مراقبون: العسكر والسيسي مسؤولان عن مقبرة الأحياء المفتوحة بـ”العقرب” وبقية السجون

- ‎فيحريات

وثقت منظمات حقوقية وفاة نحو 1095 معتقلا داخل سجون الانقلاب منذ عام 2013، أغلبهم من قيادات جماعة الإخوان المسلمين والسياسيين المعارضين والرافضين للانقلاب العسكري.
ويرى مراقبون أن هذه المئات من القتلى نتيجة مباشرة للإهمال الصحي ولسلسلة مقيتة من المنع من الزيارة ومن العلاج ومن الملابس ومن التريض ورؤية الشمس فضلا عن انتهاج التعذيب النفسي والجسدي للمعتقلين، والحرمان من الرعاية الصحية ومتابعة أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن وسوء أوضاع الاحتجاز، أمام انقلاب فاجر قاتل قرر في البداية والنهاية أن يتخلص من معارضيه إما على المشانق أو في الشوارع بالتصفيات والاغتيال أو بالقتل البطئ المتعمد.
تسوق منصة حقهم  @Haquhum حالة من بين عشرات تقول صاحبتها "بابا عنده 61 سنة وبقاله 8 سنين حبس انفرادي، وممنوع من الزيارة بقالة خمس سنوات".
ويوضح الناشط والإعلامي أحمد البقري  @AhmedElbaqry أن "فيه مات المعتقلون والبقية في انتظار حتوفهم بفعل السياسة التي ينتهجها السيسي ونظامه بانتزاع أبسط الحقوق الآدمية منهم حتي صاروا أمواتا ، العقرب وماأدراك ما العقرب؟ زنازين انفرادية وانتهاكات بالجملة، ومنع للزيارات بالسنين، باختصار العقرب هو قتل بالبطئ".
أما منى سيف شقيقة الناشط السياسي علاء عبدالفتاح فكتبت عبر @Monasosh "كل يوم هنا، يوم مليان أخبار تعيسة من السجون، ويوم ترقب لأخبار ظلم جديدة .. ده بقى العادي، لازم نطفي حياتنا ونستخبى عشان نأخد يوم "طبيعي"، خفيف أو لا سمح الله سعيد".

وحشية فاشية
ويصف عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان السابق أسامة رشدي عبر @OsamaRushdi ما يحدث من مهزلة الموت بالإهمال الطبي جزءا من "الوحشية والفاشية والسادية التي تُمارس على المعتقلين لاتعكس قوة نظام السيسي ، بل رعبه من هؤلاء السياسيين المختطفين الذين يخشاهم أحرارا وسجناء".
ويوضح أن "الفرق بين الدولة والعصابة أن الدولة لديها دستوروقانون يحمي حقوق الناس من تغول السلطة ولكنه حكم عصابة منقلبة خانت الأمانة".
ويؤكد د. خليل العناني @Khalilalanani أستاذ العلوم السياسية أن "سجن العقرب بمصر مقبرة مفتوحة للأحياء وشاهد على إرهاب الحكم العسكري ووصمة عار في جبين كل من يتحدث عن حقوق الإنسان من دول ومنظمات وشخصيات دون المطالبة بإغلاقه فورا".

يعني إيه عقرب؟
وتحت هذا العنوان يقول الحقوقي خلف بيومي رئيس مركز الشهاب لحقوق الإنسان  "يعني إيه سجن العقرب"؟

يعني 320 زنزانة خرسانية

يعني زنزانة مساحتها بدورة المياه

2.20م ×3.00 م =حوالي 7م مربع

 فيها 4 معتقلين سياسيين أبرياء

يعنى اعتقال في دورة مياه

روائح كريهة وناموس وحشرات

يعني مفيش تريض منذ 4/4/2017

يعني مفيش زيارة منذ 2016

يعني نوم علي خرسانة مسلحة وأنت مش معاك إلا بطانية أواثنين بالكثير

يعني مفيش استحمام، لأن مفيش خروج من الزنزانة

يعني مفيش باب بيتفتح عليك إلا كل 15 يوما أو45 يوما وأنت رايح نيابة أو محكمة

يعني وجبتين لايشبعوا طفلا صغيرا

يعني باب حديد فيه فتحة ضيقة

عرضها 8سم وطولها 40سم هي كل وسيلة تواصلك مع سجانك أو مع الزنازين الأخرى

يعني قتل بالبطيء بالتجويع والبرد

يعني مقبرة"؟
 

مهزلة إنسانية
ويصف الحقوقي جمال عيد رئيس المنظمة العربية لمعلومات حقوق الإنسان الوضع في العقرب بأنه لا إنساني ويقول "كيف لأي إنسان شريف وعنده ذرة إنسانية وكرامة أن يشارك أو يتواطأ ،أو حتى يصمت على وضع مأساوي ، يصل بالأسر أن يكون كل مطلبها ليس الإفراج عن ذويهم، إلى مجرد طلب فتح الزيارة".
وعن حالة الدكتور حمدي حسن آخر الشهداء بالإهمال الطبي في سجون الانقلاب يضيف: "من ساعتين شفت بيانا لأسر سجناء سجن العقرب سيء السمعة ، عقب وفاة الدكتور حمدي حسن، للأسف مش عارف أعثر عليه تاني.. مأساة أن يكون كل طموح الأسر هو فتح الزيارة، واحترام القانون، ربنا يرحمه ويصبر أسرته وأحبابه،، وينتقم من كل من يحرم برئيا أو مظلوما من حريته، ويجعل أيام كل واحد يهدر آدمية إنسان، أياما سوداء".

من يشعر بهم؟
"لن يشعر بهم أحد"، كان الرد على استفهام طرحه الطبيب والناشط هاني سليمان بعدما أشاد بوقفة المحامين مع زميلهم أحمد حلمي الذي ترصدته المحكمة واتهمته بإهانة القضاء في 7 نوفمبر الماضي، وهو محام لمجرد دفاعه عن متهم، وأضاف "لولا مساندة نقابة المحامين وزملائه له لانتهى الموضوع بسجنه بتهمة كيدية لا معنى لها".
"سليمان" أشار إلى أن "آلاف المحبوسين احتياطيا وآلاف المسجونين الأبرياء منهم محبوسون في زنزانات فردية لسنوات، وممنوع عنهم الزيارة والعلاج والدواء، ومنهم من مات في سجنه أو في زنزانته الانفرادية ، بسبب الإهمال الصحي المتعمد أو غير المتعمد، وفيهم أساتذة جامعات وعلماء وأطباء ومهندسون ومعلمون ومحامون وصحفيون وباحثون ومفكرون ومثقفون، وليس لهم نقابة ولا جبهة ولا هيئة ولا منظمة تدافع عنهم، ولا يسمع أحد أصواتهم ولا أصوات أهاليهم التي تشكو الظلم والقهر والقسوة، وتشكو ليس فقط انعدام العدل، لكن انعدام الإنسانية أيضا".
ولذلك يعتبر هاني سليمان أن وفاة الدكتور حمدي حسن في زنزانته الانفرادية والمسجون منذ 8 أعوام، نتيجة للإهمال الطبي بات هو "المعتاد".