الخميس المقبل.. المولد النبوي الشريف وانتصارات أكتوبر عند المصريين وعيد الحانوكا عند السيسي!

- ‎فيتقارير

لا يترك السفاح السيسي مناسبة إسلامية غالبا، حتى يعيد تأكيد دعوته إلى الهجوم على الإسلام وثوابته تحت غطاء تجديد الخطاب الديني، والتذكير بأن سمعة الإسلام والمسلمين في العالم موصومة بالإرهاب.

قد تختلف عبارات السفاح السيسي من حدث إلى آخر لكن رسالته تبقى واحدة، ألا وهي أن الأمة بحاجة ماسة إلى ما سماها "ثورة دينية" لمكافحة الأفكار الإرهابية ونشر ثقافة التسامح بين المسلمين، وهو ما يعني التذلل لأمريكا والغرب والركوع تحت أقدام كيان العدو الصهيوني.

وفي إحدى المناسبات وكان احتفال بالمولد النبوي الشريف، و في خطبته الشهيرة التي وجه فيها حديثه للمسلمين بضرورة الثورة على المقدسات الإسلامية التي وصفها بأنها تعادي الدنيا كلها، قال السفاح نصا  "مصدر قلق للعالم كله" وفق تقديره.

وقال السفاح السيسي في كلمة له بمناسبة المولد النبوي الشريف إنه "ليس معقولا أن يكون الفكر الذي نقدسه على مئات السنين يدفع الأمة بكاملها للقلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها".

وتابع السفاح السيسي قائلا إنه "لا يمكن أن يقتل 1.6 مليار مسلم الدنيا كلها التي يعيش فيها سبعة مليارات حتى يتمكنوا هم من العيش". 

وكانت المفارقة الغريبة أنه وكأول مسئول يحضر قداس عيد الميلاد للاحتفال بميلاد المسيح وجه حديثه للمسيحيين قائلا  "علمتم الدنيا الحضارة".

لم تمر أيام قليلة بعد الهجوم على الإسلام والثناء على المسيحية، حتى بدأت سلطات الانقلاب في القاهرة بإخلاء آلاف الأطنان من القمامة من المقبرة اليهودية في البساتين بعد سنوات من الإهمال، وهي مقبرة يعود تاريخها إلى القرن التاسع ويُعتقد أنها ثاني أقدم مقبرة يهودية في العالم. 

وعندما تحدث أحد أعضاء الوفد الرفيع عن المقبرة اليهودية في البساتين، قال السفاح السيسي إنه "سيتم تنظيف وتنظيم المكان على الفور وسيقوم بترميمه، وبعد أن طفت المسألة، قال أحد أعضاء الوفد إنهم سيجمعون الأموال، فرد السفاح السيسي "لا، نحن سندفع التكاليف، إنها مسؤوليتنا".

هذا التطور غير المسبوق جاء بعد أيام قليلة من تصريحات الباحث والإعلامي الصهيوني إيدي كوهين حين وصف السفاح السيسي بأنه أكثر صهيونية منه.

وخلال مشاركته في برنامج حواري على قناة "فرانس 24 عربي" للتعليق على العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة، قال كوهين "المصريون يكرهون حركة حماس ويحاصرونها أكثر منا، لأن حركة حماس جزء من الإخوان المسلمين، والسيسي عدو الإخوان ويكره حماس".

ومضى قائلا "السيسي لم يهدد إسرائيل في شهر أكتوبر، بل هدد الإخوان المسلمين، السيسي صهيوني أكثر مني، كيف يهدد إسرائيل؟".

ويأتي تودد السفاح السيسي للوفود اليهودية والإنجيلية الأمريكية استمرارا لتصريحاته الداعمة لإسرائيل، التي كان أشهرها حديثه عن ضرورة إرساء ما وصفه بالسلام الدافئ معها، وتأكيده المتكرر على منع الهجمات المقاومة ضد إسرائيل انطلاقا من سيناء، ودعمه لما يعرف إعلاميا بـصفقة القرن. 

لكن يبدو أن الوضع تغير كثيرا، ففي أواخر العام الماضي، وتحديدا في الـ6 من ديسمبر الماضي، وللمرة الأولى منذ عقود، احتفل يهود مصر على أرضها بعيد "الحانوكا" أو عيد الأنوار كما يعرف أيضا، وللمرة الأولى أيضا كان هناك دعوة عامة للاحتفال على الصفحة الرسمية للطائفة اليهودية بالقاهرة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وسجل اليهود الموجودون في مصر إنجازا بهذا الاحتفال العلني النادر لهم.

في الشهر ذاته، وفي خطوة تبدو متناقضة مع الظروف الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد، خرجت حكومة الانقلاب بقرار لحماية ممتلكات وتراث اليهود المصريين داخل مصر، إذ أُعلن عن تكريس السفاح السيسي مليار و270 مليون جنيه مصري لترميم التراث اليهودي دون انتظار أن يُطلب ذلك من الخارج ، بحسب ما قاله وزير الآثار خالد العناني.

 

المرسيدس والسيات..!

تقول كاسنيا سيفاتلوفا، عضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، إن "السنوات الأخيرة، منذ وصول السيسي إلى الحكم، كأن مصر عثرت على جذورها الأصلية اليهودية، فالسفير المصري السابق في إسرائيل حازم خيرت أقام علاقات متينة مع مركز المنظمات الخاصة بيهود الدول العربية والإسلامية، لاسيما مع ليفنا زامير، اليهودية من مواليد القاهرة".

وأثارت مقارنة السفاح السيسي بين جيشي مصر، وكيان العدو الصهيوني، أثناء حرب أكتوبر 1973، غضب المصريين، ما دفع البعض لاتهامه بإهانة والتقليل من قدرات جيش العبور الذي اقتحم المانع المائي "قناة السويس" وحطم "خط بارليف" وقهر أسطورة "الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر".

وفي ندوة تثقيفية سابقة للقوات المسلحة بالتزامن مع احتفالات نصر أكتوبر؛ وصف السفاح السيسي، الحرب ضد العدو الصهيوني بذلك الوقت بأنها كانت محاولة انتحار ، معلالا قوله للفارق الهائل بالقوة العسكرية لصالح إسرائيل.

وبمقارنة اعتُبرت مُهينة للجيش المصري بعهد أنور السادات، وصف السفاح السيسي، أيضا قوة الجيش المصري آن ذاك بسيارة من نوع "سيات" في مواجهة قوة الجيش الصهيوني الذي وصفه بسيارة ماركة "مرسيدس".

وطالما أهان السفاح السيسي، مصر والمصريين بتعليقاته خارج الخطب الرسمية واستعماله لمصطلحات مثل "شبه الدولة" و"إسقاط الدولة"، و"أمة من العوز" و"إحنا غلابة أوي" و"فقرا أوي" و"يعمل إيه التعليم في وطن ضايع" وغيرها، لكنه في النهاية شبه مصر بالسيارة "سيات" أمام إسرائيل الـ"مرسيدس" لتطال إهانته الجيش بعدما أهان وقتل واعتقل الشعب .