«دولة المواطنة» أم «الدولة الإله»؟!

- ‎فيمقالات

تمثل قيم المواطنة وحقوقها النظرية أفضل ما وصل إليه الفكر البشرى فى مجال الحريات وحقوق الإنسان؛ حيث أعطت للمواطن حقوقًا تجعله ملكًا متوجًا. وقد أُحيطت تلك الحقوق بضمانات نظرية ترقى بها إلى درجة القدسية.. فهل تحقق شىء حتى الآن من قوانين تلك النظرية البرّاقة على أرض الواقع؟!

فى الحقيقة لم تغير تلك النظرية من الواقع شيئًا؛ رغم ما صاحبها من دعاية وتجميل، وهذا يؤكد أن القوانين وحدها لا تكفى لإحداث تغيير فى الدول والشعوب.. وبعد سنين من التنادى بقيم المواطنة المتمثلة فى الحرية والمساواة والمشاركة والعدالة الاجتماعية، لا يستطيع أحد الادّعاء بأن النظرية خرجت إلى حيز التنفيذ، بل لا نبالغ إذا قلنا إنها مجرد مواد وفقرات وضعت فى دساتير بعض الدول لا زالت حبرًا على ورق.

إن المؤشر الوحيد لقياس صحة ما نقول، هو أن نعيد النظر فى قوانين تلك النظرية، ثم نقارنها بالواقع، وسوف يصدمنا أن نجد بعض الدول التى جعلت المادة الأولى فى دستورها عن المواطنة، هى أكثر الدول انتهاكًا لحقوق الإنسان، واعتداءً على حريات شعوبها، وتقييدًا لحركة أبنائها.
وإذا كانت الديمقراطية ضرورة لممارسة المواطنة، فلا نبالغ إذا قلنا إن جميع الأنظمة المستبدة تضرب بقيم المو