“المونيتور”: إسرائيل مذعورة وتراقب الضفة الغربية عن كثب

- ‎فيعربي ودولي

يستيقظ الفلسطينيون كل يوم تقريبا على أنباء العنف والاشتباكات المسلحة في جميع أنحاء الضفة الغربية، وقد توسعت الاشتباكات المسلحة، التي كانت تقتصر لعدة أشهر على مخيم جنين للاجئين ومدينة نابلس القديمة، لتشمل الآن مناطق أخرى من الضفة الغربية، بما في ذلك مخيم بلاطة للاجئين في نابلس، ومخيم الفراع بالقرب من طوباس، وقرية رجيب بالقرب من نابلس، وقرية سلواد بالقرب من رام الله، ومدينتي برقين وقباطية بالقرب من جنين.

وبحسب تقرير نشره موقع "المونيتور" ففي 4 سبتمبر، فتحت مجموعة من الفلسطينيين النار على حافلة تقل جنودا إسرائيليين قرب مستوطنة الحمرة في غور الأردن، ما أدى إلى إصابة سبعة منهم، فيما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه نقلة نوعية في العمليات الفلسطينية التي تستهدف الإسرائيليين في الضفة الغربية، وأُلقي القبض فورا على مرتكبي الهجوم.

وفي مساء اليوم نفسه، فتح مسلحون فلسطينيون النار على نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية بالقرب من رام الله، مما أدى إلى إصابة أربعة جنود.

وفي 7 سبتمبر، اندلعت جولة من الاشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في مخيم الفارعة بالقرب من طوباس، قتل خلالها شاب فلسطيني.

في 6 سبتمبر ، داهمت أكثر من 100 مركبة عسكرية مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية كجزء من عملية لتدمير منزل رعد خازم، الذي كان وراء إطلاق النار المميت في تل أبيب في أبريل والذي أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين.

واندلع تبادل لإطلاق النار بعد الغارة الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل شاب فلسطيني وإصابة آخرين.

وفي وقت سابق من يوم 5 سبتمبر، قتل فلسطيني كان ينتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي خلال اشتباكات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين.

ووردت أنباء عن قتال عنيف في مخيم جنين للاجئين في 2 سبتمبر، بعد يوم واحد من استمرار العنف في مخيم بلاطة للاجئين ومدينة البيرة لساعات.

وفي 31 أغسطس، أطلق مسلحون فلسطينيون ينتمون إلى لواء نابلس النار على حافلة تقل مستوطنين إسرائيليين على الطريق بين نابلس وقلقيلية.

وفي الوقت نفسه، أصيب العديد من المستوطنين الإسرائيليين بجروح خلال اشتباكات مع الفلسطينيين أثناء محاولتهم دخول قبر يوسف في نابلس في 30 أغسطس.

وفي اليوم نفسه، اندلع إطلاق نار كثيف بين شابين فلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن تحصن الرجلان في منزل في قرية الرجيب، واستمر إطلاق النار لساعات، حيث تم استهداف المنزل بصواريخ محمولة على الكتف، قبل أن يسلم الشابان نفسيهما بعد نفاد ذخيرتهما.

وفي غضون 48 ساعة من 29 إلى 31 أغسطس، تم تسجيل 12 عملية إطلاق نار في الضفة الغربية في 11 نقطة مواجهة، مما تسبب في سقوط العديد من الضحايا في صفوف المستوطنين، وفقا لتقارير محلية.

وذكرت قناة "كان 11" الإسرائيلية أنه تم تنفيذ 60 عملية إطلاق نار ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي بين يناير وأواخر أغسطس، مقارنة ب 50 خلال عام 2021 و 48 في عام 2020 ووفقا للقناة الإسرائيلية، أحبط الجيش 220 هجوما هذا العام.

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان للمونيتور "المقاومة المسلحة في الضفة الغربية آخذة في التوسع، ووصلت إلى الأجزاء الوسطى من الضفة الغربية، مما مهد الطريق لتوسعها في الضفة الغربية بأكملها. وحتى الآن، تشمل المقاومة في الضفة الغربية شبابا تأثروا بأولئك الذين سقطوا شهداء في مخيم جنين ونابلس، ولم تتخذ بعد طابعا تنظيميا".

وتعليقا على التحديات التي تحول دون تحول هذا العمل المسلح إلى انتفاضة كاملة، قال عدنان "هذا يتطلب جهودا من جميع الفصائل لتوفير الإمكانيات اللازمة لجميع مقاتلي المقاومة، كما أن الاعتقالات اليومية والاغتيالات والملاحقات التي يقوم بها الاحتلال خلال غاراته على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، والتعاون الأمني بين إسرائيل والأجهزة الأمنية الفلسطينية تحول دون حدوث مواجهة واسعة النطاق".

وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ساري عرابي للمونيتور إن "أعمال المقاومة في الضفة الغربية ليست جديدة، فهي تتراجع أحيانا وتشتد في أحيان أخرى، تبعا للتحديات التي تواجهها المقاومة، مثل عملية الدرع الواقي عام 2002 والانقسام الفلسطيني الذي أثر على البنية التحتية للمقاومة في الضفة الغربية".

وأضاف أن "هذه المقاومة بدأت تتعافى في الضفة الغربية عام 2014 لأنها تأثرت بالعدوان الإسرائيلي على غزة في العام نفسه، واندلاع انتفاضة القدس عام 2015 والتي شملت عمليات طعن وصدم وعمليات فردية بدت شكلا من أشكال المقاومة".

وتشير الدلائل إلى أنه من المرجح حدوث تصعيد كبير في الثلث الأخير من هذا العام في الضفة الغربية، في ضوء تزايد الهجمات الإسرائيلية اليومية، والمشاريع الاستيطانية المتسارعة، والغارات اليومية على المدن والقرى والبلدات، واحتمال شن الجيش الإسرائيلي غارة واسعة النطاق على شمال الضفة الغربية، مما قد يؤدي إلى انفجار الوضع برمته.

يشعر المسؤولون والمحللون الإسرائيليون بالقلق إزاء نمو وتوسع المقاومة المسلحة في الضفة الغربية.

وكتب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي في 31 أغسطس "هناك قضية واحدة تشغل الجيش الإسرائيلي والشاباك أكثر من الاتفاق النووي الإيراني، وأكثر من ذلك تهديدات زعيم حزب الله حسن نصر الله، وهذه القضية هي الضفة الغربية".

ونقل بن يشاي عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله "الضفة الغربية، وخاصة الجزء الشمالي منها تغلي، ويمكن أن تنزلق الأمور إلى انتفاضة شعبية عنيفة، يجب على المؤسسة الأمنية الاستعداد لمثل هذه التطورات ومحاولة منعها".

وتعليقا على الاشتباكات في قرية الرجيب، غرد الصحفي الإسرائيلي أوهاد بن حمو في 30 أغسطس قائلا إن "مقاومة الاعتقالات بالرصاص والأسلحة أصبحت مصدر قلق للجيش الإسرائيلي والمخابرات الإسرائيلية".

وأضاف أن العمليات التي كانت تنتهي في غضون دقائق معدودة تحولت إلى اعتقالات معقدة تشمل إطلاق نار وحتى صواريخ.

كتب أمير بوهبوت، المحرر العسكري وكبير محللي الدفاع في موقع "واللا" الإسرائيلي، في 1 سبتمبر أن التصعيد الأخير أجبر الجيش الإسرائيلي والشاباك على التفكير في شن عملية واسعة النطاق في نابلس وجنين.

وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية المقيم داخل إسرائيل وأستاذ التاريخ السياسي أليف صباغ للمونيتور  "اتخذت إسرائيل قرارا بغزو الضفة الغربية مطلع عام 2022، وأطلقت في فبراير عملية كسر الأمواج، وتستند هذه العملية إلى استهداف مقاتلي المقاومة ومدن وبلدات الضفة الغربية".

وأضاف "في البداية، ركزت العملية الإسرائيلية على مدينة جنين ومخيمها للاجئين، قبل أن تتوسع إلى القدس للسماح للإسرائيليين بتنظيم مسيرة العلم الاستفزازية. وبالفعل، نجحوا في تنظيم مسيرة العلم، التي شجعت إسرائيل على شن حربها على غزة في مايو بعد ذلك، أعاد الجيش الإسرائيلي توجيه تركيزه على الضفة الغربية كجزء من عملية كسر الأمواج".

وقال الصباغ إن  "بعض المحللين الإسرائيليين يؤكدون فشل عملية كسر الأمواج الإسرائيلية ، لأنها أثارت موجات جديدة من المواجهة في مناطق أخرى من الضفة الغربية، خارج مخيم جنين، وهو ما يعتبرونه تهديدا، ويشير إلى تراجع دور السلطة الفلسطينية، وتنامي الدعم الشعبي للمقاومة.  وفشل التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في منع المزيد من المواجهات".

وأضاف الصباغ أن "دولة الاحتلال تخشى انتفاضة ضدها وضد السلطة الفلسطينية يمكن أن تؤدي إلى حكم حماس للضفة الغربية".

 

https://www.al-monitor.com/originals/2022/09/israel-watches-closely-west-bank-seethes