ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة خاصة بعد انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار موضوع شاغل بالي وبال الغالبية العظمى من الناس.. بحثت عن كيفية التصدي لهذه البلوى، وتحدثت في هذا الصدد مع أصدقاء متخصصين في الاقتصاد على أعلى مستوى يعرفهم كل من له صلة بهذا المجال.
يقول الدكتور إبراهيم العيسوي أستاذ الاقتصاد في معهد التخطيط القومي إن ارتفاع الأسعار ظاهرة عالمية خاصة بعد الحرب الطاحنة التي يشهدها العالم الآن بين روسيا وأوكرانيا، وللأسف تقع بلادنا ضمن الدول التي تتأثر بشدة من هذا الارتفاع وينعكس سريعا على أوضاعها، والسبب أن هناك عيب هيكلي في الاقتصاد يتمثل في أنه يعتمد على الخارج بشكل شبه كلي في إستيراد كل ما يلزمه سواء في الصناعة أو الغذاء وغير ذلك،
وتأكيدا لذلك يقول الباحث الاقتصادي أحمد النجار أن مصر تستورد سنويا بـ ٧٢ مليار واردات سلعية،
ويقول الدكتور إبراهيم العيسوي أن الدولة تركز حاليا على التشييد وبناء العقارات والعاصمة الإدارية والطرق والكباري والجسور، وهذا كله أمر جيد إن تم دون إسراف أو تبذير، لكنها لم تعط الاهتمام الكافي للإنتاج الصناعي الذي لا يمثل سوى ١٦ ٪ فقط من الناتج القومي الإجمالي.. وإذا أردنا أن تكون لنا مناعة وقدرة على مواجهة ارتفاع الأسعار على مستوى العالم فلابد أن نعتمد على أنفسنا، ونصبح دولة منتجة وعندنا اكتفاء ذاتي في العديد من احتياجاتنا، وهذا لن يتحقق إلا بالتركيز على علاج الخلل الموجود في الاقتصاد المصري.
