بعد أن ضيع حصة مصر في النيل.. السيسي يسقي المصريين مياه الصرف هروبا من إثيويبا

- ‎فيتقارير

في مشهد متناقض يكشف إلى أي مدى وصل الضعف والخوار داخل النظام المصري الذي يقوده المنقلب السفيه السسي، بعد أن فشل في الحفاظ على حقوق مصر الخالدة منذ قرون في مياه النيل وإهمال إثيوبيا لأية مطالب دولية أو الاستجابة للمناشدات المصرية والسودانية للوصول لأي اتفاق بات منفذ السيسي لمواجهة سد النهضة بدلا من ضرب السد أو تخريبه الانكفاء على نفسه والاستقواء على شعبه، وهو ما حصل مؤخرا خلال افتتاح السيسي أكبر محطة تنقية مياه للصرف الصحي بمنطقة بحر البقر بالشرقية.

ووفقا للأرقام التي أعلنها مسؤولو الانقلاب تكلفت المحطة 20 مليار جنيه ونتتج 5.6 مليون متر مكعب في اليوم من المياه المعالجة ثلاثيا سيتم نقلها إلى أراضي شمال سيناء لتساهم في استصلاح 400 ألف فدان في إطار المشروع القومي لتنمية سيناء ولتعزيز منظومة الاستخدام الأمثل للموارد المائية للدولة.

يأتي ذلك في الوقت الذي تتوسع فيه مصر في بناء محطات معالجة مياه الصرف، مع تصاعد أزمة سد النهضة الإثيوبي ورفض أديس أبابا الانصياع لمطالب القاهرة والخرطوم، بالمشاركة في الدراسات الخاصة بعمليات ملء وتشغيل السد.

وقال وزير الري محمد عبدالعاطي، إن "نصيب الفرد المصري من المياه انخفض ليصل إلى نحو 560 مترا مكعبا سنويا، مقارنة بالمعايير الدولية التي تحدد نصيب الفرد بـ1000 متر مكعب سنويا".

 

الحرمان من التموين

وعلى الرغم من أن كل مشاريع تحلية مياه البحر أو تنقية مياه الصرف الصحي، تحمل معاني الهزيمة السياسية والإستراتيجية التي مُنيت بها مصر إثر شرعنة اتفاق المبادئ  المُوقع في 2015 سد النهضة، الذي يصيب مصر بالشلل والانكسار والفقر أمام إثيوبيا، إلا أن السيسي حاول كعادته أن يبحث عن انتصار ما، وكعادته لا يجد مجالا للانتصار أو الاستقواء أو إظهار قوة شكيمته غير المواطن الضعيف والغلبان، الذي يتقوى على فقره بلقيمات من الدعم التمويني.

إذ زعم السيسي أنه "سيتم وقف كل الدعم المقدم من الحكومة من خبز أو دعم تمويني أو غيره لمن يخالف أو يتعدى على الأراضى الزراعية أو الترع والمصارف".

وأضاف السيسي في افتتاح محطة معالجة مياه بحر البقر "إحنا كدولة بنحاول نسابق الزمن لتطوير واستعادة كفاءة منشآتنا بالكامل، زي ما شوفتوا الترع وحالها، كان بيأثر على حال الناس، ومتقدرش تستفيد بالمية، الدولة بتقوم بدور، والمواطن عليه دور".

وواصل مدعيا: "لو أنتوا النهاردة كحكومة لو راجعتوا الإجراءات اللي اتعملت في الـ 7 سنين، هتلاقوا إن التخطيط كان لغاية 2052، وقطعنا خطوات كبيرة عشان كنا متأخرين، بعض المواطنين تعدوا على منشآت الحكومة، لما تتكلم إن فرع رشيد بيعدي 30 مليون متر مكعب من المية، بعد ما كانوا 80 مليون، مش هنقبل كحكومة بده، كل التعدي بتاعة المنشآت والحكومة، وزارة الداخلية والقوات المسلحة، آخد تمام عشان نشيل، إحنا مش هنتحايل على حد، بعد 6 شهور أخد تمام، كل التعديات تتشال وأخد تمام خلال 6 شهور، زي ما أنا بعمل تبطبين للترع".

 

تقليص مستحقي الدعم

وتابع كاذبا: "مش هقبل بالتعدي عايز تغتصب أرض الدولة وأسكت، ده كلام مش مقبول دلوقتي كان زمان مقبول حد يقولك أنت زعلان؟ لأ، أنا خايف عليكم، ليه بنعمل كده في نفسنا، معلش يا دكتور محمد – يقصد وزير الري بحكومة الانقلاب محمد عبدالعاطي- ومحدش يزعل مني، أنتوا كنتوا بتعملوا إيه، لا لا، 6 شهور وألاقي الجسور متظبطة زي الكتاب ما بيقول، وتتحط المعدات، وترجع زي ما كانت، لو محتاج تنزل القوات يا محمد نزل، يقصد الفريق محمد زكي، وزير الدفاع بحكومة الانقلاب- سواء تعدي على الأراضي الزراعية أو غيره، وبالمناسبة وقف كل الدعم لأي حد متعدي على الأراضي الزراعية أو الترع والمصارف".

وهو عقاب غير منطقي ويستهدف أبعد من المتعدين على المصارف، إذ يهدف السيسي لتقليص مستحقي الدعم التمويني، زاعما عجز الموازنة، وقد جرى مؤخرا خصم أعداد المستفيدين من الدعم التمويني بمقدار 10 مليون مواطن، ليصل عدد المستفيدين من الدعم لنحو 62 مليون مواطن، بقيمة تصل لـ50 جنيها شهريا، فيما جرى تقليص الدعم عن رغيف الخبز لثلاث مرات في عهد السيسي، بوسائل مختلفة، بتقليل وزن الرغيف من 130 جم إلى 110 جم ثم إلى 90 جراما، فيما ينتوي السيسي رفع سعر رغيف الخبز المدعوم من 5 قروش إلى نحو 50 قرشا، وما زال القرار الأخير تعرقله تقارير المخابرات التي تتابع مستوى الفقر الذي بات يعايشه المصريون.

وخلال السنوات الأخيرة، ارتفعت نسب الفقر لتطال أكثر من ثلثي المصريين، وزاد من تفاقم الوضع التضخم الذي ضاعف الأسعار، وتقلص القوة الشرائية للعملة بنسبة تزيد على 100%، إضافة إلى استمرار ارتفاع نسبة البطالة، وهكذا لا يستقوي السيسي إلا على الضعفاء من شعبه، مححققا مقولة الشاعر العربي ، أسد عليّ وفي الحروب نعامة.