بعد هدم الحي السادس.. “المكس” تهجير جديد وتوغل لصالح بيزنس الجيش

- ‎فيتقارير

أعاد أهالي منطقة "المكس" بالإسكندرية نداءات الاستغاثة مجددا لوقف إزالة منازلهم لصالح مشروع "ميناء الإسكندرية الكبير" الذي قررته حكومة السيسي لصالح بيزنس الجيش والهيئة الهندسية للقوات المسلحة تنفيذا وإدارة، بدعوى التطوير.
ملخص ما يريده عشرات الأهالي "إحنا عايزين حكومة تفكر إزاي تعملنا مش تأخذ مننا"، مشيرين إلى أن  أهالي المكس رفعوا عشرات الشكاوى منذ 2017 منها لمحافظة الإسكندرية، لرفع الظلم الواقع من هيئة السلامة البحرية عن منطقه شاليهات المكس بجوار الفنار الواطي، حيث إن أهالي شاليهات المكس نقيم بها منذ أكثر من خمسين عاما، ونقوم بتسديد كل  فواتير المياه والكهرباء والنظافة والتليفون وتسديد الإيجار المطلوب.
حكومة الانقلاب التي اتهمت أغلب سكان المنطقة فينيسيا الإسكندرية قالت في فبراير 2018، إن "أهالي المكس يودعون العشوائيات غير الآمنة مع بدء النقل والتسكين بالعمارات الجديدة، وهو ما هلل له البعض واعتبروه نقلة للأهالي الذين تحولوا من ملاك قبل عشرات السنين إلى مستأجرين.

https://twitter.com/gohary3000/status/1477978275700002821

بيوت بالدين
ويؤكد أهالي المكس أنهم بنوا بيوتهم بالجمعيات والدين وجمعوها بعد معاناة ومكابدة من أجل الاستقرار والستر، ويشيرون إلى أن ما يحدث مع أهالي المحمودية يتكرر معهم طمعا في مشروعات تدر دخلا على الجيش الذي استولى من وزارة النقل على هيئة الطرق والكباري والمنافذ ومحطات تحصيل الكارتة.
حساب @AhmedISaed يقول "كل سنة إسكندرية بتغرق و هي مدينة ساحلية فيها نوات، و كل سنة بيكدبوا و يقولوا صرفنا ملايين علي شبكات الصرف و المطر بس كل يوم بتشوف ملايين بتتصرف علي مباني أسمنتية و إزالة شجر و بيعة و عمل كباري و هد المكس و المنتزة و تهجير أهالي منطقة الصيد و غيرها".
وخاطب الأهالي حكومة الانقلاب عبر @CabinetEgy برسالة موحدة مفادها " رئاسة مجلس الوزراء المصري اللي بيحصل في المكس جريمة قانونية مكتملة الأركان و بناء الميناء بهذه الطريقة في خطر كبير، لأن الناس هنا غير أمنه على حياتها نتيجة قرارات وأخبار مغلوطة، لما حصل تهجير لقرية الصيادين قولنا إن "اللي بيحصل بيدمر تاريخ المنطقة ومع ذلك لم يبالي أحد".
وطالب فريق من الأهالي بتشكيل لجنة متخصصة تابعة للحكومة لحل المشاكل التي ستترتب علي قرار تهجير أهالي المكس بالإسكندرية وإبعاد السماسرة والمنتفعين حتى لا يزيد الاحتقان بين الناس".

https://twitter.com/HebaAli02190004/status/1479075959642939394

تقييم النقل
الضيم في مسألة سكان المكس هو عدم التفات حكومة الانقلاب لقيمة الإنسان حيث زعم وزير النقل بحكومة الانقلاب الفريق كامل الوزير تعويض أهالي منطقة المكس بالإسكندرية قبل إزالة مساكنهم، مشيرا إلى أن قيمة التعويضات لإخلاء مساحة قدرها 12 فدانا، بلغت 900 مليون جنيه.
من رفض من أهالي المكس تم تحويله إلى النيابة العسكرية في يوليو 2020، فقط لأنهم يدافعون عن حياتهم المرتبطة بمساكنهم، في حين يمكنهم أن يبقوا دون تعسف وأن يكونوا أول المستفيدين من الطابع الفريد للمنطقة التي تشبه سان تورينو أو فينيسيا الإيطالية.
مشكلة أهالي المكس -بالنسبة للانقلاب وعصابته- أنهم من البسطاء، فبدلا من تطوير المنطقة والاحتفاظ بالشاليهات التي هي جزء من تاريخ مصر، تقول @morgana_alybaba "في المكس.. البحر غضبان ما بيضحكش …#إسكندرية.. عايزين يطردوا أهالي المنطقة من بيوتهم ويحرموهم من حقهم في الحياة حقهم في الرزق من البحر ويحرموا البسطاء من حقهم في الشط والتصييف زي بقية البشر"·
وسبق للأهالي بعد تحويلهم للنيابة العسكرية، أن أطلقوا نداء استغاثة بعد إنذار مفاجئ بالإخلاء، لوقف قرار هدم منازلهم وتضامن واسع عبر وسم #متهدوش_المكس.
ومن بين ما كشفه الأهالي أن المكس منطقة شعبيه بها أكثر من 160 أسرة وصل ليهم رسالة إنذار بالهدم والطرد دون تعويض.

لمحة تاريخية
المثير للدهشة أن مفاجآت حكومة الانقلاب التي جرت في يوليو 2020، وما زال صداها إلى اليوم تشابهت مع يوليو 1882 حيث أحرق الإنجليز الإسكندرية، بعدما كانت حائط الصد الأول أمام الأسطول الملكي من خلال الاستحكامات التي نصبت على طوابي رأس التين والمكس والعجمي وباب العرب والسلسلة.
وكان ما وراء طابية المكس من الأراضي هدفا لاتخاذها معسكرا للجنود الإنجليز، وبعدما هدد الإدميرال سيمور بالضرب أن لم يتم إجابة طلباته، تحول الأمر إلى واقع فبدأ الضرب في صباح الثلاثاء ١١ يوليو ١٨٨٢م، واستهدف بالفعل حصون المكس وأم قبيبة والدخيلة، بعدما عاد إليها الجنود المصريين قادمين من قلعة فاروس "قايتباى" واستمر عشر ساعات ممتالية، وتمكنت مدافع الطوابي من إصابة سبعة من البوارج البريطانية، وتطوع كثير من الرجال والنساء من أهالي الإسكندرية في خدمة الجنود ومساعدتهم في تقديم الذخائر الحربية، وإعطائهم الماء وحمل الجرحى وتضميد جروحهم ونقلهم إلى المستشفيات.

بلغ عدد القتلى الإنجليز خمسة أفراد وسبعة وعشرين جريحا وأُصيبت الكثير من مراكبهم؛ وبخاصة المدرعة سوبرت التي مُنيت بإصابات بالغة، أما خسائر الجيش المصري فهى بين ٣٥٠ قتيلا ونحو ٢٠٠٠ جريح، وأيضا امرأتان من المتطوعات.
وبعد الساعة الثالثة عصر 12 يوليو، استأنف الأسطول الإنجليزى ضرب المدينة وركز الضرب على قلعة المكس، فقامت قوات الطابية برفع الراية البيضاء إعلانا بالاستسلام، وخلال هذا اليوم هاجر أهالي الإسكندرية من بيوتهم؛ حيث انتشروا على ضفاف ترعة المحمودية والقرى الواقعة على طريق الإسكندرية القاهرة.