مصالحة مع الإخوان .. لقاء “السيسي” “بن سلمان” تديره المخابرات بالشائعات

- ‎فيتقارير

 
اعتبر أستاذ العلوم السياسية د. عصام عبدالشافي أن ما يتردد عن تحول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتدبير مصالحة مصرية مع تركيا وجماعة الإخوان المسلمين هو على سبيل الإدارة بالشائعات.
وأوضح في تصريح مع برنامج "مصر النهاردة" الذي يقدمه الإعلامي محمد ناصر أن أدوات هذه الفرضية يكون عبارة عن جس النبض المقصود بها كافة الأطراف المعنية بالشائعة يكون من شأنها اتخاذ خطوات وفق ردود الفعل التي تبديها هذه الأطراف ، وإن هذه الخطوة معروفة في علم النفس السياسي.
وأوضح أنه لا مؤشرات سياسية استباقية كالإفراج عن المعتقلين الإسلاميين في المملكة ومنهم العلامة د. سلمان العودة أو تحركات على الأرض تفيد بأن هذه الشائعة واقع موجود على الأرض، معربا عن تمنيه أن تضطلع السعودية بمثل هذا الدور.
واستدرك أنه من غير الوارد بالمطلق اضطلاع المملكة بهدا الدور التصالحي، حيث يرى بن سلمان وفق تصريحات، أن الإخوان يمثلون الشرعية السياسية مقابل نظم سياسية عربية هشة أحدها المملكة العربية السعودية.
وأبان "عبدالشافي" الهدف من زيارة محمد بن سلمان التي تشمل مصر والأردن وتركيا هو تحسين الصورة بعد تورطه الواضح في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مقر سفارة بلاده بإسطنبول، مضيفا أن ذلك الهدف مقصود به الولايات المتحدة التي يستعد رئيسها جو بايدن إلى زيارة الرياض في وقت قريب، فضلا عن الكيان الصهيوني.
ولفت إلى أن السعودية ما زالت تفتقد البوصلة والرؤية الاستراتيجية في تحديد من تعادي ومن تحب، مشيرا إلى أنها تغاضت عن أن التيار العربي الأوسع الذي يمكنها من مواجهة إيران هم الإخوان المسلمين إلا أن النظام السعودي دعم إسقاط الرئيس مرسي في حين وجه دعمه لمبارك والمجلس العسكري من بعده ثم دعم الانقلاب بكل ما أوتي من دولارات.
وأضاف أنهم لم يكتفوا بمصر بل سعوا إلى محاربة الإخوان في ليبيا وسوريا وتونس وفي اليمن دعموا الحوثي الموالي لإيران ، ولما بات الحوثيون خنجرا في جنوب المملكة توجهوا لدعم حزب الإصلاح اليمني (الإخوان المسلمون).
 

الإخوان المسلمون
ونقل موقع "مدى مصر"، عن مصدر حكومي مطلع قوله إن زيارة محمد بن سلمان إلى القاهرة؛ تأتي لمعالجة «ملفين غير تقليديين" مع السيسي، هما تسريع التقارب مع تركيا، والمصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف المصدر أن بن سلمان سيناقش شخصيا المصالحة مع تركيا خلال لقائه مع السيسي، في حين ستتم مناقشة المحادثات حول الإخوان المسلمين في اجتماعات بين كبار المسؤولين في كلا البلدين.

وزعم الموقع أن إلحاح السعوديين، يأتي من القلق بشأن محاولة الإمارات الموازية لتحقيق تقدم مع واشنطن في خطتها الخاصة بأُسس سياسة إقليمية جديدة.

وبحسب المصدر الحكومي الأول، فإن إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع جماعة الإخوان، أصبح أيضا ساحة للتنافس بين الأطراف الإقليمية والدولية.

وزعم المصدر أن كلا من السعودية والإمارات لديهما اتصالات قائمة مع قادة الإخوان المسلمين الدوليين، مضيفا أن جهود السعوديين الحثيثة لإيجاد حل للصراع مع النظام المصري تأتي كمحاولة لتجنب المنافسة مع الإمارات، وكذلك لاستباق أحدث الجهود الأمريكية والبريطانية لبناء قنوات اتصال مع الجماعة». 

وفي مايو 2017، وصف الأمير محمد بن سلمان كل من هاجموا السعودية من أذرع السيسي الإعلامية ب"إعلام الإخوانجية"، و راح محللون سعوديون يؤكدون ترهات بن سلمان رغم أنهم يعرفون جيدا أن هؤلاء الإعلاميين السيساوية الذين مسحوا بهم البلاط، بحسب قطب العربي.

تزامن محلي
ومحليا، أعرب رئيس حزب المحافظين، أكمل قرطام، في ظهور تليفزيوني عن دعمه للمصالحة مع الإخوان المسلمين بشرط أن يسبقها حوار موسع مع السلطات.
وأشار قرطام قبل يومين، من زيارة بن سلمان إلى أن ممثلي الدولة يجرون بالفعل حوارا مع الإخوان، وأنه في حال توصل الطرفان إلى توافق، يجب طرحه على الجمهور.

وقال قرطام إن "المصالحة ستكون موضع ترحيب، وأنه لا يعارض إدراج شخصيات معارضة في المنفى، مثل أيمن نور، في الحوار الوطني الذي دعا إليه السيسي نهاية شهر رمضان".

وردا على سؤال حول تصريحات قرطام، قال المصدر الحكومي الأول إن "قرطام قد حصل على الأرجح على معلوماته من الإماراتيين، حيث تربطه علاقات عائلية بشخصيات في دوائر صنع القرار في أبو ظبي".

وقال مصدر سياسي مطلع في القاهرة له حضور في دوائر صنع القرار، إن "المحادثات قد بدأت بالفعل على المستوى الإقليمي بين مصر وقطر وتركيا بشأن الإخوان".

وقال "لقد وافق القطريون والأتراك على أنهم من الآن فصاعدا لن يسمحوا بأي نشاط للإخوان على أراضيهم، واستجابت مصر من حيث المبدأ لمطالب تحسين ظروف قادة وأعضاء الإخوان في السجن، والنظر في الإفراج عن بعضهم في المستقبل» وأضاف المصدر أنه من الصعب القول أن هذا الموضوع يحوز رضا الأجهزة الأمنية، لكن الأمور تتغير إلى حد ما"
غير أن هذا التزامن يأتي مع تصريح صريح من طارق الخولي عضو ما يسمى "لجنة الحوار" أن الإخوان والمنتمين لهم غير موجودين ضمن قرارات العفو الرئاسي حتى وإن لم يتورطوا بعنف.

الصورة مع واشنطن

وقالت تقارير إن "ولي العهد السعودي يأمل بأن يقدم نفسه للإدارة الأميركية على أنه صانع التوازن في المنطقة، وقائد إعادة هندسة التحالفات الإستراتيجية الإقليمية، القادر على توجيه دفتها، وإنجاز التقارب المتعسر بين مصر و تركيا؛ سيخدم هذه الغاية، لاستباق الجهود الأميركية والبريطانية في بناء قنوات اتصال مع الإخوان.
وأضافت التقارير أن السعودية تبذل جهودا لتعزيز تحالفاتها الإقليمية قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المملكة الشهر المقبل.
حيث إن زيارة بن سلمان إلي القاهرة تشير بحسب الإعلام المحلي إلى توافق مشترك إزاء أزمات المنطقه وأزماتها ، إصرار على التعاون من أجل الحفاظ على كيان الأمة وأمنها القومي ، تنسيق مشترك  لموقف عربي موحد في القمة الأمريكية.

إتاوة الانقلاب
وفي إطار الدعم المستمر من السعودية للانقلاب في مصر، دفع الصندوق السيادي السعودي الذي يقوم عليه محمد بن سلمان نحو 8 مليارات دولار تحت بند الاستثمار، يقول عنها مصطفى بكري "استثمارات سعودية جديدة في مصر بقيمة تصل إلى ٨ مليار دولار" وإن لم يفسر نوعية الاستثمارات التي باتت تعني للمصريين مزيدا من بيع الأصول .
الرقم -في حد ذاته- كان محور خلاف فعكاظ قالت إن "حجم الاستثمارات بلغت 30 مليار دولار غير أن "عربي 21" أشارت إلى أن الاتفاقيات اقتصادية وتجارية بقيمة 30مليار ريال 7.73 مليارات دولار".
وأمام هذه الجرعة الداعمة من الرز الخليجي تنازل السيسي عن البروتوكول المعهود مع هذه الزيارات فاستقبل سفيه الانقلاب "محمد بن سلمان" على أرض المطار -يستقبل ضيفا أدنى منه مكانة- وأقام له مراسم استقبال رسمية في قصر الاتحادية، ورفع علم السعودية إلى جانب علم مصر خلال جلوسهما إلى جوار بعضهما، خلافا للبروتوكول.

المثير للدهشة أنه في صيف 2018 ، وصف السيسي محمد بن سلمان لأنه "عيل " حيث أعد السيسي حفلة غنائية خاصة في دار الأوبرا المصرية تكريما لولي العهد السعودي، لكن خلال الذهاب إلى مقر الأوبرا تلاقى موكبا السيسي وولي العهد السعودي عند الاقتراب من دار الأوبرا، وفجأة شاهد السيسي انفصال موكب الأمير محمد قبل دخول الدار، وبعد دخول السيسي إلى القاعة انتظر طويلا، وأبلغ الجانب السعودي السيسي أن الأمير ذهب إلى الفندق «مريّح شوية» بحسب ما أفاد مقربون من السيسي الذي اغتاظ لهذا التصرف وغادر القاعة قائلا «صحيح عيّل» وذلك وفق برقية وشاية إماراتية.