هل يصبح الحاخام “هرتسوج” أول يهودي يدير جالية لا وجود لها في السعودية؟

- ‎فيعربي ودولي

في أكتوبر 2021 زار حاخام إسرائيلي أمريكي يُدعي "يعقوب يسرائيل هرتسوج" السعودية لأول مرة، وحرص على التقاط عشرات الصور في عدة أماكن، ونشر فيديو لنفسه في عدة مناطق بالمملكة، ثم وهو يرقص مع تاجر سعودي.

تكررت زياراته للسعودية حتى وصلت في شهرين إلى عشرات الزيارات، منها 5 زيارات في شهور صيف 2021، وظل يُروّج لنفسه على أنه ممثل الجالية اليهودية في السعودية، مع أنه لا توجد جالية يهودية أصلا، وقال صحفي إسرائيلي إنه افتتح مكتبل للديانة اليهودية في الرياض، وهو ما لم تؤكده السعودية.

بعد مرور شهر واحد، نشر إسرائيليون ورقة رسمية من الحاخامية في إسرائيل، تزعم أنه تم تعيينه ليكون حاخاما لليهود في السعودية.

وهرتسوج (45 سنة) ولد في الولايات المتحدة، وهو يعيش حاليا في إسرائيل، وتسمح له جنسيته المزدوجة السعودية كأمريكي بصورة عادية، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين السعودية والدولة الصهيونية.

الجديد هو نشر صحيفة "تايمز في إسرائيل" تقريرا ترويجيا له يوم 31 ديسمبر 2021، والزعم أن حكومة المملكة قد تتقبل الانفتاح على منح اليهود الشرعية في ممارسة طقوسهم بحرية وعلانية، خصوصا بعدما سمحت الإمارات والبحرين بذلك".

والغريب، حسبما ذكر التقرير أن الحاخام الإسرائيلي يكتب عن نفسه على شبكة " لينكد-إن" أنه حاخام ورجل أعمال في المملكة العربية السعودية متخصص في الصفقات والمعاملات، فضلا عن الطهور الديني للمواليد الجدد وحوار الأديان".

وذلك برغم أن رئيس الجالية اليهودية الجديد بالخليج، أو ما يسمى رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية التي تم إنشاؤها فبراير 2021 "إبراهيم النونو" اعترف للتلفزيون الإسرائيلي حينئذ أنه لا توجد جاليات حقيقية في السعودية أو الكويت، ولكن هناك أشخاصا يهودا يمكننا تقديم الخدمات لهم.

 

حاخام الجيش الصهيوني

وتقول صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" "في دولة لا يوجد فيها جالية يهودية معترف بها رسميا، يصف هيرتسوج نفسه بأنه الحاخام الأكبر في السعودية، في محاولة لتأسيس وجود يهودي معترف به في المملكة، مؤكدة أنه وفد خمس مرات إلى المملكة خلال هذا الصيف فقط لهذا الغرض.

وتؤكد أنه "تم تدريبه كحاخام يخدم جنودا في الجيش الإسرائيلي بشكل رسمي، والآن يخطط للانتقال إلى السعودية مع عائلته للعمل بدوام كامل، بهدف فتح مراكز للجالية اليهودية، وتخصيص يوم ديني في المدرسة، وجعل ممارسة الحياة اليهودية أكثر سهولة داخل المجتمع السعودي".

قالت "تم تدريبه كحاخام، ويخدم رسميا الجنود الإسرائيليين، وبعضهم  ما زالوا يتصلون به للحصول على المشورة".

وهذا الحاخام هو أحد غلاة الصهاينة، وممن يدعون لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم بدلا منه، ونشر تغريدات على حسابه على تويتر يتحدث فيها عن ذلك وملكية الأقصى لليهود وأنه مكان المعبد.

 

خطته بناء مجتمع يهودي

وفي أواخر شهر نوفمبر 2021، في الليلة الثالثة من عيد "حانوكا" اليهودي، أشعل الحاخام هيرتسوغ الشموع في غرفته بالفندق في مدينة الرياض، خلال زيارة قام بها ما أثار انتقادات سعودية، وقالت صحف إسرائيلية إن "هذا قد يعرضه لمشاكل وقد يؤدي لتوقيع عقوبات قاسية عليه، لكنه سافر وعاد عدة مرات دون مشكلات".

ويدعي هرتسوج أنه لم ينزعج ممن انتقدوه، ويزعم أن الخوف لن يوقفه عما يفعل، ويزعم أن خطته للمستقبل لا تقل عن بناء أول مجتمع يهودي حديث وعلني في السعودية.

ويقول إن "رؤيته تقوم على أنه يجب أن يكون هنا في السعودية خدمات مجتمعية يهودية كاملة، بداية من المدرسة اليهودية اليومية والمدارس الثانوية اليهودية وحتى المعابد اليهودية، ومراكز ميكفا (حمامات دينية) لكل من الرجال والنساء، وجميع خدمات العطلات، ووجبات العطلات الجماعية".

https://twitter.com/RabbiHerzog/status/1451220941040652295

ويسعى للحصول على المال لبناء سبعة حمامات دينية في المملكة العربية السعودية، كل منها يزيد عن مليون دولار.

كما يرغب هرتسوج في إنشاء مراكز للجالية اليهودية في المدن الرئيسية التي يوجد فيها العمال الأجانب المغتربين في المملكة.

 

جالية يهودية

ولا توجد إحصاءات سعودية عن أعداد يهود سعوديين، لكن مصادر غربية وإسرائيلية تزعم وجود المئات إلى الآلاف من اليهود الذين يعيشون في المملكة، جميعهم من العمال والموظفين الأجانب لا السعوديين.

وتحظر المملكة قانونيا ممارسة أي دين آخر غير الإسلام، ولا توجد معابد يهودية أو كنائس رسمية في البلاد.

ويعترف يوئيل جوزانسكي، خبير شؤون الخليج في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بعدم وجود جالية يهودية في السعودية، لكنه يزعم إذا كان هناك يهود فهم تحت الأرض"، داعيا الحاخام لعدم إثارة غضب السعوديين قائلا "النظام في السعودية لن يسمح بذلك".

أيضا أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية للصحيفة أنه لا توجد جالية يهودية في المملكة العربية السعودية.