مراقبون: مظاهرات التوانسة أعلنت عودة الحياة للشعب

- ‎فيعربي ودولي

برغم تشكيل حكومة نجلاء بودن في تونس يوم الإثنين الماضي، وزعم الرئيس التونسي أنه لا يسير في السراب ويحرث البحر، اعتبر مراقبون أن خروج مظاهرات حاشدة في تونس بداية الأسبوع رفضا لقرارات الرئيس قيس سعيد ومحاولات سيطرته على كل مقاليد السلطة، والانقلاب على الدستور، بمثابة عودة الحياة من جديد للشعب التونسي مفتاح ثورات الربيع العربي في 2011، بعدما استعاد الغالبية ذهنيا أن ما يحدث استبداد وانقلاب.

من جانبها رحبت الخارجية الأمريكية بتشكيل حكومة جديدة في تونس ودعا بالمقابل إلى عودة سريعة إلى النظام الدستوري في البلاد.

وفي بيان نشرته السفارة الأمريكية في تونس مساء الثلاثاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس “نهنئ تونس على تشكيل حكومة جديدة بقيادة رئيسة الحكومة السيدة نجلاء بودن رمضان. تعد الحكومة الجديدة، والتي تضم 10 وزيرات، خطوة مرحب بها تخطوها تونس إلى الأمام نحو معالجة التحديات الاقتصادية والصحية والاجتماعية الكبيرة التي تواجه البلاد. نتطلع من جهتنا إلى تلقي المزيد من البلاغات عن إرساء مسار يشمل الجميع من أجل عودة سريعة إلى النظام الدستوري”.

 

رفض العودة للاستبداد

يقول الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. علي القرة داغي: "تونس تعاود جولتها، تونس ترفض العودة إلى حكم الاستبداد، تونس تقول  لا للانقلاب، تونس ترفض الدم وتدعو لنظافة يد الحاكم وذمته وشفافية صناديق الاقتراع وكلمة الشعب، موقفي واحد ضد الانقلاب ومع شرعية الحكم الرشيد".
ويضيف الكاتب الصحفي قطب العربي، رئيس المرصد العربي للإعلام "مع كل أسبوع تظاهر في تونس يزيد أملي في كسر الانقلاب، درس الانقلاب المصري حاضر دوما أمام الإخوة التونسيين، ولذلك فحتى القوى التي ساندت انقلاب قيس مالبثت أن انفضت عنه أسرع من مثيلاتها في مصر، أملي كبير أن لا ينتهي العام قبل انكسار الانقلاب وعودة المسار الديمقراطي للحبيبة تونس".
ويشير الصحفي والمحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة إلى أن "تونس التي أطلقت ربيع العرب، تعيد الحياة إليه من جديد، بوسعهم أن يبيعوا أوهام التصحيح، والاستجابة لنداء الناس، وبوسعهم أن يكسبوا معركة تختل فيها موازين القوى لصالحهم داخليا وخارجيا، لكن معركة القلوب شيء آخر، الفشل هو مصيرهم، لأن الاستبداد والفساد توأمان وللشعوب جولات أخرى".

 


تخبط سياسي
وعبّر أحمد نجيب الشابي رئيس الهيئة السياسية لحزب أمل عن خيبة أمله جراء التخبط السياسي التونسي منذ انقلاب الرئيس سعيّد وجوره على باقي السلطات في البلاد وإقصاء الحكومة والبرلمان ليحتكر الدولة في شخصه، على حد تعبير الشابي.
وعقد الشابي موازنة سريعة بين موقف سعيّد، أمس السبت، وما أقدم عليه اليوم من رفع الإقامة الجبرية عن 11 شخصية عامة، مضيفا، كيف يمكن فهم العلاقة بين هذا وذاك؟ إنه من الصعب بمكان ويدل على تواصل التخبط".

واستطرد: "يبقى أن يتخيل الإنسان دوافع خطوة سعيّد الأخيرة، ولعل اجتماع لجنة الاستماع في الكونغرس حول الوضع في تونس، هذا الأسبوع تحمل الجواب لهذا الإجراء غير المتوقع خصوصا بعد خطاب أمس" بحسب تصريحات لقناة الجزيرة.

وبرّر ذلك بأن "الرئيس التونسي يخشى أن يحمل التقرير توصيات ليست في صالحه، ومن ثم فإنه استبق الأحداث ومرّر ورقة للأمريكان، لكن على المرء أن يتساءل عن موقف الصحفين الموقوفين، والقنوات الإعلامية المعلقة النشاط ومنها قناة الجزيرة، فضلا عن حظر السفر، وعرض المدنيين على القضاء العسكري".

وخلص الشابي إلى أن "الخطوة الأخيرة لا تحمل إشارة مؤكدة لتحسن الأوضاع، وإنما نوع من توفيق الأوضاع بطريقة ما، مضيفا لا يمكن اعتبار ما حدث اليوم منعطفا في الحياة السياسية التونسية، ولكنه إجراء إيجابي لا يتناسق تماما مع مجريات الأمور التي تتسم بالإصرار على المُضي قدما في طريق محدودة ومسدودة انتهجها الرئيس سعيّد".

وتابع "نحن في نهاية الطريق المسدودة، ليس أمامنا مهلة لنبلغ تلك النهاية، المالية التونسية على شفير انهيار العملة الوطنية وتضخم المديونية، وغلاء الأسعار يسوقنا إلى الوضعية اللبنانية وبخطى متسارعة جدا".

 

نذر تصعيد
وبالتزامن مع إغلاق شارع الحبيب بورقيبة بوجه مئات المتظاهرين والحشود الرافضة لعنجهية قيس سعيد، تعامل الأمن التونسي بخشونة مع المتظاهرين المنددين بانقلاب قيس سعيد على الدستور، فاعتقل واعتدى على الجموع وأطلق قنابل الغاز المسيل للدموع، في إشارة إلى أن نذر التصعيد ستكون غير محمودة العواقب، لاسيما وأن وزارة الخارجية التونسية في نهاية يوم الأحد 10 أكتوبر؛ اتهمت جهات وشخصيات سياسية تونسية، بتوجيه الدعوة إلى أطراف أجنبية من أجل التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، معبرة عن إدانتها لهذه الخطوة، دون تحديد هذه الأطراف الأجنبية ولا من يقف خلف تلك الدعوات، وهو ما تبناه مقطع فيديو بثه الرئيس عبر حسابه على "فيسبوك".
خطاب قيس سعيد اعتبره ياسر أبو هلاله يحتاج طبيبا نفسيا وقال: "#انقلاب_قيس_سعيد يحتاج انقلابا طبيا، كلما تكلّم الرجل اتضح مسّ جنون العظمة، الخونة والعملاء والشياطين والجراثيم، هل يعقل أن يصف سياسي خصومه بهذه الأوصاف؟ فضلا عن كونه يُدرّس الدستور؟".