بعد رحلة طويلة في رحاب العلم والشعر والأدب والدعوة غيب الموت، اليوم الإثنين 26 سبتمبر، العلامة الدكتور يوسف القرضاوي المؤسس والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن عمر ناهز الـ96 عاما..
ونشر الحساب الرسمي للشيخ على "تويتر" تغريدة قال فيها: "انتقل إلى رحمة الله سماحة الإمام يوسف القرضاوي الذي وهب حياته مبينا لأحكام الإسلام، ومدافعا عن أمته".
وأضاف: "نسأل الله أن يرفع درجاته في عليين، وأن يلحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.. وحسن أولئك رفيقا. وأن يجعل ما أصابه من مرض وأذى رفعا لدرجاته".
وقال حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "وقد وافته المنية ظهر اليوم، وسوف يعلن عن موعد الدفن ومكان العزاء لاحقا".
والشيخ القرضاوي من مواليد قرية صفط تراب بمحافظة الغربية بمصر، وقد ولد في يوم 9 أيلول/ سبتمبر 1926. وأتم حفظ القرآن الكريم، وأتقن أحكام تجويده، وهو دون العاشرة من عمره، وفقا للموقع الرسمي للشيخ.
التحق القرضاوي بمعاهد الأزهر الشريف، فأتم فيها دراسته الابتدائية والثانوية وكان دائما في الطليعة، وكان ترتيبه في الشهادة الثانوية الثاني على المملكة المصرية، رغم ظروف اعتقاله في تلك الفترة.
ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ومنها حصل على الدرجة العالية سنة 52-1953م، وكان ترتيبه الأول بين زملائه وعددهم مائة وثمانون.
وحصل القرضاوي على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م، وكان ترتيبه الأول بين زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر، وعددهم خمسمائة.
وفي سنة 1958 حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب. وفي سنة 1960م حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين.
وفي سنة 1973م حصل على درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، عن "الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية".
مات والد القرضاوي وعمره عامان فتولى عمّه تربيته، وتعرض للسجن عدة مرات لانتمائه إلى الإخوان المسلمين، وتعرض للتعذيب والتنكيل على يد سجاني العهد الناصري، واستعرض الشيخ يوسف القرضاوي جانبا كبيرا من حياته من خلال مذكراته التي أطلق عليها "ابن القرية والكتاب.. ملامح سيرة ومسيرة".
ودخل السجن للمرة الأولى عام 1949خلال العهد الملكي، ثم اعتقل ثلاث مرات في عهد جمال عبد الناصر سنة 1954م، ثم في نوفمبر من نفس السنة حيث استمر اعتقاله نحو عشرين شهرا، ثم في سنة 1963م، وفي سنة 1961 سافر الشيخ يوسف القرضاوي إلى دولة قطر وعمل فيها مديرا للمعهد الديني الثانوي، وبعد استقراره هناك حصل الشيخ على الجنسية القطرية، وفي سنة 1977 تولى تأسيس وعمادة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر وظل عميداً لها إلى نهاية 1990م، كما أصبح مديراً لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية بجامعة قطر، وأسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وانتخب رئيسا له إلى أن قرر التخلي عن المنصب.