مصطفى الصواف يكتب: حماس وروسيا علاقة متطورة

- ‎فيمقالات

السياسة مصالح والمصالح هي التي تتحكم في تحرك الدول نحو بعضها البعض او الابتعاد عن بعضها البعض.

صحيح حماس ليست دولة ولكن لها تأثير الدول في بعض القضايا ولعل هذا التأثير هو الذي دفع روسيا للتقرب إلى حماس أكثر ، فكانت دعوة زير خارجية روسيا للسيد اسماعيل هنية و  وفد قيادي من حماس ضم نائب رئيس الحركة صالح العاروري والدكتور موسى ابو مرزوق صاحب ملف العلاقات الدولية الخارجية في حركة حماس والقيادي ماهر صلاح.

صحيح جاءت الدعوة مباشرة للسيد رئيس حركة حماس بشكل مباشر من الخارجية الروسية وهي دعوة لها أسبابها من قبل الجانب الروسي وهو يرى أن حماس تلعب دورا معتبرا في الساحة الإقليمية والدولية ويمكن استغلالها لتحقيق بعض المأرب. والمصالح من قبل الجانب الروسي وهو تأكيد على المبدأ الذي أشرت إليه في بداية المقال أن المصالح هي التي تحرك السياسة ولها التاثير الكبير.

حماس تدرك المعادلة وتعرف كيف الدخول فيها وتعلم أن السياسة مصالح فكما لروسيا مصلحة في التقارب مع حماس أيضا لحماس مصالح مع روسيا ، فلماذا لا تستثمر هذا الظرف الدولي العالمي لتحقيق مصالحها مع دولة كبرى مثل روسيا.

زيارة هنية والوفد القيادة لموسكو استجابة لدعوة وزارة الخارجية الروسية أمر مهم لتناول اولا تعزيز العلاقة بين حماس والدولة الروسية وهي مسأله مهمة للشعب الفلسطيني الذي يبحث عن  إقامة علاقات مع من يقف ويدعم الموقف الفلسطيني وهذا ما تأمله حركة حماس من هذه الزيارة.

وثانيا  قد تكون مهمة لا تقل عن اهمية تعزيز العلاقة هو الحديث عن مقاومة الشعب الفلسطيني للإحتلال الصهيوني وإرهابه ، وهذا ما سيكون على طاولة النقاش لحاجة المقاومة لكل أشكال الدعم السياسي واللوجستي لها ولمقاومتها.

ولعل النقطة الثالثة والتي لا تقل أهمية عن المقاومة وهي الأسرى في معتقلات الاحتلال والذين بحاجة الى دعم الجميع والعمل على المساعدة في الإفراج عنهم وتحسن ظروفهم المعيشية حتى يتم الافراج عنهم ، وروسيا كدولة كبرى لها وزنها في هذا السياق.

النقطة الرابعة والتي اعتقد أنها ستكون على طاولة البحث الأوضاع في الضفة الغربية والحصار على قطاع غزة ، قضية أيضا ذات اهتمام من قبل الكل الفلسطيني والبحث فيها يتم التركيز فيه عن وسائل التخفيف عن الاخوة في الضفة والعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة .

النقطة الخامسة والتي لا تقل أهمية عن بقية النقاط وهو الإستيطان الصهيوني في الضفة والقدس ومخاطره والذي يمكن أن يشكل صاعق الانفجار بين الفلسطينين والاحتلال.

هذه هي القضايا التي أتوقع ان تكون مدار البحث بين الجانبين سواء لحماس وما تعنيه هذه القضايا لها ولشعبها الفلسطيني وأيضا ما يسعى الجانب الروسي من تحقيق مصالحة في تطوير العلاقة مع حماس واستخدام هذه الورقة في تحقيق مصالح روسيا سواء في المنطقة أو الإقليم او حتى العالم في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وخاصة بعد تدهور العلاقة مع يهود. ومنها حظر نشاط الوكالة اليهودية في روسيا وما سيترتب عليها إضافة إلى اتهام الكيان بدعم أوكرانيا ضد روسيا وتزويدها بالتكنولوجيا والأسلحة وإن كان بشكل غير مباشر.

حماس قالت موقفها من الحرب الروسية الاوكرانية وروسيا تعلم هذا الموقف، وفي نفس الوقت ترى حماس من حق روسيا الدفاع عن أمنها القومي والذي تحاول أمريكا والغرب استخدام أوكرانيا لضرب روسيا وإضعافها.

 ……….

نقلا عن "المركز الفلسطيني للإعلام"