مع ارتفاع نسب المعالجة .. مياه الصرف المسؤولة عن تسمم الخوخ والبطيخ

- ‎فيتقارير

 

أشار الجهاز المركزي للتعبية العامة والإحصاء، إلى ارتفاع إجمالي عدد محطات الصرف الصحي المعالج إلى 475 محطة عام 2020-2021 مقابل 455 محطة عام 2019-2020 بنسبة ارتفاع قدرها 4.4%.

وارتفع إجمالي كمية الصرف المعالج إلى 5.23 مليار م3 عام 2020-2021 مقابل 5.13 مليار م3 عام 2019-2020 بنسبة ارتفاع قدرها 1.9%.

حالات التسمم
وربط مراقبون بين حجم مياه الصرف المعالج التي يفترض أنه يعتمد بها على زراعة بعض المناطق الصحراوية، وبين اكتشاف حالات تسمم بسبب تناول البطيخ والخوخ،
حيث أرجعت تقارير صادرة عن وزراة الزراعة بحكومة الانقلاب إلى سببين وراء حالات التسمم في الخوخ والبطيخ أحدهما؛ سوء تخزين النوعين وأعاد خبراء المبيدات والري السبب الثاني إلى مياه الصرف والمياه المعالجة ثنائيا فقط، وهو ما أكدته أيضا إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، التي حذرت من أن الخضروات والفواكه المصرية بها بقايا مياه الصرف.
أكد مدير مركز التغيرات المناخية بوزارة الزراعة، محمد فهيم، وجود حالات تسمم بين المواطنين بسبب فاكهتي الخوخ والبطيخ.

وقال في تصريحات صحفية إن "سوء تخزين البطيخ والخوخ بعد الحصاد تسبب بحالات التسمم، حيث يتم تخزينها في درجة حرارة مرتفعة من قبل التجار".

وقال إن "تحليل عينات عشوائية من البطيخ والخوخ أثبتت أن متبقيات المبيدات ضمن الحد الأدنى المسموح به، وهو أمر طبيعي وغير ضار".

ويأتي ذلك بعد نفي الوزارة سابقا لوجود حالات تسمم بسبب السلع الزراعية والفواكه، وتحذير المواطنين من أن تناول هذا الخوخ والبطيخ بكثرة يسبب مغصا معويا.

فشل كلوي وسرطانات
وقالت أبحاث علمية إن "صلة ما بين تناول الخضر والفاكهة الملوثة وارتفاع عدد حالات الفشل الكلوي وسرطان الكبد والسرطانات عموما وأمراض الجهاز التنفسي، تلوث بحسب الخبراء والمختصين تتعدد أسبابه أولها عدم التزام المزارعين بإرشادات وتوصيات الاستخدام الآمن للمبيدات وأيضا استخدام مياه الصرف الصحي والصناعي في ري المحاصيل ، فيلجأ إليها المزارعون لتعويض النقص في المياه الزراعية.
وقال دكتور محمد إسماعيل إبراهيم للأمراض الباطنية والصدرية، إنه "تلقى أكثر من 400 استشارة طبية في أخر 4 أيام فقط بخصوص النزلات المعوية وحالات التسمم الغذائي جراء تناول الخوخ  البطيخ  الكنتالوب ".
ونصح بتجنبها "رجاء تجنبوا هذه الفاكهة الآن لما تحويه من نسب مرتفعة للغاية من الكيماويات مثل مادة الأزوت وغيرها من المواد الكميائية".
وأوضحت د. إيمان سلام عبر فيسبوك (Dr.Eman Sallam) أن تفسيرها للتسمم من تناول الخوخ والبطيخ هو ارتفاع نسبة التسميد الأزوتي في البطيخ حاليا يسبب خطرا على الإنسان بسبب الاستخدام المفرط للسماد الأزوتي ، حيث إن الأسمدة الكيميائية التي تحتوي على مواد نيتروجينية وتصل للإنسان خلال الخضروات أو المياه تتحول النترات في أمعاء الإنسان إلى مادة النيتريت المسببة لـسرطان الدم في المعدة والأمعاء وكذلك مادة البيوريت السامة تنشط عند ارتفاع درجة الحرارة وتحلل اليوريا وتطاير الأمونيا يؤدي إلى التهابات الجهاز التنفسي والإصابة بالنزلات المعوية الحادة".
وأضافت التقارير أن مصر من أكبر الدول العربية استهلاكا للأسمدة، تحتوي على المبيدات  الكيماوية، وأن استخدام الكيماويات الزراعية من أسمدة ومبيدات بكميات أكبر من المسموح به أو عندما تكون مغشوشة، وهي مركبات حلقية في مجملها بطيئة التحلل نواتج تكسيرها بحسب الخبراء تزيد من تركيز وتراكم الكلور والفوسفور والنترات عن الحد المسموح في البيئة الزراعية ، إلى جانب ما تحتويه من عناصر ثقيلة كالرصاص والكروم وباقي العناصر ذات السمية المرتفعة جدا.
وأضافت التقارير أن الإسراف في الأسمدة النيتروجينية بسبب التلوث بالنترات عن طريق مياه الري أو الصرف أو تختزنه بعض النباتات في أنسجتها وبنسب عالية مثل الجزر والبنجر والخيار وهو عادة ما يفقدها الطعم واللون والرائحة المميزة ، ومن ثم تنتقل تلك النترات عبر عمليات غذائية للإنسان فتسبب فقر الدم للأطفال وسرطانات البلعوم والمثانة لدى الكبار.

مياه الصرف
وأشارت تقارير إلى أن 50٪ من مياه الصرف الصحي يتم صرفها في الترع والمصارف ، وبما جعل ما يقرب من الـ6 مليارات متر مكعب من مياه الصرف الصحي تستخدم في مصر سنويا للري ومصر لا تمتلك المعالجة الثلاثية كتقنية لمثل هذه المياه وهي في الأساس معالجة خاصة بالقضاء على الميكروبات الممرضة والضارة.
ونسبت التقارير إلى خبير مائي رفض ذكر اسمه تأكيده أن معالجة مياه الصرف الصحي في مصر تقتصر على المعالجة الثانية وهي فصل الرواسب والعوالق العضوية فقط ودون قتل للبكتيريا والفيروسات والفطريات أو حتى التخلص من العناصر الثقيلة مثل الحديد والرصاص والكادميوم والمنجنيز والنحاس والزئبق والسيلينويم والنترات والبورات وغيرها من المواد شديدة السمية والقابلة للتراكم في الخضر والفاكهة.

عناصر تسمم أخرى
من الأسباب الأخرى المؤثرة في تلوث الخضر والفاكهة سوء التداول داخل الأسواق، فبعد تعرضها لعوادم السيارات والتخزين غير الجيد وخاصة في المدن الصناعية بعد ترسيب التراب الملوث نتيجة للجاذبية كنواتج حرق الوقود من دخان CO2 ومن ثم تكوين مركبات سامة مثل المركبات النيتروجينية والمركبات الأكسجينية أم الكوارث ما شاهدناه بأنفسنا من غسل البائعين للخوخ وبعض الفاكهة في مياه تحتوي على منظفات كالرابسو.