“مأوى الهاربين”.. الإمارات تستضيف “صبي أمريكا “بعد هروبه من كابل؟

- ‎فيتقارير

يعيشون وسط أسوار عالية تحيط بفللٍ شاسعة المساحة بها ملاعب للجولف وملاعب أخرى للترفيه واللعب، يركبون أحدث السيارات من نوع لامبورجيني وفيراري، يصل ثمن الآيس كريم ice cream إلى 800 دولار للواحد فقط لأنه مطليٌ ببعض الذهب الصافي، هكذا عرَّف الصحفي الدنماركي كيم بالك في تحقيقه الذي نشره في صحيفة إنفارمسيون حياة الطغاة والفاسدين والمجرمين الهاربين من بلادهم إلى الإمارات.
وحطت طائرة صبي الاحتلال الأمريكي الهارب من أفغانستان "أشرف غني" في دبي، بعد أن سيطرت حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل ومبانيها الحكومية، إثر انسحاب ميلشيات الحكومة المدعومة من واشنطن.

ورط العصابة..!
تُعرف الإمارات بأنها سويسرا الشرق الأوسط، حيث يذهب إليها رجال أعمال وفلول الأنظمة المنتهية الهاربين من سجلات ضريبية قانونية وجرائم أخرى ارتكبوها في بلدانهم.
وقال مسئول في الحكومة التي عينها الاحتلال الأمريكي غاضبا إن "الرئيس غني غادر أفغانستان وورطها وورط الشعب في هذه الحالة". وأضاف أن "الشعب سيحكم على الرئيس الأفغاني السابق وسيحاسبه الله".
وقال القائم بأعمال وزير الدفاع في حكومة الاحتلال بسم الله خان محمدي إن "أشرف غني قيد أيدينا وراء ظهورنا وباع الوطن وغادر البلاد".

ملاذ المجرمين
وليس أشرف غني وحده من اتخذ الإمارات وجهة الهروب، فمن أبرز الشخصيات المصرية التي وجدت ملاذا آمنا لها في الإمارات العربية المتحدة الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني في حكومة المخلوع مبارك الذي تولى رئاسة وزراء مصر إبان اندلاع ثورة يناير عام 2011، ومرشح رئاسي سابق لرئاسة الجمهورية المصرية في أول انتخابات لمصر بعد الثورة عام 2012، بعد خسارة الفريق شفيق في تلك الانتخابات وفوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين الرئيس الشهيد محمد مرسي.
فر شفيق مباشرة إلى الإمارات ليمكث هناك، بعدها طالبت النيابة العامة بضبطه وإحضاره إثر تورطه بقضايا إهدار المال العام وغسيل للأموال خلال توليه منصب وزير الطيران المدني.
مكث شفيق في الإمارات ولم يعد إلى مصر بعدها إلا مرة واحدة قبل مسرحية انتخابات الرئاسة بعد الانقلاب الدموي في 2013، والتي أعلن شفيق الترشح لها عبر فيديو مسجل من الإمارات فتم ترحيله إلى عصابة الانقلاب بمصر ليتخلى بعد ذلك عن ترشحه ويدعم السفاح عبد الفتاح السيسي ويعود مرة أخرى.
هارب آخر وهو المستشار أحمد الزند وزير العدل السابق في حكومة الانقلاب الذي فر هو وأسرته إلى الإمارات عام 2016 بعد إقالته من منصبه وتحويله للتحقيق بسبب إساءته للنبي – محمد صلى الله عليه وسلم – ثم بعد ذلك ظهرت له عدة قضايا من بينها الاستيلاء على أراضي الدولة بطرق غير شرعية مستخدما سلطته.
وسافر حكام ومسؤولون في حكومات ما قبل ثورات الربيع العربي، فقد غادر وزير التخطيط الليبي محمود جبريل بعد سقوط معمر القذافي إلى الإمارات ليمكث هناك بعيدا عن قضايا الفساد التي تلاحقه في ليبيا، وتستضيف الإمارات أيضا نجل الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح قبل مقتله من الحوثيين في اليمن.

 

محطة الهاربين

كما تستضيف الإمارات الهاربين من غير العرب، فقد سافر الرئيس الباكستاني برويز مشرف إلى الإمارات بعد رفع حظر السفر عنه بواسطة القضاء الباكستاني وهو متهم بقضايا فساد، وأسرة الديكتاتور السابق لتايلاند "تاكسين شيناواترا" بعد أن صدرت بحقه هو وأسرته أحكاما بالسجن لتورطهم بقضايا فساد مشبوهة بتايلاند.
ولا تزال أرض الشياطين تشكل بوتيرة متزايدة وجهة مغرية للساسة الفاسدين والأفراد الخاضعين لعقوبات أو المطاردين بقضايا تتعلق بنهب الأموال والقتل والإجرام في دولهم، ويسعون في الوقت ذاته لإيجاد ملاذ لهم واستثمار تلك الأموال المنهوبة من الشعوب.. فهل يأتي اليوم الذي يفعلها السفاح السيسي ويهرب إلى أرض الشياطين؟