أقسم ملك إنجلترا الجديد تشارلز الثالث على الحفاظ على الديانة البروتستانتية، وحماية الكنيسة والعقيدة، بينما خالد بن بندر بن سلطان، سفير المملكة العربية السعودية في المملكة البريطانية المتحدة، يقسم في لقاء تلفزيوني وأمام شاشات الغرب والشرق أنه (لا علاقة لنا بالدين ، نحن مجرد قبيلة فازت بالحرب) وهنا يظهر الفرق بين القسمين بين من يحكم بلدا مسيحيا، وبين من يحكمون أرض الحرمين.
وأقسم ملك إنجلترا الجديد في مراسم تتويج بعد وفاة والدته الملكة اليزابيث قائلا "أنا تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة وبريطانيا وإسكتلندا والمدافع عن العقيدة أقسم إنني سوف أحافظ على الديانة البروتستانتية وفق القوانين التي سنت في إسكتلندا ، وكذلك الحقوق من أجل دعم الديانة البروتستانتينة وقوانين المملكة المتحدة مع التأكيد على ما تنص عليه كنيسة إسكتلندا من حقوق العبادة، أدعوكم لتسليم تلك الوثائق إلى الحفظ، ما يقر على أن القسم قد تم الإدلاء به".
ووقع الملك تشارلز الثالث وولي عهده الأمير وليام وعقيلة الملك كاميلا، وكذلك عدد من المسؤولين الحكوميين، على تنصيب تشارلز ملكا رسميا للملكة المتحدة وبريطانيا وإسكتلندا ونيوزيلندا.
ميكافيلية آل سعود
«الشخصية الميكافيلية» هي الشخصية التي تكلم عنها الفيلسوف والمؤرخ الإيطالي «نيكولو ميكيافيلي» والمبدأ الأول والأخير لهذه الشخصية هو «الغاية تبرر الوسيلة» وهذا ما قاله ميكافيلي في كتاب الأمير ومن أهم مبادئه:
- حب الذات أهم من حب الوطن.
- خوف الناس منك أفضل من حبهم لك.
- الدين وسيلة لخدمة الأمم، وليس من أجل الفضيلة والأخلاق الحسنة.
- يمكن للمرء أن يكون شريفا في بعض الأحيان وغير شريف في البعض الآخر.
- مظهرك كشخص فاضل غير مجدٍ.
ومازالت فضائح وجرائم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التي أثارت ضجة من العيار الثقيل مستمرة على أرض الواقع حتى اللحظة ، مع تعدد الوقائع والفضائح خاصة على منصات مواقع التواصل الاجتماعي في ظل صمت مطبق تلتزمه وسائل الإعلام السعودية مع قمع أي تحركات في إطار كشف الحقائق أو الحديث عنها.
وتتعدد فضائح بن سلمان بين الفساد السياسي والأخلاقي والمالي وجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان ، والترف والبذخ على الحفلات والسهرات التي تحيط بها السرية التامة التي طالما كانت هي الهاجس الأهم لبن سلمان، حتى إنه لم يكن مسموحا للمحيطين به والعاملين بحمل هواتف ذكية معهم.
وتشير وسائل إعلام متعددة ومواقع إلكترونية إلى فضائح العلاقات المشبوهة لمحمد بن سلمان وارتباطه بممثلات أجنبيات ضمن شخصيته المعروفة بالتهور والانحلال والإنفاق ببذخ على شهواته.
ومؤخرا أصدر الكاتبان في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية “برادلي هوب” و “جستن شيك” كتابا عن صعود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى سدة الحكم تحت عنوان الدم والنفط.
وسلط الكتاب الضوء فضائح ولي العهد السعودي المتعلقة بطموحاته وسهرات الترف والبذخ التي يشرف عليها.
وجاء في جزء من الكتاب الذي نشرت أجزائه على منصات وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بأن محمد بن سلمان أقام حفلا في جزر المالديف عام 2015 احتفالا بتوليه ولاية العهد ودعا إليه خاصته بتكلفة 50 مليون دولار وجلب إلى الحفل 150عارضة أزياء من البرازيل وروسيا ومن كل أنحاء العالم.
ذبح الإسلام
وتطرق الكتاب إلى العلاقة بين ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وآل سعود، كاشفا عن أن بن زايد كان يكره ولي العهد السابق محمد بن نايف ، وكان يصف والده نايف بن عبدالعزيز بـالقرد خلال لقاءاته مع الأمريكيين، إلا أنه حسب ما جاء في الكتاب فإن بن زايد، وبعد أن طور علاقة خاصة مع بن سلمان بدأ في التسويق له بقوة في الولايات المتحدة، قائلا إن "ابن سلمان يستحق الدعم ويحتاجه، ووصفه بأنه شخصية صاعدة مثيرة في السعودية".
واستعرض نشطاء ومغردون حصيلة بائسة لعهد محمد بن سلمان خلات سنوات حكمه في السعودية ضمن حملة بهشتاج #ماذا_قدم_ولي_العهد_للمواطن؟
وعدد هؤلاء الأزمات التي ورط محمد بن سلمان، المملكة فيها منذ اعتلائه هرم السلطة، إثر تعيينه وزيرا للدفاع ورئيسا للديوان الملكي في 23 يناير 2015، ثم وليا للعهد في 21 يونيو 2017.
وأعربوا عن سخطهم إزاء سياسات ابن سلمان الداخلية والخارجية، وفشله في المجالات كافة، وعجزه عن تحقيق رؤاه التطويرية المزعومة، وفي مقدمتها رؤية المملكة 2030.
وأدلى ناشطون بشهادتهم على ما تشهده المملكة من نكبات ونكسات حضارية وعبث بهويتها الإسلامية، وتحريف قيم الجزيرة العربية ومخالفة أعرافها بدعوى الانفتاح، فضلا عن تمكين الفاسدين الموالين لها ابن سلمان.
وأشاروا إلى تبنيه سياسة انتقامية من أبناء عمومته والمناهضين له من آل سعود وسرقة أموالهم واعتقال الفضلاء من الدعاة، والعلماء، وإهانة الرموز الوطنية، مقابل تمكينه الجهلة وشرذمة القوم من مناصب قيادية.
وتحدث ناشطون عن الفشل العسكري الذي حققته المملكة في حرب اليمن التي تخوضها بأمر ابن سلمان منذ مارس 2015، والتي استنزفت الميزانية وراح ضحيتها كثيرون، ونتج عنها استهداف الداخل ومنشآته النفطية.
وذكروا باغتيال الصحفي جمال خاشقجي بتركيا في أكتوبر 2018، بأوامر من ابن سلمان، وما تبعه من تشويه سمعة المملكة وصرفه المليارات من ميزانية الدولة لتحسين صورته في الخارج، مستنكرين إدخاله الصهاينة للبلاد.
وأكد ناشطون أن ابن سلمان قدم الظلم والفساد وهدم منازل المواطنين وفتح المراقص وسمح بشرب الخمـور ورفع قيمة الضرائب وبدد المليارات على الترفيه، وحرف الدين أكثر من سابقيه وخرب الأخلاق وزادت في عهده نسب الطلاق والخلع والعنف ضد المرأة.
وخلصوا إلى أن المملكة تراجعت سياسيا بفقدانها تأثيرها العربي والإسلامي، واقتصاديا بمحاولة تنويع مصادر الدخل من جيوب المواطنين، ومجتمعيا بمسعى تغريب المجتمع.
وصب ناشطون غضبهم على ولي العهد السعودي، ورئيس هيئة الترفيه، متبني إستراتيجية الترفيه وإصدار تراخيص الحفلات والعروض الغنائية في المقاهي والمطاعم والاستعراضات، والتعاقدات مع المغنيين والمغنيات الأجانب، والراقصات الاستعراضية، وممثلي الأفلام الإباحية وغيرهم.
تركي آل الشيخ، عمد منذ تأسيس هيئة الترفيه إلى إجراء فعاليات تخالف عادات المجتمع السعودي، وتتجاوز الأعراف المجتمعية وتخالف الواقع الاجتماعي والديني وترسخ الانحلال وتساهم في انفلات المجتمع.
ووفق تحليل لوكالة الأناضول، تم في عهد ابن سلمان تحجيم وتقزيم صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى غدت في عهده أثرا بعد عين، وذلك بعد أن كانت لها صلاحيات واسعة لإقرار ومراقبة تطبيق تعاليم الإسلام في الشارع السعودي.