قبل أن يبدأ.. فشل الموسم السياحي في مصر والبديل الصهاينة

- ‎فيتقارير

سياسة جديدة قد تتبعها سلطات الانقلاب العسكري الحاكم في مصر، إثر تقارير دولية بانخفاض أعداد الوفود السياحية لمصر خلال الأشهر القادمة جراء استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا ، وهما دولتان تدعمان مصر بآلاف من السياح .

ووفقا لموقع مجلة International Tourism Magazine الدولية فإن  القطاع السياحي المصري قد يتأثر كثيرا بالحرب الروسية الأوكرانية، خاصة أن السياح القادمين من البلدين يشكلون نحو 40 % من حجم السياحة الشاطئية التي تأتي مصر سنويا، وفق أرقام وزارة السياحة وغرفة المنشآت السياحية بالبلاد.

وكانت إيرادات مصر من القطاع السياحي قد تأثرت بسبب أزمة وباء كورونا والإجراءات الاحترازية المصاحبة لها، فضلا عن فرض الكثير من دول العالم قيودا على السفر، وكان من المتوقع رواج قطاع السياحة هذا الموسم في ظل تخفيف إجراءات مكافحة وباء كورونا عالميا، لكن الحرب في أوكرانيا أحبطت الكثير من هذه الآمال.

 

التحرش فساد السياحة

في المقابل، مازالت أصداء بث مقطع فيديو وثقه مواطن في منطقة الأهرامات، أظهر تحرش مجموعة من الشباب والأطفال بسائحات أجنبيات ومضايقتهن خلال عيد الفطر الماضي.

ورصد الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي وكذا وسائل إعلامية، لحظة محاولة فتيات أجنبيات الفرار إثر تعرض عدد من الأشخاص لهن ومحاولة ملامسة أجسادهن وتصويرهن دون إرادتهن.

وظهرت سائحتان في مقطع الفيديو، في منطقة الهرم وهما في حالة خوف وتوتر شديد بعد أن اقترب منهما عدد كبير من الصبية، للتحرش بهما، ولم يتركوهما واستمروا في السير خلفهما رغم محاولات السائحتين الهرب منهم.

وقال الشخص ملتقط الفيديو "عايزين الفيديو ده يوصل لوزير السياحة، المكان ده على هضبة الهرم في عيد الفطر، دول بيتحرشوا بالأجانب".

 

البحث عن مخرج 

وبعد الأثار الجانبية السياحية للحرب الروسية، فإن حكومة العسكر ممثلة في وزارة السياحة والآثار تبحثان تنشيط السياحة داخليا.

وارتفع معدل التضخم السنوي في مصر ليصل ل14.9% في أبريل مقابل 4.4% نفس الشهر العام الماضي.

ووفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفعت تكلفة الطعام بنسبة 29.3%، والنقل والمواصلات بنسبة 6.9%، وتكلفة المسكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود 6%، والسلع والخدمات المتنوعة 7.1%.

 هشام إدريس، عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، طالب بنشر ثقافة السياحة الداخلية لزيادة الإشغالات في الفنادق والمنتجعات السياحية.

معتبرا أن العوائق القادمة تتمثل في ارتفاع التكاليف للأسر المصرية نظرا للوضع الاقتصادي الحالي للمصريين، خاصة مع قدوم امتحانات الثانوية العامة.

وتواجه شركات السياحة المصرية الداخلية عدة أزمات على مدار السنوات الماضية، بداية من حالة الركود وتراجع عائدات التشغيل، مرورا بتجيمد النشاط وانتهاء بالغلق.

وحاولت دولة الانقلاب تعزيز حركة السياحة، من خلال إطلاق حملة دولية للترويح لمعالمها السياحية بقيمة 63 مليون يورو على مدى 3 سنوات بهدف إعطاء دفعة قوية لتحسين النشاط السياحي الذي يعاني بعدما سجل انخفاضا بنسبة 45% منذ بداية عام 2016، لكن حتى الآن لم تتحرك مؤشرات حركة السياحة ولم تنجح هذه الجهود في إنقاذ شركات السياحة ومستثمري القطاع السياحي من الخسائر الصعبة.

كما أنفقت حكومة الانقلاب ملايين الجنيهات على السياحة الداخلية وفي النهاية كانت محصلتها صفرا، رغم قيام وزارة السياحة بحملة تنشيطية لشرم الشيخ والغردقة من خلال دعم الفرد بنحو 500 جنيه، إضافة إلى حملة "مصر في قلوبنا" التي تكلفت نحو 90 مليون جنيه.

 

الصهاينة البديل

ومع الحرب الروسية، توجهت سلطة الانقلاب لبديل مرفوض شعبيا، حيث بدأت شركة الطيران الإسرائيلية "صن دور" وهي شركة تابعة لشركة العال، تنظيم رحلات لها من تل أبيب إلى شرم الشيخ.

ونشر ناشطون صورا ومقاطع فيديو يظهر السياح الصهاينة وهم يتجولون في المناطق السياحية في شرم الشيخ ونوبيع وطابا، مع حشد من قوات الأمن المصرية لحمايتهم.

الإجراء لجلب سياح صهاينة جاء نتيجة انخفاض إيرادات السياحة والتي بلغت نحو ٤ مليارات دولار في 2021 بانخفاض ٧٠٪ من ١٣.٠٣ مليار في العام السابق.

وأعلن الكيان الصهويني أن عدد السياح الإسرائيليين الذين زاروا شواطئ سيناء المصرية، تجاوز خلال الشهرين الماضيين، 70 ألف سائح.

وكتبت السفارة عبر حسابها على "تويتر" إن "سواحل سيناء استقطبت في الشهرين الماضيين عددا قياسيا يتجاوز الـ70 ألف سائح من الإسرائيليين ، قدموا للتمتع بما تعرضه هذه الشواطئ من الجمال والاستضافة الرائعة".