!طالب بزيادة أيام الدراسة رغم غياب “التربية” و”التعليم”.. طارق شوقي مهرج بدرجة وزير

- ‎فيتقارير

آثار طارق شوقي وزير تعليم الانقلاب انتقادات أولياء الأمور وخبراء التربية، بسبب تصريحاته التي زعم فيها أن تعليم الانقلاب، تبحث زيادة أيام الدراسة، زاعما أن الطالب يدرس 100 يوم فقط ويغيب 265 يوما، وهذا يُحدث فجوة تعليمية وفق تعبيره.

وقال أولياء الأمور إن "طارق شوقي يصلح أن يكون مهرجا وليس وزيرا للتعليم، مؤكدين أنه تسبب في انهيار العملية التعليمية، وإهدار المليارات على مشروع التابلت الفاشل".

وطالبوا وزير تعليم الانقلاب بأن يوجه جهوده للقضايا والأزمات الأساسية التي تواجه التعليم ، مثل عجز المعلمين وكثافة الفصول والمناهج العقيمة، بدلا من تضييع وقته في أمور التهريج التي تسيء للتعليم في مصر وليس لشخصه فقط .

وتساءل خبراء التعليم، هل يدرك شوقي أن زيادة أيام الدراسة سوف تفاقم أزمة عجز المُعلمين؟ وهل يدرك أن تطبيق مثل هذا المقترح سيجعل وزارة التعليم في حاجة إلى ميزانية جديدة لاسيما بعد زيادة جداول الحصص للمعلمين؟

وأكدوا أن تطبيق مثل هذا المقترح، سوف يؤثر سلبا على سير العملية التعليمية بشكل عام، موضحين أن الأزمة الأساسية التي يعاني منها التعليم في زمن الانقلاب، تتمثل في تراجع مخصصاته لدرجة أن ما يُنفق على الطالب سنويا لا يزيد عن قروش، وبالتالي تدهورت العملية التعليمية.

وأعربوا عن أسفهم لأن وزير تعليم الانقلاب يجهل مشاكل التعليم الأساسية، رغم أنه عندما طالبه البعض بتعيين معلمين لسد العجز قال إنه "مع تعيين معلمين جدد لكن المسألة بيد وزارة مالية الانقلاب وليست بيده، متسائلين هل ما تحتاجه زيادة أيام الدراسة من مخصصات بيد شوقي أم بيد مالية الانقلاب ؟

 

الدروس الخصوصية

من جانبها قالت فوزية عبد السلام ولية أمر، هل هناك طلاب يذهبون إلى المدارس، حتى يفكر وزير تعليم الانقلاب في زيادة أيام الدراسة؟

وأكدت أن هذه التصريحات تكشف أن وزير تعليم الانقلاب يجهل الأوضاع الموجودة بالمدارس، لا سيما أن الطلاب يعتمدون كليا على الدروس الخصوصية، ولا يهتمون بالمدارس لأنهم لا يجدون من ذهابهم إليها أي فائدة.

 

حسبة غريبة

ووصف محمد علي "ولي أمر" تصريحات وزير تعليم الانقلاب بأنها بمثابة «حسبة برما» متسائلا، كيف يكون عدد أيام الدراسة 100 يوم فقط، إذا كان العام الدراسي يبدأ في شهر سبتمبر وينتهي في يونيو ؟

وقال إنه يتوقع أن يكون وزير التعليم الانقلابي، يقصد أن التلاميذ لا يستفيدون شيئا من أيام الحضور في المدارس .

وأشار إلى أنه إذا كان التلميذ لا يستفيد شيئا من المدارس، فما فائدة زيادة أيام الحضور ؟

واستنكر عبدالرحمن أبوالخير (ولي أمر) تصريحات وزير تعليم الانقلاب بشأن أيام الدراسة ، مشيرا إلى أن الدراسة تبدأ من شهر أكتوبر وتنتهي في شهر يونيو؛ لتبدأ إجازة نهاية العام الدراسي.

واعتبر أن تصريحات طارق شوقي غريبة جدا ، أو أنها ليست أكثر من تهريج وهو ما اعتاد عليه أولياء الأمور والشعب المصري من هذا الوزير الذي دمر التعليم .

 

عدد المدارس

من جانبه قال الخبير التربوي مُحب عبود ممثل المعلمين المستقلين إن "مشكلة أيام الدراسة الحقيقية ليست متوقفة على الواقع العملي للأيام الدراسية وحسب، ولكن قلة المدراس هي السبب الرئيسي في الأزمة" .

وأضاف عبود في تصريحات صحفية ، على سبيل المثال التلاميذ يتوقفون عن الدراسة عمليا قبل إجازة نصف العام بأسبوعين، بسبب البدء في الامتحانات سواء كانت عملية أو امتحانات صفوف أخرى، وهذه جميعها أيام دراسية مهدرة ولا نستطيع أن نستغلها بالفعل بالوضع الحالي مع العجز في عدد المدارس مقابل أعداد الطلاب، وطالب ببناء مدارس أكثر لاستيعاب الأزمة، بدلا من زيادة أيام الدراسة، حتى لا تنعقد لجان الامتحان في أماكن قاعات التدريس وبالتالي لا يُصبح هناك تعطيل للدراسة .

واعتبر أن الحديث حول زيادة أيام الدراسة دون التطرق إلى حديث واضح عن حل نقص أعداد المدارس، إنما هو حديث لا يسمن ولا يغني من جوع، موضحا أنه في حالة تنفيذ مثل هذا القرار لن تُحل الأزمة مطلقا، بينما سنجد أنفسنا أمام أيام دراسية مُهدرة أكثر، ليصبحوا شهرين أو ثلاثة مُهدرين، لأنه لم يتم زيادة عدد المدارس.

 

عجز المعلمين

وحذر عبود من أن زيادة أعداد أيام الدراسة، ستؤدي إلى تفاقم أزمة عجز المُعلمين للحاجة إلى معلمين لإسناد الحصص الجديدة إليهم، بينما في حالة التغاضي عن ذلك وتحميل المعلمين الحاليين حصصا إضافية على نِصاب عدد الحصص، سيكون ذلك أمرا مرفوضا لدى المعلمين، وسيؤدي إلى أزمة جديدة تضرب المنظومة التعليمية، معربا عن أسفه لأن وزير تعليم الانقلاب يتعامل بطريقة إصدار الفرمانات، وليس هناك حصص إضافية بالأجر ولن يلتفت إلى أن الحد الأقصى لعدد الحصص الأسبوعية 24 حصة .

وأكد أن كلمة السر لحل جانب كبير من المشكلات التي تعانيها المنظومة التعليمية الآن، تتمثل في بناء مدارس جديدة .

وقال عبود  "أؤكد، بناء مدارس وليس فصولا، حتى لا يتم استغلال فناءات المدارس وتحويلها لفصول، وتتحول لمعتقلات، محذرا من أنه من غير المفهوم أنه لم يتم إيجاد حل حقيقي للمشكلة، وتسعى وزارة تعليم الانقلاب إلى زيادة عدد أيام الدراسة".

 

أزمات المنظومة

وأكدت الدكتورة بثينة عبدالرؤوف خبيرة تربوية أن مشكلة وزير تعليم الانقلاب، أنه دائما يُقارن بين نظام التعليم في مصر والتعليم في الدول الأوروبية، مشيرة إلى أنه لا يحاول أن يفهم  أن التعليم في مصر له طبيعة خاصة، ولذلك تم اختيار إجازة نهاية العام لتكون في فصل الصيف، ما بين يوليو إلى آخر أغسطس .

وقالت د. بثينة في تصريحات صحفية إن "هذا الاختيار لم يأتِ عبثا، ولكن كان مراعاة لظروف الطقس الحار في تلك الفترة والتي يصعب معها استيعاب الطلاب وصعوبة التحصيل الدراسي".

وأشارت إلى أنه من الأولى أن يعمل وزير تعليم الانقلاب على حل أزمات المنظومة التعليمية أولا، وعلى رأسها عجز المعلمين، ونقص أعداد المدارس والأبنية التعليمية، مؤكدة أن حل تلك الأزمات سيؤدي إلى تطوير التعليم ولن نكون في حاجة إلى زيادة أيام الدراسة.