“بيلا تشاو”.. من خدع السيسي بأغنية تهاجم فاشية موسوليني؟

- ‎فيتقارير

جلس السفاح المنقلب  السيسي في بلاهته المعهودة وابتسامته اللزجة متفاعلا مع أغنية للمقاومة الإيطالية، تهاجم فاشية الديكتاتور موسوليني ونازية السفاح هتلر، مبلغ السخرية أن أغنية "بيلا تشاو" الثورية الشهيرة، جاءت ضمن فعاليات افتتاح منتدى شباب العالم، الذي اختتم أمس الخميس، وفي حضور السفاح السيسي قامع وقاتل ومعتقل ومُفقر المصريين.

وتعد أغنية "بيلا تشاو" من التراث الثوري الإيطالي، وظهرت إبان الحرب العالمية الثانية، من إيقاع المقاومة للحزب الإيطالي الاشتراكي، وعرفت من بين صفوف حركة المقاومة التي تشكلت ضد النازية، والتي تزعمها الجناح اليساري المناهض للفاشية في إيطاليا، وهي حركة تكونت من الشيوعيين والاشتراكيين، وانتشرت في الآونة الأخيرة مع مسلسل "لا كاسا دي بابيل" الإسباني الذي حقق نجاحا كبيرا.

 

لاكاسا دي السيسي!

شاهد المصريون مثل غيرهم من شعوب العالم مسلسل الإثارة الإسباني La Casa de Papel لاكاسا دي بابيل أو "بيت من ورق" خاصة بعد عرض نيتفليكس للموسم الثالث، والمكون من 8 حلقات دفعة واحدة على منصتها الخاصة، لا يخفى على أحد أن المسلسل حقق نجاحات كبيرة على مستوى العالم، بتشويقه وأفكاره وشخصياته المميزة وقصته الغير اعتيادية.

هذا الأمر الذي دفع الكثير من المجتمعات إلى التعبير عن رفضهم لسياسة العصابات التي تختطف الشعوب الحرة، مثل عصابة السفاح السيسي وانقلاب الـ30 من يونيو 2013، أو الاحتجاج عليها مرتديين أقنعة "الدالي" ذات العيون الجاحظتين والشوارب الطويلة، وهي التي ظهرت بعضها في ميدان التحرير إبان ثورة 25 يناير 2011.

من جهته يقول الناشط أمين ساري ساخرا "‏حد عارف إن بيلا تشاو  أغنية ضد الظلم والاستبداد، كان بيغنيها العمال اعتراضا على ظروف العمل القاسية، أغنية ضد الفاشية ثورية حماسية، مسرح العبث والواقع المؤلم، أنسب تعليق يتقال هدف جميل  لكن في مرمانا".

ويتشابه السفاح السيسي مع موسوليني في دمويته، وبدأ موسوليني العمل مبكرا، فقد كان فى عام 1912 أحد أعضاء الحزب الاشتراكي الإيطالي، لكنه طُرد من الحزب بسبب دعمه لقرار التدخل العسكري خلال الحرب العالمية الأولى، مما ينافى سياسية الحزب الحيادية، وخدم ضمن الجيش الإيطالي الملكي حتى عام 1917 حين تم تسريحه بعد إصابته.

بعد تركه للحزب الاشتراكىي توجه تركيزه نحو القومية بدلا من الاشتراكية وأسس الحزب الفاشي، أصبح عام 1922 رئيسا للوزراء.

وبعد تخلصه من جميع معارضيه تمكن موسوليني بمساعدة العديد من أتباعه من فرض سلطته وسنّ عدة قوانين حولت إيطاليا إلى دولة ديكتاتورية ذات حزب واحد.

في عام 1943 تمت إقالته من منصبه من قبل الملك فيكتور إيمانويل الثالث، بعد الخسارات المتتالية التي عانى منها الجيش الإيطالي في روسيا، وتم أسره لكنه تمكن من الفرار، وأصبح بعد عدة أشهر قائدا لجمهورية إيطاليا الاشتراكية فى إيطاليا الشمالية، بعد لقائه مع أدولف هتلر وشغل هذا المنصب حتى وفاته عام 1945.

 

فاشيون جدد

ويستخدم الفاشيون المعاصرون أساليب من الزمن السحيق، لكنها تجدي؛ مثل السفاح السيسي، وأساليبهم في الفاشية متشابهة، وسعيا للسيطرة على كل مجالات المعارضة وخنق المجال السياسي والسيطرة على وسائل الإعلام، حتى أساليبهم في التعامل مع السياسة متشابهة، استخدموا وسائل ديمقراطية للوصول إلى مواقع السلطة؛ بدءا من انتخابات صورية أو إجراء استفتاءات غير حقيقية وتحقيقات زائفة وأخبار كاذبة، وإنشاء لجان لحقوق الإنسان تنتهكها بنفسها، وهيئات تشريعية تسن لهم القوانين التي تحافظ على مواقعهم، وتهبيط معنويات شعوبهم والقضاء على آمالهم وطموحاتهم.

وحيث كان السفاح السيسي مديرا للمخابرات الحربية ومسؤولا عن القوات الخاصة التي قتلت مئات المصريين في أحداث محمد محمود الأولى والثانية وعمليات التعذيب والاستجواب والقتل والاختفاء القسري التي كانت تجري في مقار المخابرات العسكرية، كما كانت فضيحة السيسي في كشوف العذرية وغيرها من الجرائم التي ارتكبها بحق بنات مصر الشريفات اللائي تم اغتصاب كثير منهن على يد رجالة بعد ذلك في الجرائم التي ارتُكبت بحق الطالبات والمتظاهرات، اللائي كان يقبض عليهن في التظاهرات والمسيرات التي قامت ضد الانقلاب.

وتوج السفاح السيسي انقلابه بعدد من المجازر، على رأسها مجزرة مسجد رابعة العدوية التي راح ضحيتها ما يقرب من ثلاثة آلاف مصري قتلوا بدم بارد من قبل قناصة جيش السيسي وجنوده.

ولم تتوقف جرائم السفاح السيسي منذ اغتصب السلطة وحتى الآن، ففي كل يوم تتم عمليات اختطاف واختفاء قسري لمعارضين في مصر، يتم قتلهم بعد ذلك بدم بارد في عمليات مفضوحة تكشف احتراف القتل والتلذذ به لدى السفاح السيسي.

والغريب أن السفاح السيسي، قد جمع حوله بعض محترفي القتل مثل خليفة حفتر القاتل المغامر المقامر، الذي تسبب في مقتل آلاف من الليبيين حينما كان يقودهم في معارك القذافي الفاشلة في حرب تشاد، ثم عاد بعد سنوات طويلة ليمارس القتل بسادية ضد الشعب الليبي من خلال دعمه بأموال بن زايد الذي يعتقد أن الأموال تصنع كل شيء.

أما بن زايد فإن فضائح سجونه السرية في اليمن وجيبوتي التي يمارس فيها التعذيب حتى الموت وجرائم القتل التي يمارسها بعمد ضد الشعب اليمني حتى السعوديين لم يسلموا من جرائمه، حينما أمر بإسقاط طائرة سعودية راح ضحيتها ضباط وجنود سعوديون ثم قال إن الجريمة وقعت بالخطأ.

وسط هذا التجمع للقتلة وداعميهم يقف السفاح السيسي، ويكتمل مشهد القتلة حينما يتقمصون دور الضحايا ويذرفون دموع التماسيح علي جثث الآلاف ممن قتلوهم، في محاولة لتغطية الجرائم التي يرتكبونها كل يوم بحق شعوبهم، لقد انتهت اللعبة وانكشف المستور وعرفت الشعوب ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية من هم القتلة الحقيقيون؟ وكيف تحالفوا وتجمعوا من أجل مزيد من الجرائم بحق الشعوب؟