حد تحرك، البلد الفاشلة، قتل عمد مع الإصرار والترصد، والموضوع عمال يكبر ومش عارفين يسيطروا عليه".
وتقول نهى الغزالي "المفروض الدولة تدفع ثمن العربيات دي لأصحابها من صندوق تحيا مصر اللي هو أصلا من فلوس الشعب الحريق بسبب الإهمال لازم الحكومه تشيل ثمن غلطاتها ولا إحنا لما نكسر عمود في حادثة والسواق مات بردو بيدفعوهم ثمن العمود".
ويقول وائل خليل " كارثة طريق الإسماعيلية مثال للنوعية المنحطة اللي بتحكمنا.. ماسورة مازوت ضاربة من الصبح وعاملة نافورة بترول قابل للاشتعال وماعملوش حاجة لحد ما الدنيا ولعت". مضيفا بسخرية "في اللحظات الحرجة التي يمر بها الوطن.. مافيش وقت للنقد والمراجعات،لازم نبقى صفا واحدا وراء الفشلة لحد الهاوية والخراب الكامل".

حرائق الصهاينة
وشكلت مشاركة الجيش المصري في إطفاء الحرائق التي شبت بالمغتصبات الصهيونية، صدمة لعدد من المصريين، فيما أثارت غضب آخرين، وسط تساؤلات عن الصمت المصري عن تلك المشاركة مقابل التباهي الصهيوني بذلك. وأكد سياسيون وبرلمانيون مصريون، أن "مشاركة طائرتين عسكريتين مصريتين في إطفاء حرائق الكيان، تعكس تطورا خطيرا في شكل التنسيق العسكري والسياسي بين السفاح عبد الفتاح السيسي ووكلائه الصهاينة".
وقالوا: "لا يجب التعامل معه باعتباره إنسانيا، كما يحدث بين الدول في الكوارث والحوادث المختلفة، خاصة وأن الإعلان عنها جاء من الجانب الصهيوني وعلى لسان رئيس الوزراء نتنياهو، الذي لم يقدم الشكر لرؤساء دول أخرى شاركت بالإضافة لمصر".
وفي ظل صمت عصابة الانقلاب بمصر، قام المتحدث باسم نتنياهو للإعلام العربي، أوفير جندلمان، بنشر تغريدتين بالعربية والإنجليزية، مرفقا بها صورة للمروحية المصرية وهي تقوم بعمليات الدعم والإطفاء، وعلق عليها قائلا "سيارة إطفاء إسرائيلية ومروحية مصرية تعملان معا على إخماد حريق نشب في قرية بين عزرا جنوب إسرائيل، يوم أمس، حيث تمكن رجال الإطفاء الإسرائيليون والطيارون المصريون من إخماد الحريق نتيجة التعاون بينهم". وتابع "هذا هو معنى السلام".
ويؤكد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى المصري السابق رضا فهمي، أن العلاقات بين السفيه السيسي والكيان الصهيوني، شهدت تطورا على أصعدة مختلفة، ولكنها كانت تتسم بشيء من الكتمان، باستثناء التصريحات المتبادلة بين الطرفين عن أهمية العلاقات المشتركة، إلا أن مشاركة طائرات عسكرية مصرية بإطفاء حرائق المغتصبات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قد فاق كل ما سبق".
مضيفا "مشاركة طائرات الجيش، تعد رسالة واضحة من السيسي بأنه لا حرب مع الكيان الصهيوني، وأنه لا دفاع عن فلسطين، وأنه لا مجال لعودة الأرض المغتصبة، وأن أمن الكيان الصهيوني وأمان المواطن الصهيوني في مقدمة اهتمامات النظام المصري، وفي النهاية لا عزاء للقضية الفلسطينية".
ويؤكد فهمي أنه "لا يجب اعتبار الموضوع مشاركة إنسانية معتادة بين الدول، لأن العلاقة مع الكيان الصهيوني ظلت منذ معاهدة السلام المشئومة تسير وفق نهج محدود، ولكن إجراءات السفيه السيسي منذ توليه السلطة بانقلاب عسكري، تريد تغيير هذا النهج المحدود، لفرض الكيان الصهيوني على الشعب المصري باعتباره دولة صديقة وليست عدوة، كما يعتبرها المصريون".
وحسب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى السابق، فإن "مشاركة طائرات الجيش، تحمل رسائل، منها أن الحاجز النفسي والعقيدة القتالية المصرية، التي استمرت لسنوات طويلة قائمة على أن العدو الأوحد لمصر هو الكيان الصهيوني، حتى في ظل معاهدة السلام بين الطرفين، هذه العقيدة قد تغيرت، وانكسر معها الحاجز النفسي للجيش المصري تجاه الكيان، ليخرج معها التعاون القائم بين الطرفين في السر، إلى العلن والوضوح، وهذا هو مكمن الخطر".

ضد المصريين
ويتوقف المختص بشؤون الأمن القومي عبد المعز الشرقاوي أمام الصمت المصري على المشاركة من بدايتها حتى نهايتها، على عكس سياسة السفيه السيسي المحبة للظهور وأنه شخصية إقليمية لها وجود، وهو ما يشير إلى أن "عصابة الانقلاب لم تكن تريد وصول الموضوع للإعلام، كما جرى في العديد من الأحداث الأخرى التي دعمت فيها الكيان الصهيوني بشكل غير علني".
ووفق رأي الشرقاوي فإن "صمت العسكر عن المشاركة بعمليات الإطفاء، يتزامن مع التصفيات الجسدية التي يقوم بها السفيه السيسي في سيناء، وهو ما يعني أن جهود الجيش أصبحت موجهة ضد المصريين، وليس ضد من كانوا في السابق أعداءهم".
ويؤكد المختص بالأمن القومي أن "خطورة تطوير العلاقات المصرية الصهيونية على الصعيد العسكري، هو خلق جيل من العسكريين المصريين الذين لا يرون في وجود الكيان الصهيوني مانعا وطنيا أو قوميا أو إسلاميا، وهو ما يعني أن الدفاع عن الكيان الصهيوني يمكن أن يتطور من مجرد مشاركة في عمليات إطفاء، أو عمليات مشتركة في سيناء بحجة مواجهة الإرهاب، إلى علاقات مباشرة، تشمل مناورات عسكرية صريحة، ودعما مباشرا في القضاء على أي مقاومة سياسية كانت أو عسكرية ضد الكيان الصهيوني".