حادثة “أيتام خميس مشيط” تفضح سجل ابن سلمان الأسود في حقوق الإنسان

- ‎فيعربي ودولي

أثار مقطع فيديو مسرب يظهر أجهزة الأمن السعودية وهي تعتدي بوحشية على مجموعة من النساء في دار للأيتام في جنوب غرب المملكة العربية السعودية غضبا على الإنترنت ووعدا من الحكومة بالتحقيق في الحادث.

ويظهر الفيديو، الذي نشرته لأول مرة على تويتر يوم الثلاثاء امرأة صورت الهجوم، عشرات الرجال الذين يرتدون زي الأمن وآخرين يرتدون الزي الوطني السعودي وهم يطاردون النساء ويضربونهن بعصي خشبية ويجلدونهن بأحزمة جلدية، ثم يظهر الفيديو رجلا يسحب إحدى النساء من شعرها وهي تصرخ، بينما يضربها آخر بحزام.

وتقع دار الأيتام في خميس مشيط، وهي مدينة في منطقة عسير، على بعد حوالي 884 كيلومترا من العاصمة الرياض.

وردا على الفيديو، أمر محافظ المحافظة، تركي بن طلال بن عبد العزيز، بتشكيل لجنة للتحقيق مع جميع الأطراف في الحادث، وإحالة القضية إلى السلطة المختصة.

وانتشر الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تصدر هاشتاغ "أيتام خميس مشيط" في المملكة العربية السعودية يوم الأربعاء.

وندد المدافعون السعوديون عن حقوق الإنسان بالفيديو باعتباره دليلا إضافيا على قمع الحكومة السعودية لحقوق المرأة في المملكة تحت حكم ولي العهد محمد بن سلمان.

منذ أن أصبح الحاكم الفعلي للمملكة في عام 2017 أشرف ولي العهد على حملة قمع واسعة النطاق ضد المعارضة، على الرغم من الترويج لنفسه كزعيم للإصلاحات الليبرالية. استهدفت حملة القمع أعضاء المعارضة السياسية، الأقلية الشيعية، فضلا عن الناشطات اللواتي طالبن بوضع حد للسياسات التمييزية والممارسات الاجتماعية ضد المرأة.

وقالت لينا الهذلول، وهي ناشطة سعودية في مجال حقوق الإنسان تشغل منصب رئيسة قسم الرصد والاتصالات في مجموعة القسط الحقوقية  "مثلما تعرضت ناشطات في مجال حقوق المرأة مثل لجين الهذلول للتعذيب بسبب مطالبتهن بحقوقهن الأساسية، فإن الأيتام الذين يشكون من ظروفهم اليومية سيتعرضون أيضا لإسكاتهم بوحشية والاعتداء عليهم جسديا".

"يظهر هذا الفيديو القمع السائد الذي لا هوادة فيه ضد المرأة في المملكة العربية السعودية، وحتى عندما لا يكون للنساء أولياء أمور ذكور ويعشن في دور الأيتام، فإن ذراع الدولة نفسها هي التي تهاجمهن بعنف بسبب مطالبتهن بحقوقهن المشروعة".

واتهمت الهذلول الحكومة السعودية باستخدام "رواية فارغة" حول تمكين المرأة في البلاد، واستخدام ذلك "كأداة للعلاقات العامة".

وسألت "إذا جلدت النساء بسبب مطالبتهن بحقوقهن، فهل تقودنهن حقا؟

وفي الوقت نفسه، قال عبد الله الجريوي، وهو ناشط سعودي معارض مقيم في لندن ورئيس منصة الحوار في ديوان لندن، لموقع ميدل إيست آي إن  "الاعتداء جاء ردا على إضراب نظمته النساء للمطالبة بتحسين الظروف بعد تجاهل الاحتجاجات السابقة حول سوء المعاملة، ثم طلبت إدارة دار الأيتام تدخل الأجهزة الأمنية".

ولم يتضح بعد عدد النساء المحتجزات في الحادث، ولم تنشر السلطات السعودية تفاصيل بعد.

وقالت الهذلول لموقع ميدل إيست آي "يجب السماح للنساء في دور الأيتام هذه بمشاركة تجاربهن وإجراء دعوات لتحسين الظروف دون استهدافهن أو مضايقتهن أو الاعتداء عليهن بأي شكل من الأشكال".

كما دعت السلطات السعودية إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في الحادث ومحاسبة الجناة.

وطلب موقع "ميدل إيست آي" من وزارة الخارجية السعودية التعليق على الحادث لكنه لم يتلق أي رد.

 

https://www.middleeasteye.net/news/saudi-arabia-police-chasing-beating-women-orphanage-video