نزع ملكية 2760 مقبرة والبقية تأتي ومراقبون: ما يحدث في مقابر السيدة نفيسة جريمة

- ‎فيأخبار

اكتشف قائد عصابة الانقلاب السفاح السيسي وهيئته الهندسية فجأة أن كوبري السيدة عائشة يعاني من عوار منذ 30 عاما، فاعتبره سببا لإيصال السائحين المفقودين بالأساس لمتحف الحضارات بمصر القديمة، الذي افتتحه بشكل أسطوري مبالغ فيه لا ينسجم وفصول مدارس القاهرة الكبرى التي يجلس تلاميذها على الأرض.
وتشتمل خطة تطوير المنطقة، عمل كوبري جديد يربط بين طريق صلاح سالم ومنطقة متحف الحضارات وبين الطريق الدائري في اتجاه المنيب وإلى طريق الأوتوستراد، وتستهدف خطة التطوير توسيع طريق صلاح سالم بمنطقة مشيخة الأزهر وحديقة الأزهر.
وفي إطار أعمال التوسعة والتطوير، من المتوقع إزالة عدد من المقابر على جانبي الطريق أسفل كوبري السيدة عائشة، ومنها عدد من المقابر بالسيدة نفيسة والأذرعي والزمر ويصل عددها إلى نحو 2760 مقبرة.
الرقم هو الرقم الرسمي الذي أعلنه اللواء إبراهيم عوض، مساعد محافظ القاهرة، مشيرا إلى أنه لتنفيذ مشروع الكوبري وتوسعة الطريق فإن المقابر المقرر إزالتها هي الواقعة في مناطق السيدة عائشة والسيدة نفيسة المقابلة لنادي الفسطاط والكائنة خلف مسجد السيدة نفيسة، والمقابر المقابلة لحديقة الأزهر وأن المقابر سيكون التعامل معها بأحد أمرين إما إزالتها أو استقطاع جزء من مبانيها.

مواقع التواصل الاجتماعي نشرت صورا لأضرحة داخل جبانة السيدة نفيسة وقرافة سيدي جلال بمنطقة السيدة عائشة تشير إلى نزع ملكية مقابر أهلية وتراثية، وهو ما أثار غضب كثيرين اعتبروا أن أعمال النزع إهانة لحرمة الأموات والتراث على حد سواء.
المؤرخ والأكاديمي المصري عاصم الدسوقي قال لصحيفة الاستقلال إن "هناك بالفعل إصرارا من النظام على تغيير ملامح القاهرة الأثرية وتفريغها من قيمها التاريخية والجمالية، وسط صمت مطبق من المختصين".

تدمير التراث

وقالت الخبيرة بالتنمية البشرية ومعهد أبحاث التنمية الفرنسي جليلة القاضي عبر  فيسبوك  "لو فكر من يهدمون مدافن عمرها مئة عام أو يزيد، و يشتتون رفات موتاها، بعضها  لأعلام أمثال أحمد شوقي أمير الشعراء أو محمود سامي البارودي  رب السيف و القلم، إنه بعد مائة عام سيأتي من يسوي مستقراتهم الأخيرة بالأرض، و يبعثر رفات ذويهم، من أجل إنشاء مزيد من الطرق و الكباري في مدينة  أخطبوتية تستطيل أطرافها كل يوم و يتكاثر سكانها كل ثانية، ربما أعادوا التفكير فيما يرتكبونه  في حق الأحياء و الأموات ،الجرائم لا تسقط بالتقادم".
وأوضحت في منشور سابق أن "جبانة السيدة نفيسة المزمع ازالتها جزئيا، لأجل  توفير نصف ساعة في الرحلة، لمدة سنوات تعد على أصابع اليد الواحدة، تقع داخل نطاق القاهرة التاريخية بالكامل، يعني مسجلة و جزء من ممتلك التراث العالمي، لكن في بلد الدستورفيها حبر على ورق، التسجيل حبر سري، و هي جزء من القرافة الكبرى، المعروفة حاليا بالإمام الشافعي، المنشأة من ألف و أربعمائة و خمسين عاما، و تضم مدافن آل البيت  السيدات  نفيسة و رقية و سكينة  و عاتكة و الجعفري  بالإضافة لقبة أم الصالح و قبة الأشرف خليل و ضريح شجرة الدر و قبة موفي الدين و ضريح الخلفاء العباسيين، بالإضافة لأحواش الأعيان التي تم رصدها إلى الآن، ، كأمير الشعراء أحمد شوقي و المؤرخ الجبرتي، قرافات القاهرة ليست مجرد ترب، هذه صفحات على الأرض تحكي  تاريخها القديم و الحديث،  و سير أعلامها،  و تُظهر عمارتها الجنائزية بثرائها و تنوعها و تفردها كنوزا مهددة بالفناء لن تُستعاد".


هوة تاريخية
وكشف المخرج والإعلامي حسام الغمري عبر حسابه @HossamAlGhamry أن "السيسي يرغب في عمل انقطاع بينك وبين تاريخك.. هويتك .. ذكرياتك ثقافتك .. تقاليدك .. ارتباطك من خلال تغيير ملامح الميادين الرئيسية .. حتى تبدأ الجمهورية الجديدة وأنت مهيأ لتقبل أفكار جديدة ، والشغل ده على فكرة مدروس بعناية .. #هدم_مقابر_السيدة".
السيىء في الأمر أن السيسي يكلف الجيش بتنفيذ هذه الهوة وهذا الخراب لتاريخ ليس أقل ما فيه رفات الأموات، وإن عظمت مكانتهم، فأحد تُربيّة منطقة مقابر السيدة نفيسة قال إن "لجنة من الجيش والمساحة والمحافظة حصرت قبل أقل من شهر المقابر المحيطة بمسجد وضريح السيدة نفيسة ورقمتها ووضعت علامتين للتفريق بين المقابر التي سيتم الإبقاء عليه، والتي سيجري هدمها ونقل الرفات المتواجدة بها".
وأضاف "محمد" حارس ضريح أمير الشعراء أحمد شوقي بمقابر السيدة نفيسة بالقاهرة، لصديقه بأن "أعمال نزع الملكية لن تشمل كل مقابر أضرحة السيدة النفيسة الممتدة على مساحة 120 فدانا، هيشيلوا بس اللي مكتوب عليه نزع، يقاطعه الآخر بإصرار، دي بداية والباقي كله هيتشال، بحسب رصيف 22".

 


مقابر الكومنويلث
وعن فارق التعامل بين الانقلاب والبريطانيين بشأن المقابر قال موقع "البصّاره" إن "مقابر الكومنويلث بمدينة السويس والتي ترجع إلى فترة الحرب العالمية الأولى أي أقدم من العلمين، تحت رعاية السفارة البريطانية".
وعرض صورا للمقابر والاهتمام بها وتساءل متعجبا "هل لو كانت تحت رعاية مصر كانت ستكون بهذه النظافة و الجمال؟".
وأضاف: "هل يعلم مسئولو مصر أهمية القرافات الأقدم و الأثري في الفن و المعمار و الأشخاص المدفونين بها و التاريخ الذي يحمله كل شاهد و موقع القرافة في التاريخ المصري؟ لم سيمحى جزء من تاريخنا لم لا نكون مثل باقي العالم يتشبث بكل حجر"؟