بسبب ارتفاع الأسعار.. أولياء الأمور يقاطعون أتوبيسات المدارس

- ‎فيتقارير

مع اقتراب العام الدراسي الجديد تتكالب على الطلاب وأولياء الأمور الكثير من المشكلات والأزمات التي فشلت حكومة الانقلاب في التغلب عليها؛ بل تسببت في تفاقمها في بعض الأحيان. ومن أب ز تلك المشكلات ارتفاع رسوم المدارس الحكومية والخاصة، وارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية التي أصبح من الصعب على أولياء الأمور شرائها بسبب ضعف القدرة الشرائية، بالإضافة إلى الزي المدرسي الذي تتحالف المدارس مع أصحاب المحلات لرفع أسعاره بأي طريقة، كما أعلنت المدارس رفع أسعار الأتوبيسات المدرسية، بمدعلات وصلت إلى 12 ألف جنيه في بعض المدارس، بحجة ارتفاع أسعار البنزين والزيوت ما يهدد بعدم دفع عدد كبير من أولياء الأمور مصاريف هذه "الباصات" واللجوء إلى بدائل أخرى مثل التاكسيات والميكروباصات والتكاتك.

 

حجة فارغة

حول ارتفاع أسعار اتوبيسات المدارس قال "محمد أحمد" ولي أمر ثلاثة أطفال بإحدى مدارس مدينة نصر إن ارتفاع مصاريف الباصات مبالغ فيها بشدة، مؤكدا أن ادعاء القائمين على المدارس بأن ارتفاع الأسعار جاء بعد زيادة أسعار البنزين حجة فارغة حيث لم تكن زيادة البنزين بهذا الحجم الذي ارتفعت به أسعار مصاريف الباصات، متسائلا: كيف لأب لدية ثلاثة أبناء أن يطفع كل هذه المبالغ ؟

 

مبالغ فيها

وقالت "آية علي"، أم لطفل في الرابعة من عمره بمرحلة (kg1) في إحدى المدارس الخاصة: "المسافة بين المدرسة والبيت ليست كبيرة ولا تستدعي دفع مصاريف للباص بهذا المبلغ". وطالبت بضرورة تحديد مصاريف الأتوبيسات بناء على المسافة بين المدرسة ومنزل الطفل، إلى جانب مراعاة أن لجوء أولياء الأمور للباص قد يكون بسبب خوفهم على الطفل من شرور الطريق وليس بعد المسافة بين المنزل والمدرسة ومحاسبة ولي الأمر بناءً عليها وليس على الخط بأكمله.

 وأضافت: "لو ابني كبير شوية كان راح لوحده مشي"، لافتة إلى أن خوفها على طفلها الصغير هو الذي قد يدفعها إلى دفع مصاريف الباص وإن حصلت على بديل لاستغنت عن باص المدرسة.

 

بدائل أفضل 

وتساءلت "نورا سيد" ولية أمر، كيف يجد الآباء والآمهات وسيلة لتوصيل أبنائهم إلى المدارس صباح كل يوم بعد العزوف عن دفع مصاريف الباصات في محاولة للبحث عن بديل أوفر.

وقالت نورا سيد في تصريحات صحفية: "هنركب عيالنا دراجات طالما الطريق أمان، مشيرة الى أنها أم لطفلين في المرحلة الابتدائية وأن الدراجات هي الحل الأنسب للذهاب إلى للمدرسة مؤكدة أن باصات المدارس بلغت قيمتها ما يقرب من ٦ آلاف جنيه للطفل الواحد والمسافة لا تستدعي دفع مبلغ مثل هذا.

وأضافت أن لدى طفليها الاثنين دراجات بالفعل ولكن استخدامها يكون للترفيه في العطلات الصيفية أو الاجازات الأسبوعية، كما أنهم سعدوا بهذا القرار بالإضافة إلى استغلال الأمر في تدريبهم على تحمل مسؤولية أنفسهم والأخذ في الاعتبار أنها عادة رياضية في صباح اليوم ستساعدهم في بناء أجسامهم.

 

باسم وزينه

وقرر أولياء أمور «باسم وزينة» توصيلهما بالتناوب إلى المدرسة قبل الذهاب إلى العمل بعد قراراهم بعدم الاشتراك في باص المدرسة هذا العام عقب زيادة مصاريفه بأكثر من الثلث تقريبًا.

وأكدت فاطمة والدة «باسم وزينة» أن هذا القرار سيجعل الأمور أسهل في مسألة ميعاد الباص الذي كان يأتي دومًا في ميعاد باكر عن ميعاد الطابور المدرسي والذي كان يضطرها إلى إيقاظهم قبل شروق الشمس لأن طفليها هم أول من يركب الباص في رحله قد تستغرق ما يقرب من ساعة وتمتد طول الخط لانتظار باقي زملائهم وهو أمر صعب على أطفال في سنهم.

 

مواعيد المدرسة

فى حين لم تناسب أي من هذه الحلول خليل محسن أحد قاطني منطقة العاشر من رمضان وأب لثلاثة أطفال اثنان منهم في بداية مراحلهم الدراسية، واحتار الأب في أمر أطفاله، لأن الباص المدرسي بمواعيده المحددة المنتظمة هو الأنسب له ولظروف حياته، حيث المنطقة السكنية التي يقطنها بالعاشر من رمضان لم تسمح لأطفاله أمنيًا بركوب الدرجات يوميًا إلى المدرسة بالإضافة إلى صغر سنهم، ولم تكن مواعيد عمله تناسب مواعيد المدرسة حتى يتمكن من توصيلهم يوميًا

وتساءل خليل: "لا أستطيع دفع مصاريف مبالغ فيها للباص المدرسي لطفلين كل عام فما الحل"؟

 

ميس هبة

بعد رحلة بحث دامت شهور وجد خليل الحل الأمثل والأنسب له، «ميس هبة» إحدى شركات الباصات المدرسية التي يلجأ إليها أولياء الأمور مؤخرًا ولكن بأسعار أقل والدفع شهريًا، ووجد خليل الميزة فيها أن قيمة الباص تحدد بناءً على المسافة المقطوعة من المنزل وحتى المدرسة وتبدأ أسعار الخطوط من ٢٥٠ جنيهًا شهريًا وحتى ٣٣٠ كحد أقصي لأبعد نقطة يصل إليها الباص .

وطالب خليل أولياء الأمور بمقاطعة الباصات المدرسية للمدارس الخاصة حتى تعتدل في تحديد قيمة المصاريف وتعزف عن مص دماء أولياء الأمور بشتى الطرق مستغلة حاجتهم في جودة الدراسة والاهتمام بالطفل ومستواه التعليمي ولكن لا يجب أن يكون هذا على حساب استغلال جيوب أولياء الأمور.