بعد فضيحة ألمانيا.. لماذا يتجسس السيسي على المعارضين بأمريكا

- ‎فيأخبار

أعلنت وزارة العدل الأمريكية اعتقال أمريكي من أصل مصري من ولاية نيويورك بتهمة العمل كوكيل أجنبي في حكومة الانقلاب، بحسب ما أفاد موقع "ميدل إيست آي".

وقالت الوزارة إن "بيير جرجس، 39 عاما، كان يعمل كوكيل لحكومة السيسي من دون إشعار الولايات المتحدة، وإنه تعقب وحصل على معلومات تتعلق بالمعارضين السياسيين لعبد الفتاح السيسي".

وشمل عمل جرجس أيضا، مزاعم باستخدام صِلاته بإنفاذ القانون الأمريكي لجمع معلومات غير عامة بتوجيه من المسؤولين المصريين، وترتيب تدريب أمريكي على إنفاذ القانون للمسؤولين المصريين الزائرين.

وبحسب لائحة الاتهام، فقد ناقش جرجس في مارس 2019 مسألة تدريبات الشرطة الأمريكية مع مسؤول مصري.

وخلال اتصال هاتفي، أمر مسؤول مصري، لم يذكر اسمه جرجس بمعرفة ما إذا كان هناك أي تدريب للشرطة في مانهاتن خلال الأيام المقبلة، ومن هم المسؤولون عن هذه التدريبات؟ نرغب في الحضور.

وقد يواجه عقوبة تصل إلى 15 عاما في السجن، إذا ما أُدين على جميع التهم الموجهة إليه، وفقا لوزارة العدل.

وقال ماثيو أولسن النائب العام المساعد للأمن القومي في بيان إن "وزارة العدل لن تسمح لعملاء الحكومات الأجنبية بالعمل في الولايات المتحدة، من أجل متابعة وجمع معلومات عن منتقدي هذه الحكومات".

وقال أولسن إن "جرجس وبتوجيه من حكومة السيسي وافق على استهداف منتقديه المعروفين الموجودين في الولايات المتحدة، وإن قرار الاتهام يبدأ بعملية محاسبته على أفعاله بما يخالف قوانيننا وقيمنا".

 

قمع عبر الحدود الوطنية

تحت حكم السيسي، الذي استولى على السلطة في انقلاب عسكري في عام 2013، شرعت سلطات الانقلاب في حملة وحشية ضد المعارضة، وسجن أكثر من 60,000 من المعارضين وفرض تدابير رقابة صارمة على الخطاب العام، وذلك وفقا لما ذكرته جماعات حقوقية.

وقد امتدت حملة القمع هذه خارج حدود البلاد، وفقا لتقرير أصدرته "مبادرة الحرية" التي وجدت أن المواطنين الأمريكيين والسكان الدائمين وحاملي تأشيرات الدخول قد استُهدفوا من قبل حكومة الانقلاب.

وقال التقرير إن "ما لا يقل عن 26 من أفراد عائلات المصريين المقيمين في الولايات المتحدة احتُجزوا لدى سلطات الانقلاب في القاهرة خلال 2020، كوسيلة لإرغامهم على العودة إلى مصر، حيث قد يواجهون السجن".

وفي العام الماضي، اقتحمت قوات أمن الانقلاب بملابس مدنية منازل ستة من أفراد عائلة الناشط المصري الأمريكي محمد سلطان، في رد واضح على دعوى أقامها في الولايات المتحدة ضد حازم الببلاوي رئيس حكومة الانقلاب سابقا.

وعاش المصريون في الدول الغربية لسنوات، خوفا من وصول ذراع القمع الطويل للقاهرة إلى أبوابهم، وقال المنشقون الذين يعيشون في ألمانيا لصحيفة "ميدل إيست آي" الشهر الماضي إنهم "يتعرضون للتهديد والتجسس من قبل جهاز المخابرات في بلادهم".

وفي نوفمبر 2020، وجه النائب العام الألماني تهما بالتجسس ضد مواطن مصري ألماني يعمل في المكتب الصحفي الحكومي، وجمع معلومات لصالح وكالة المخابرات المصرية.

 

https://www.middleeasteye.net/news/us-arrests-man-allegedly-working-foreign-agent-egypt