قالت وسائل إعلام عبرية إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، طالب زعيم عصابة الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بأن تقوم القاهرة بكبح جماح حركة حماس ووقف تعاظم قوتها، وزيادة المراقبة وتشديدها على معبر رفح الحدودي".
ونقلت هآرتس تصريحات بينت التي جاء فيها "لقد كان لقاء مهما وجيدا جدا، ووضعنا الأسس لعلاقات عميقة للمستقبل، وبحثنا مسائل في المجال السياسي والأمني والاقتصادي، وأيضا طرق تعميق وتعزيز مصالح الدولتين، إسرائيل تنفتح على دول المنطقة".
وأكدت هآرتس مطالبة بينت لـلسيسي، بتشديد المراقبة على معبر رفح لمنع تهريب الأسلحة لصالح حماس.
وسبق أن طرح رئيس حكومة الاحتلال مسألة تشديد الرقابة على معبر رفح، لمنع تهريب الأسلحة للقطاع، خلال لقاءاته في واشنطن.
من جانبها، كتبت سمدار بيري في صحيفة يديعوت أحرونوت أن "السيسي استخدم كل مهاراته منذ كان ضابطا في الاستخبارات لجمع كل معلومة ممكنة عن نفتالي بينت وتوجهه، لكنه لم يصل إلى معرفة وجهة بينت السياسية".
ويعد اللقاء هو الأول بين السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، منذ أن تولى الأخير مهامه في يونيو الماضي.
كما أنها تعد الزيارة الأولى لرئيس حكومة إسرائيلية لمصر منذ 10 سنوات، إذ كانت آخر زيارة أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو لمصر في يناير قبل أيام على اندلاع ثورة 2011.
وفي 18 أغسطس الماضي، التقى رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، برئيس الوزراء الإسرائيلي في تل أبيب، ووجه للأخير خلال اللقاء دعوة رسمية باسم السيسي، لزيارة القاهرة.
جهود وساطة
وتقوم مصر بجهود وساطة بين إسرائيل والفلسطينيين، لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، عقب تصعيد عسكري استمر 11 يوما في مايو الماضي.
ومنذ أبريل 2014، توقفت المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان، والإفراج عن معتقلين قدامى، وتنصلها من خيار حل الدولتين.
وكان نتنياهو كشف عن لقائه السيسي، 6 مرات سرا في سيناء.
وجاء تصريح نتنياهو لقناة "كان" الإسرائيلية، كمحاولة لإثبات تفوقه على رئيس الوزراء الحالي نفتالي بينيت الذي التقى السيسي في شرم الشيخ، الاثنين الماضي.
وعلق على ذلك الباحث الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي، الدكتور صالح النعامي، قائلا عبر تويتر "من كلام نتنياهو يتضح أن السيسي التقاه منذ أن كان قائدا للاستخبارات العسكرية وضمن ذلك لقاءات من خلف ظهر مرسي".
وأضاف "وإذا أخذنا بالاعتبار لقاءين سريين في القاهرة والعقبة ولقاء علنيا في نيويورك، يتضح أن السيسي التقى نتنياهو 9 مرات على الأقل".
وقبل سنوات، كشفت صحيفة هآرتس العبرية، عن وصول طائرة خاصة من إسرائيل إلى القاهرة، في أبريل 2016، وكان على متنها نتنياهو وبعض المستشارين، وتم استقبالهم في القصر الجمهوري، حيث التقوا السيسي.
لقاء دافىء جدا!
وكان المتحدث باسم بينيت، متان سيدي، قد صرح لإذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن "اللقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والسيسي كان دافئا".
وبحث الجانبان، تطورات العلاقات في مختلف المجالات، كما بحث اللقاء مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وفق بيان الرئاسة المصرية.
وسبق أن كشفت مصادر سياسية عن استهداف السيسي توسيط إسرائيل لنيل رضاء بايدن وإدارته، وعقد لقاء واستقبال السيسي بالبيت الأبيض كما كان يفعل معه ترامب، حيث لم يلتقِ بايدن السيسي ولا مرة منذ ترؤُّسه الإدارة الأمريكية في يناير الماضي، مكتفيا باتصال مع الإدارة المصرية أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة وانتصار الصواريخ الفلسطينية بالمعركة، فجاء دور السيسي لحرمان المقاومة الفلسطينية من استثمار الانتصار العسكري سياسيا.