باكستان تودع صانع القنبلة النووية.. ماذا قال عبدالقدير خان عن الرئيس مرسي والانقلاب؟

- ‎فيعربي ودولي

رحل عن عالمنا صباح الأحد 10 أكتوبر 2021 مهندس البرنامج النووي الباكستاني عبد القدير خان عن عمر ناهز 85 عاما، إثر نقله إلى المستشفى بسبب مشكلات صحية.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان عن صانع البرنامج النووي الباكستاني في 10 سنوات: "حزين جدا لوفاة الدكتور عبد القدير خان، لقد أحبته الأمة بسبب مساهمته الهامة في امتلاكنا سلاحا نوويا، ومكننا ذلك من تحقيق الأمن في مواجهة دولة عدوانية بالجوار تمتلك سلاحا نوويا أكبر، لقد كان رمزا وطنيا لشعبنا".
وقالت تقارير إن "عبد القدير خان أُدخل المستشفى العسكري بعد إصابته بفيروس كورونا وتم نقله إلى منزله بعد تحسن حالته الصحية، لكنها عادت لتتدهور فجأة، وتُوفي في أحد مستشفيات العاصمة إسلام أباد".

وسبق أن اتهمت الولايات المتحدة "خان" ببيع وتسريب معلومات ومواد تستخدم في تصنيع القنابل النووية لدول مثل إيران والعراق وكوريا الشمالية.

https://twitter.com/AJD17873118/status/1447516351610990598


 

شهادته عن الرئيس مرسي
وتناقلت منصات إعلامية كثيرة رفض عبد القدير خان الانقلاب على الرئيس الشهيد محمد مرسي وقال العالم النووي الباكستاني د. عبد القدير خان في شهادته عن أسباب الإطاحة بالدكتور محمد مرسي إنه -أي الرئيس- "سافر إلى روسيا واتفق مع الروس على إعادة تشغيل مفاعل نووي بتخصيب يورانيوم يسمح بتوليد الكهرباء وإنشاء مفاعل آخر تتسلمه مصر بعد 3 سنوات مما كان سيؤدي إلى انتهاء مشكلة الكهرباء".
وأضاف "في عهد الرئيس محمد مرسي غواصتين ألمانيتين، وضغط الكيان الصهيوني كثيرا على ألمانيا حتى لا تمتلك مصر مثل هذه الغواصات، وهي القادرة على ضرب حاملة طائرات إذا امتلكت مصر الصواريخ المناسبة للغواصتين".

وتابع في الشهادة التي ظهرت في نوفمبر 2013 أن "المصريين لا يدركون معنى أن تمتلك مصر قمرا صناعيا عسكريا يكشف لها شوارع الكيان الصهيوني بالكامل،  وهو مزود بتقنيات لتحديد أهداف الصواريخ  وهذا ما كان د.محمد مرسي قد اتفق عليه مع علماء الهند ولولا الانقلاب لأصبحت مصر اليوم على مقربة من امتلاك القمر".
وأشار "خان" إلى أن "د.محمد مرسي كان قد اتفق مع بوتين على إبرام صفقة صواريخ ووافقت روسيا على إبرام الصفقه بشكل رسمي وإن تلك الصواريخ كانت كافية لتحويل تل أبيب إلى كتلة من جهنم على الأرض".

عالم الفيزياء
ويعد عبدالقدير خان عالما باكستانيا في الفيزياء النووية، ومهندس بعلم الفلزات والسبائك، ومؤسس البرنامج النووي والعنصر الأبرز في وجود أول قنبلة نووية باكستانية.
والتحق خان بكلية العلوم بجامعة كراتشي عام 1960، ثم أكمل تعليمه العالي في بعض الجامعات الأوروبية وخاصة ألمانيا وهولندا وبلجيكا أواسط الستينيات.

وقضى بجامعة برلين التقنية سنتين في التدريب قبل أن يلتحق بجامعة دلفت التكنولوجية بهولندا عام 1967 التي نال منها درجة الماجستير، ثم أنهى تكوينه بجامعة لوفين البلجيكية عام 1972 فحصل على درجة الدكتوراة.

واشتغل بعد حصوله على الدكتوراة كبيرا لخبراء المعادن في شركة (FDO) الهندسية الهولندية، التي كانت يومذاك على صلة وثيقة بمنظمة "اليورنكو" المهتمة بتخصيب اليورانيوم.

وحصل عبد القدير خان على 13 ميدالية ذهبية من معاهد ومؤسسات مختلفة، ومُنح وسام "هلال الامتياز" عام 1989 ثم "نيشان الامتياز" عام 1996 وقد منحته إياهما باكستان تقديرا لجهوده.

البرنامج النووي
وبحسب تقرير لموقع "عربي بوست" كان تفجير الهند قنبلتها النووية الأولى عام 1974 سببا في استنفار باكستان جهودها من أجل التوازن مع جارتها، فقام رئيس الوزراء الباكستاني حينها ذو الفقار علي بوتو باستدعاء عبد القدير عام 1975 من هولندا ليسند إليه رئاسة برنامج باكستان النووي.

في عام 1976 انطلق العالم النووي الباكستاني في تطوير برنامج بلاده النووي، وقد ساعده كتمانه الشديد على نجاح مشروع إنشاء القنبلة النووية الباكستانية، كما ساعدته علاقاته بالشركات الغربية ذات الصلة بميدان التخصيب وبناء آلات الطرد المركزي على أن يشتري ما يعينه على بناء مختبراته وتطوير بحوثه.

في الفترة ما بين 18 و21 سبتمبر 1986 حدث أول تفجير نووي باكستاني تحت سطح الأرض حسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

بينما يشير تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام عام 2018 إلى أن باكستان تمتلك 140-150 رأسا نوويا مقارنة بعدد الرؤوس الحربية الهندية البالغ 130-140.
ويعتقد أن باكستان تمتلك نظامي إطلاق يشملان القنابل الجوية والصواريخ الباليستية.

 

تعليقات عربية غريبة 

ومن التعليقات العربية الآثرة في هذا الإطار ما ذكره الأكاديمي السعودي أحمد بن راشد بن سعيد وهو يتحسر على وضعنا كعرب فيقول "كان على عبد القدير، لكي يشيد به القوم أن يرضى برهن بلاده للإرادة الأميركية ويعتمد عليها لتوفير الأمن لها، كان عليه أن يؤسس شبكة من قنوات تدعو إلى الرذائل الأخلاقية والسياسية، كان عليه أن يفتح فرعا لديزني لاند، أو يبني ناطحات سحاب، أو يشرف على صنع أكبر بيتزا ليدخل موسوعة غينتس".
واقتبس مما كتبته صحيفة "عكاظ" ليدلل على العقلية التي تمسك ببلداننا العربية حيث علق أحد الكتاب السعوديين على وفاة خان "نجح عبد القدير خان في جعل باكستان المثقلة بهموم التنمية والنزاعات دولة نووية، ورغم احتفاء المسلمين والعرب بإنجازه إلا أن البعض مع إعلان وفاته أعرب عن أسفه، لأن علمه لم يكن لصالح الإنجازات الإنسانية السلمية، شخصيا لن احتفي بأي شخص يساهم في صناعة أسلحة الدمار الشامل".