خوفا من إساءة استغلالها.. سودانيون يطالبون بتجميد المساعدات الدولية للجيش

- ‎فيعربي ودولي

طالب متظاهرون سودانيون القوى العالمية بوقف مساعدات التنمية لحكومتهم، خوفا من إضفاء الشرعية على انقلاب 25 أكتوبر، وإفساد انتقال بلادهم إلى الديمقراطية، بحسب تقرير نشره موقع الجزيرة الإنجليزية.

وبحسب التقرير، بدأ الكلام عن إعادة المساعدات بعد أن أُفرج عن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك من الإقامة الجبرية، وأُعيد تعيينه في 22 نوفمبر، لكن لجان المقاومة السودانية – وهي المجموعات التي تقود الحركة المؤيدة للديمقراطية – فسرت خطوة حمدوك على أنها تصديق على انتزاع السلطة من القائد العسكري عبد الفتاح البرهان، قائد الانقلاب، ومنذ ذلك الحين، دعا الناشطون المجتمع الدولي إلى حرمان الجيش من المساعدات.

وفي حديث للجزيرة قال زهير الدالي، ممثل إحدى لجان المقاومة في العاصمة الخرطوم "من أجل مصلحة الشعب والمتظاهرين، يتعين على المجتمع الدولي ألا يدعم هذه الحكومة بأي شكل من الأشكال". "إن أي مساعدة تأتي إلى هذه الحكومة، لن تسفر إلا عن دعم الانقلاب ولن تفيد الشعب".

وكان وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم قد قال مؤخرا إن "الحكومة في حاجة ماسة إلى الدعم الدولي، بعد أن عجزت عن الحصول على 650 مليون دولار من التمويل الدولي في الشهر الماضي، وهو الدعم الذي عُلق من قبل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في أعقاب الانقلاب، وقد يجعل هذا التجميد من الصعب على الحكومة تأمين الواردات الحيوية مثل الغذاء والدواء خلال الأسابيع القادمة".

وأسفر الانقلاب أيضا عن تعليق المساعدات الأميركية التي بلغت 700 مليون دولار، وكان المقصود من هذه المساعدات توفير سبل المساعدة المالية، لمساعدة أشد السودانيين فقرا على البقاء على قيد الحياة في ظل تدابير التقشف.

 

انهيار اقتصادي

وقال كاميرون هدسون، وهو زميل أقدم غير مقيم في مركز أفريقيا التابع للمجلس الأطلسي، إن "هناك الآن محادثة نشطة في واشنطن حول استعادة المساعدات، ولكن المسؤولين الأمريكيين في ورطة".

يقول هدسون إن "واشنطن في هذا الموقف حقا، حيث تشعر أن الاستجابة المناسبة للانقلاب توقف المساعدات، ومع ذلك فإن ذلك قد يكون الخطوة التي تؤدي إلى انهيار الاقتصاد، والتي يلام عليها المجتمع الدولي وواشنطن".

وأضاف هدسون "لا نعرف أيضا أي نوع من الضغط يضعه حمدوك على الإدارة الأمريكية، فمن الواضح أن الولايات المتحدة تريد دعم حمدوك، لأنه كان محور سياسة الولايات المتحدة، إن لم يكن رئيسا للوزراء، فإن الولايات المتحدة لن تتسامح مع هذه الحكومة أو تعترف بها".

وقال ساهر مبارك، عضو جمعية المهنيين السودانيين، التي قادت الاحتجاجات ضد الزعيم السابق عمر البشير في 2019، لقناة الجزيرة إن "المتظاهرين غاضبون من تهميش الولايات المتحدة للحركة المؤيدة للديمقراطية لدعم حمدوك، وجاءت انتقاداتها مع بدء الرئيس الأميركي جو بايدن قمة الديمقراطية الافتراضية، التي جمعت 100 ممثل من الحكومات ومنظمات المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم".

وأضاف مبارك ، أن الولايات المتحدة تقوم بتقليص عملية التحول برمتها إلى دعم شخص واحد، وهذا ما يفسح المجال للجيش.

ويحتاج جنرالات السودان بشدة إلى المساعدات لتعويض ناخبيهم واستمالة الفصائل الجديدة، التي قال المحللون إنها "أساسية للحصول على الشرعية وتعزيز السلطة، وهدد رئيس مجموعة شبه عسكرية قوية تعرف باسم قوات الدعم السريع مؤخرا بإغراق أوروبا باللاجئين إذا لم يدعم الاتحاد الأوروبي الحكومة".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، لمجلة بوليتيكو "إذا فتح السودان الحدود فإن مشكلة كبيرة سوف تحدث على مستوى العالم".

وخلال السنوات العديدة الماضية، تعاونت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي سرا مع ميليشيات مثل "قوات الدعم السريع" لردع المهاجرين عن الوصول إلى أوروبا، إلا أن هدسون أخبر الجزيرة بأن القادة الأوربيين يبدون مترددين في الانصياع لمطالب حميدتي.

وقال في المحادثات التي أجريتها مع الدبلوماسيين، يشعر الاتحاد الأوروبي بأنه لن يسمح لأحد بابتزازه .

 

دعم المجتمع المدني

ويرى جوناس هورنر، الخبير في شؤون السودان في مجموعة الأزمات الدولية، أن أحد الحلول قد يكون توفير المساعدات الإنسانية وإعادة توظيف معظم المساعدات الإنمائية لمنظمات المجتمع المدني والحركة الداعية للديمقراطية.

وقال للجزيرة إن "المساعدات لابد أن تستخدم على نحو لا يسمح للجيش بالاستيلاء عليها أو نسب الفضل إليها".

ومع ذلك، قد تفضل القوى العالمية دعم الحكومة، إذا استعاد حمدوك بطريقة ما الدعم الشعبي، في محاولة لإقناع المحتجين، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الحركة المؤيدة للديمقراطية إلى الوقوف خلف حمدوك خلال مؤتمر صحفي في 1 ديسمبر.

وقال جوتيريش "أود أن أناشد الفطرة السليمة، نعم لدينا وضع، ليس مثاليا، لكنه قد يسمح بالانتقال إلى الديمقراطية، وأعتقد أن التشكيك في هذا الحل بالذات حتى لو فهمت سبب غضب الناس، سيكون خطيرا جدا على السودان".

وقد أثارت تصريحات جوتيريش غضب الناشطين، حيث اتهم كثيرون الأمم المتحدة بدعم الانقلاب، بدلا من دعم التطلعات إلى الديمقراطية.

وقال مبارك «غالبا ما يتحدث المجتمع العالمي، وخاصة الأمم المتحدة، عن دعم القيم الديمقراطية، لكنهم هم الذين يمنحون الجيش طريقا للمضي قدما بعد انقلاب 25 أكتوبر».

واختتم «بالحديث عن الفطرة السليمة، أعتقد أن الوقت قد حان لأن يتخذ أعضاء المجتمع الدولي الأكثر عقلانية موقفا من أجلنا».

 

https://www.aljazeera.com/news/2021/12/11/sudanese-demand-freeze-of-international-aid-to-the-military