مشاجرات بـ”السنج والمطاوي”.. حرب شوارع في المدارس

- ‎فيتقارير

 

 

مع انهيار العملية التعليمية في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي، تحولت المدارس الحكومية إلى ساحات للبلطجة وحرب شوارع ، يستخدم فيها الطلبة السنج والمطاوي والسكاكين وكافة أنواع الأسلحة البيضاء، وهو ما يكشف إهمال القائمين على تلك المدارس ، بالإضافة إلى العجز الكبير في أعداد المعلمين وغياب الإشراف وعدم تأمين المدارس .

كان طالب بالصف الثاني الإعدادي قد تعرض للإصابة بجرح قطعي بالوجه، على يد زميل له في مدرسة بمنطقة عين شمس، ما أدى إلى نقله للمستشفى، و«تخييط» الجرح بحوالي 60 غرزة.

وقع الحادث، عندما كان هناك طالبان يتشاحنان «هزار تقيل» مع بعضهما البعض، عقب انتهاء امتحان مادة المستوى الرفيع الأسبوع الماضي، وتدخل طالب ثالث للتفريق أو الإصلاح بينهما، إلا أن أحد الطالبين اعتدى عليه بشفرة حلاقة «موس» في الوجه، وسقط الطالب غارقا في دمائه، وتم نقله إلى المستشفى، وخضع لعملية جراحية لـ«تخييط الجرح» بنحو 60 غرزة.

ويرقد الطالب المصاب، يعاني من آلام شديدة بالوجه، ومن تشوه، ويحتاج إلى عملية تجميلية لاحقا، بالإضافة إلى أنه لاعب كرة قدم، وتسببت الإصابة في غيابه عن التدريبات.

يشار إلى أن المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة، كانت قد كشفت في تقريرلها عن تصاعد العنف المدرسي بين الطلاب .

وأكد التقرير أن المدارس الحكومية سجلت أعلى تصنيف في الارتفاع الملحوظ لحالات العنف المرتكبة ضد أطفال المدارس، بنسبة 76.18% من إجمالي الحالات.

 

تدابير احترازية

 

من جانبهم طالب أولياء الأمور باتخاذ تدابير احترازية، وتكثيف التواجد الأمني في محيط المدارس، وتفتيش الطلاب قبل الدخول إلى المدارس، والتأكد من خلو ملابسهم أو حقائبهم من الأسلحة البيضاء أو الأدوات الحادة.

وأكد أولياء الأمور أن هناك تصاعدا في وتيرة العنف بالمدارس، خاصة مع انتشار ظاهرة حمل الطلاب للأسلحة البيضاء، وهو ما حدث الشهر الماضي، حيث قام عدد من  الطلاب بمدرسة رسمية، بدخول مبنى المدرسة بـالمطاوي والسنج.

وحذروا من التهاون أو تجاهل هذه الأحداث المؤسفة لأن عدم محاسبة ومعاقبة الطلاب في هذه السن الخطيرة، سوف يؤدي إلى كوارث لا يُحمد عقباها.

 

تفتيش الطلاب

 

في هذا السياق قالت منة عكاشة ولية أمر، إن  “لديها ابنتين في إحدى المدارس الرسمية للغات بمنطقة عين شمس وهي مدرسة مشتركة، وأصبحت تخشى عليهما من النزول للامتحانات بعد انتشار ظاهرة حمل الطلاب للأسلحة البيضاء في المدارس”.

وكشفت منة عكاشة في تصريحات صحفية أن  عددا كبيرا من أولياء الأمور طالبوا بضرورة تفتيش الطلاب قبل دخول امتحانات نصف العام، لعدم تكرار مثل هذه الحوادث الخطرة.

 

المدارس

 

وأعرب محمد عبدالسلام ولي أمر عن أسفه لوقوع مثل هذه الحوادث ، مشيرا إلى أنها تؤكد عدم قيام المدارس بدورها في التربية والتعليم وتوجيه الطلاب إلى التعامل مع بعضهم البعض بطريقة أخلاقية .

وأكد عبدالسلام في تصريحات صحفية أنه بسبب هذه الحوادث اضطر إلى منع أبنائه من الذهاب إلى المدارس والاعتماد فقط على الدروس الخصوصية ، خوفا من أن يتعرضوا لمشاحنات أو أن يصابوا بسكاكين أو سنج أو مطاوي .

وشدد على ضرورة عودة المدارس إلى القيام بدورها حتى يطمئن أولياء الأمور على أبنائهم أثناء تواجدهم فيها

 

أساليب خاطئة

 

حول أسباب انتشار العنف المدرسي، قال الدكتور تامر شوقي الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، إن “العنف بين الطلاب يعتبر أحد المظاهر السلوكية السلبية التي انتشرت بشكل كبير خلال الفترة الماضية والتي لها انعكاسات سلبية على شخصية الطلاب المعتدى عليهم مثل تكوين اتجاهات سلبية نحو زملائهم، والمدرسة، وانعدام الثقة بالنفس وبالآخرين، وانخفاض التحصيل الدراسي، والشعور بالخوف بل والاكتئاب وغيرها من المظاهر شديدة الخطورة”.

وأضاف شوقي في تصريحات صحفية ، يمكن تلخيص أهم أسباب العنف لدى التلاميذ في عدة ملاحظات، أولها: اتباع الوالدين أساليب خاطئة في تربية الأبناء وعدم عقابهم للابن في ضوء إظهاره أي سلوك عنيف منذ المراحل العمرية المبكرة، مما يجعله يعتقد أنه سلوك غير ممنوع ولا محرم فيكتسبه ويميل إلى تكراره.

وأوضح أن رؤية الابن سلوك العنف في النماذج السلوكية في الأسرة مثل الأب والأم من خلال قيامهما بحل مشاكلها عن طريق العنف، يعتبر أخطر أسباب انتشار العنف بين الطلاب.

ولفت شوقي إلى أن طبيعة مرحلة المراهقة والتعامل مع الجنس الآخر، تعتبر مرحلة خطرة، خاصة في المدارس المشتركة، حيث تتميز تلك المرحلة بميل المراهق إلى إثبات شخصيته أمام البنات من خلال ممارسة سلوكيات العنف ضد زملائه والتعدي عليهم لإثبات قوته، كما تتميز بميل المراهق إلى حب التملك والسيطرة على البنت التي يميل إليها؛ مما يجعله يمارس سلوك العنف ضد زملائه لإبعادهم عنها حتى لو كانت علاقة هؤلاء الزملاء بالبنت طبيعية.

وأشار إلى أن مشاهدة العنف عبر تطبيقات الإنترنت والمسلسلات يخلق سلوكا عدوانيا لدى الطلاب وتجعلهم يميلون إلى تقليدها.

 

لائحة الانضباط

 

وشددت عبير أحمد رئيس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، على ضرورة مواجهة العنف وحوادث ضرب الأطفال بالمدارس حتى لا تتفاقم هذه الظاهرة وتتسبب في مشاكل كثيرة .

وطالبت عبير أحمد  في تصريحات صحفية بتفعيل لائحة الانضباط المدرسي، والتعامل بحزم مع من يمارس العنف بالمدارس سواء المعلم أو الطالب.

وأشارت إلى أن وقوع مثل هذه الحوادث تقع مسئوليته على المدارس وعلى الأسر أيضا ، موضحة أنه عند قيام كل طرف بدوره لن يكون لمثل هذه السلبيات وجود ، وحتى إذا وقعت حوادث قليلة تكون هناك قواعد للتعامل معها ومعالجتها سريعا قبل استفحال خطرها .