هل ذهب ابن السيسي لإسرائيل ليدشن ملف التوريث العسكري ومحاربة الإخوان؟

- ‎فيتقارير

رغم الصمت الرسمي المتوقع حول زيارة ابن السيسي والمسئول الأول حاليا في المخابرات العامة بعد تهيئة السيسي المجال له، بفصله قرابة 50 من قيادات ووكلاء الجهاز، فقد أكدها صحفيون إسرائيليون أن "محمودالسيسي أصبح هو من يتولى ملف العلاقات مع إسرائيل بأمر من أبيه، كما فعل من قبل خصم السيسي اللدود عمر سليمان خلال حكم مبارك".

تسريب الصحفي والباحث الإسرائيلي إيدي كوهين نبأ وصول محمود نجل قائد الانقلاب لإسرائيل 16 يناير 2022 ،كان على ما يبدو محاولة من جناح نتنياهو المعادي للحكومة الحالية لفضح السيسي، وإثارة بلبلة لحكومة بينيت لذلك منعت إسرائيل الإشارة للزيارة.

واكتفت الإذاعة العامة الإسرائيلية (مكاني) لنقل الزيارة من مواقع عربية، مركزة على أن نجل السيسي الذي يحظى بنفوذ واسع داخل جهاز المخابرات، بات بمثابة الرجل الأول في الإشراف على ملف العلاقات مع إسرائيل، في أعقاب تكليف اللواء أيمن بديع برئاسة اللجنة المعنية بالملف الليبي".

قالوا إن "هذه ليست المرة الأولى التي يسافر فيها محمود السيسي إلى إسرائيل في مهمة عمل رسمية، لكن هذه المرة تم كشفها".

ويبدو أن تسريب الصحفي كوهين نبأ الزيارة له أسباب أخري تخدم الصهاينة، حيث يحرصون على إذلال السيسي، وإثبات اعتماده عليهم واستهداف إسرائيل إثبات دعمها للأنظمة العربية علنا.

وعقب انقلاب السيسي علي الرئيس الشهيد محمد مرسي، وصفت صحف تل أبيب السيسي بأنه صديق إسرائيل، وتحدثت عن ترتيبات كانت تجري معه في سيناء، ووصفه المحلل الإسرائيلي تسفي برائيل في صحيفة هآرتس أغسطس 2013 السيسي بأنه "شقيق إسرائيل"!.

 

لمواجهة شعبية الإخوان!

ما ذكره "كوهين" عن زيارة محمود السيسي لتل أبيب، أكده الصحفي مهدي مجيد عضو المنظمة الصهيونية، الذي كتب يؤكد أن كشف كوهين زيارة نجل السيسي لإسرائيل، أزعج الحكومة الإسرائيلية.

ونقل عن مصدر من وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن هدف زيارة نجل السيسي هو مطالبة المخابرات الإسرائيلية بالمساعدة في اعتقال قيادات الإخوان وناشطيهم في أوربا وأمريكا، بعد عودة تزايد شعبيتهم في مصر.

https://twitter.com/mahdimgeed/status/1482759875969134593

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" 16 يناير أن "الدفع بنجل السيسي والاستعانة به في الزيارات الخارجية المهمة الحساسة، يكشف عن رغبة من السيسي في تسويق ابنه محمود دوليا من البوابة الإسرائيلية".

وكان ملفتا أن الزيارة جاءت بالتزامن مع اقتراب ذكري ثورة 25 يناير 2011 التي حذر السيسي مرارا من تكرارها، وتصاعد الغضب الشعبي عبر هاشتاج #ارحل_يا_سيسي.

أيضا قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الخليج، أن نجل السيسي تناول ملف التعاون الأمني مع إسرائيل في سيناء وتبادل المعلومات وشراء أجهزة تكنولوجية وبرمجيات مطورة، بعدما تم الكشف عن تعاون الجيشين المصري والإسرائيلي في سيناء وشراء المخابرات الحربية والعامة أجهزة تنصت وتجسس على المصريين من إسرائيل، بجانب فرنسا.

https://twitter.com/YediotAhronotBH/status/1482697479766388739

 

مهام مخابراتية

وسبق أن أرسل السيسي نجله محمود لأمريكا مع مدير المخابرات السابق خالد فوزي عام 2018 ، كما كشفت صحف عالمية، ضمن إعداده لتولي مناصب أعلى.

لذا تبدو زيارته لإسرائيل محاولة جديدة لإسناد ملفات إقليمية ودولية، خصوصا العلاقات مع إسرائيل لنجل السيسي، علي غرار ما كان يفعل رئيس المخابرات الراحل عمر سليمان.

وسبق أن أشار تقرير سابق لموقع "إفريقيا ريبورت" 19 ديسمبر 2020 أن محمود السيسي مثل أبيه ومقطوع من نفس قماش والده، ويسعى السيسي لإعداده لتولي مقاليد الأمور.

كما أشارت لسيناريو التوريث صحيفة التايمز البريطانية 15 أبريل 2019 ، حين أكدت أن السيسي، وظف أبناءه الثلاثة بمناصب عسكرية ومدنية مرموقة لمساعدته في البقاء بمنصبه حتى 2030، وتعزيز قبضته على السلطة وتوريثها.

كما نشرت صحيفة "إيسبريسو" الإيطالية 7 يوليو 2016، تقريرا قالت فيه إن "السيسي يسعي لتوريث السلطة لأبنائه، على غرار عائلة كينيدي لكن "ديكتاتوريا" لا "ديمقراطيا".

وأوردت تفاصيل عن سعي السيسي لما أسمته "غرز أولاده" في المناصب الأكثر حساسية، كي تصبح عائلة السيسي مثل عائلة كينيدي، لكن "دكتاتوريا".

أيضا ذكر مركز أبحاث إسرائيلي مرتبط بدوائر صنع القرار في تل أبيب، 29 يناير 2017، أن السيسي يعمل على إحكام سيطرته على الأجهزة الاستخبارية المصرية من خلال تعيين أقاربه ومؤيديه في مواقع عليا.

حيث أشار "مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة" أن تعيين السيسي نجله محمود بمنصب كبير في المخابرات جعله "الرجل القوي" في الجهاز الذي يشارك في الدائرة الحاكمة الضيقة الحاكمة بين أوثق مقربي السيسي.