مراقبون: “بطاقة تموين السيسي” أكذوبة و”الدعم الإلهي”سياسة في دين

- ‎فيتقارير

على مدى 8 سنوات لم يسأم قائد الانقلاب العسكري من الكذب، وبات كذبه من تضاعف أعداده يشكل صعوبة حتى على الذين يريدون توضيحه للناس من المراقبين والناشطين، على متنفس الرأي العام الوحيد في مصر مواقع التواصل الاجتماعي، فالسيسي استقر في خطابيه الأخيرين على جملة من الأكاذيب ومنها بطاقته التموينية التي ما زال يصرف بها مواطن بمحافظة المنيا ويسرق مخصصاته.
وأمام هجومه على الفقراء في مصر والذي ترجمه رئيس حكومة الانقلاب الحرامي مصطفى مدبولي ويوقف 50% من الخدمات الاجتماعية الزهيدة في الأصل والمقدمة للمواطنين ويحظر التعيينات المقصود منها الفقراء، يكتشف المصريون أن السيسي أعفى تأجير الطائرات المدنية من ضريبة القيمة المضافة، في حين يقتص وشركاته التابعة للقوات المسلحة والقطاع الخاص من المصريين ما قدّره البعض ب14% نظير هذه الضريبة فقط.
وأمام الحرص المُدعى من السفيه السيسي على حماية الأرض الزراعية، فيوقف البناء والتراخيص  على هذه الحجة في حين أن أكثر من 90% من مساحات مصر صحراء يسيطر عليها الجيش ويفشل كل الرؤساء الذين انبثقوا عن هذه المؤسسة عن التفكير خارج صندوق سرقة الشعب وحصره في ال6% كشف بحث للجامعة الأمريكية بالقاهرة أن أعمال توسيع الطرق وإنشاء كباري وشوارع جديدة أدت لقطع أكثر من 96 فدانا من المساحات الخضراء، ما يعادل أكثر من 50 ملعب كرة قدم، في مصر الجديدة فقط سنة 2020.

 


 

الرقمنة الشاملة
ودعا السيسي إلى برنامج لبطاقات التموين يكون أكثر تطورا ورقمنة، إذ تعمل حكومته منذ فترة طويلة لتوجيه البرنامج المكلف إلى من هم في أمس الحاجة إليه.
وادعى السيسي في سبيل رفع الدعم عن الفقراء والذي ترجمه الأحد 17 أكتوبر وزير بترول الانقلاب الذي قال إن "لديه نية لرفع بنزين 80 من السوق" وخلال افتتاح مشاريع الإسكان الاجتماعي الجديدة، قال السيسي إن "الافتقار إلى رقمنة البيانات الحكومية أدى إلى سوء توزيع إعانات الرعاية الاجتماعية على نطاق واسع، مما أوصل بطاقات الدعم إلى غير المستحقين، وقال السيسي هناك بطاقة تموينية باسمي في المنيا يتم صرف مقررات الدعم بها".
أما وزير تموين الانقلاب علي المصيلحي فقال إنه "في العام الماضي، شطبت الحكومة على الأقل 10 ملايين من المتلاعبين بالرعاية الاجتماعية من تلقي الدعم، مما خفّض العدد الإجمالي للمستفيدين من الدعم إلى 70 مليونا من 80 مليونا وتوفير نحو 5 مليارات جنيه من أموال الدولة".

https://arabic.rt.com/middle_east/1284032-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D9%81%D9%88%D8%AC%D8%A6%D8%AA-%D8%A5%D9%86-%D9%84%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%AA%D9%85%D9%88%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%85%D9%8A-%D9%88%D8%AD%D8%AF-%D8%A8%D9%8A%D8%B5%D8%B1%D9%81-%D8%A8%D9%8A%D9%87%D8%A7/?fbclid=IwAR3TqwWjlC405hVauZs5s58aqoblrJuBFyQOy_3LhXLS4EPgT9lmdkj0H48

وقال الصحفي محمد محمد على فيسبوك: إن "وزارة التموين أعلنت أكثر من مرة عن حذف 11 فئة من بطاقات التموين لأنها غير مستحقة ومن هذه الفئات".

الأشخاص الذين يمتلكون سيارات ذات موديل 2014 فأعلى وأصحاب السيارات الفارهة.

المواطنون الذين تتعدى فاتورة الكهرباء الخاصة بهم أكثر من 650 كيلو وات استهلاك، أي تتعدى الفاتورة مبلغ 800 جنيه مصري، وكذلك الأشخاص أصحاب الشرائح المرتفعة من الكهرباء.

والذين يتولون مناصب عالية ورفيعة في البلاد.

وتساءل إذا كيف تجرأ السيسي بالأمس وقال "فوجئت بوجود بطاقة تموين باسمي في المنيا وأن شخصا يستخدمها في صرف المقررات التموينية"؟

وأجاب قائلا "إما  بلحة كاذب وهذا مؤكد، وإما سيستم وزارة التموين مِخرّف وهذا مؤكد أيضا".

الدعم الآلهي
وقبل ساعات أيضا قال عبدالفتاح السيسي: "صدقوني أنا معي دعم إلهي، ولا ترموا بلاءكم في كل وقت على الله".

 

https://twitter.com/salbarghouthi/status/1449435551401193473

وهو ما أثار حفيظة المراقبين والناشطين فاعتبروا أن توظيف الدين جزء من أساليب الفرعون التي دأب على استخدامها كل الطغاة، حيث علق الإعلامي والحقوقي هيثم أبو خليل على تصريح السيسي، صدقوني أنا معايا دعم إلهي قائلا "طيب اللي معاه دعم إلهي ليه قافل الميادين واللي ينطق يعتقله؟ خايف من إيه وإنت معاك دعم؟ واللي معاه دعم إلهي ليه يجدد حالة الطواريء منذ 4 سنوات ونصف بالمخالفة لدستوره، اللي هو طبخه والمادة 154 تحديدا؟".
وأضاف لتساؤلاته "هل التفريط في تيران وصنافير وغاز المتوسط واتفاقية مبادىء سد النهضة من الدعم الإلهي؟.
وحذره من أن الله "لن يصلح الله عملكم…لأن الأرقام أقوى من إعلام السامسونج .. لأن معاناة المصريين أقوى من الزيف والكذب".
وقال المحلل السياسي ياسر الزعاترة: "حين يكون الدكتاتور بلا تاريخ ذي قيمة، فسيبحث عن مسارات أخرى ترفعه، قد يلبس مسوح القديس أو المصلح أو المفكر أو الفيلسوف أو الأديب أو العصامي أو المتقشف الزاهد، ثم ينتهي إلى الزعم بأن الله معه، ويُجري على يديه المعجزات، قد يتورط في التألّه، وقد يتوقف؛ بحسب ما يُوحي إليه الملأ".


لا دين في السياسية
وكتب خالد الجهني @KhaledEljuhani: "السيسي، اللي بيتعمل ده بيتعمل بدعم إلهي عشان إحنا غلابة، ثم يخرج من يقول لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين".
وأضاف محمد زكريا @mohamedalsamate "دعم إلهي ! المسيح الدجال" .
وعلى سبيل المقارنة بين ردود الفعل، كتب حساب مصراوي @Masrwy_official "تخيل لو كان #محمد_مرسي طلع قال للناس أنا أحكم بدعم إلهي كان ممكن يحصل إيه في مصر وقتها؟".
ولكن السيسي قبل أيام من أكتوبر 2021، في زيارته إلى المجر اعتبر نفسه مسؤولا عن إحياء 100 مليون مصري كالعبارة التي قال شبيهها حسني مبارك مرات عديدة وكان واحدة منها أمام الشيخ محمد الغزالي والشيخ الشعراوي لدى عودة مبارك بعد النجاة في إثيوبيا، فكان رد الشيخ الغزالي عليه أنه بالكاد لا يملك رزق نفسه إلا بأمر الله وبفضله.
ولذلك أعاد السيسي توظيف كتاب الله ليدل على المعنى نفسه اليوم في احتفال الأوقاف بالمولد النبوي 17 أكتوبر، فقال السيسي "يجب توفير الحياة الكريمة لكل فئات الشعب المصري إعمالا بقوله تعالى  (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)".
فذكره حساب @ninatankina بشطر الآية الكريمة الأول "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا".