أثار رجل الأعمال نجيب ساويرس سخرية وغضب ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن وصف منفذ عملية القدس، الشهيد خيري علقم، بأنه إرهابي، حيث قال "ساويرس" في تغريدة على تويتر: "الشاب اللي نفذ عملية القدس إرهـابي.. من يقتل المدنيين من الأرواح البريئة حسب كل الأديان إرهابي".
وعلق ماهر مهدي على كلام ساويرس قائلا: "نجيب ساويرس يعدد مزايا نظام مبارك لأمريكا ، علاقات جيدة مع إسرائيل ، ولم يبدأ بحرب ضد أي بلد وكان مؤيدا للحرب ضد صدام".
وضمه بالمقابل المفكر القومي محمد سيف الدولة، إلى التابعين والوكلاء وقال "من الذي أدان العملية البطولية في القدس؟ السلطة المصرية المطبعة والمكبلة بكامب ديفيد التي يعد عليها الأمريكان وإسرائيل أنفاسها، و رجل الأعمال الملياردير نجيب ساويرس وهو واحد من أوائل الوكلاء لعدد من الشركات الأمريكية في مصر".
أما حساب "زهرة" فكتب: "الإرهاب هو خوف أعداء الله من الحق وأصحابه، وأنت مثلا تؤيد واحدا سفاحا ولصا ومغتصبا حكم دولة، ولا نسيت رابعة، فخليك في حالك شوية".
المثير للدهشة أن ساويرس الذي اعتبر أن من قام على مذبحة جنين من الإسرائيليين إرهابيا امتدح في 15 يناير الجاري جندي إسرائيليا، عنوانه (GonenYonatan) متجاهلا أن إسرائيل تقتل فلسطينيين كل طلعة شمس، وقال عبر تويتر "يوجد إنسان جيد في كل وطن".
وسبق لساويرس راعي مهرجان الجونة للعري أن استضاف ممثلي حرفة الفن من أسرائيل وسبق للحملة الشعبية لمقاطعة الاحتلال الدعوة في أغسطس 2019، لإلغاء حفل المغنية الأميركية جينيفر لوبيز في مصر الذي رعاه ساويرس من خلال شركته أوراسكوم تضامنا مع الفلسطينيين، ولكن الحفل تم.
وفي 29 يونيو 2013، لم يخف ساويرس حقيقته التي يحاول أن يخفيها بالادعاء أنه مناصر للديمقراطية، حيث غرد على "تويتر" ضد إفرازات أنزه انتخابات عرفتها مصر: "صباح النصر على الاحتلال" بالتزامن مع الحشد الكنسي في 30 يونيو ضد أول رئيس شرعى منتخب في مصر.
وفي مايو 2015 استشهد د. فريد إسماعيل عضو الهيئة التنفيذية لحزب الحرية والعدالة ، ومن أبرز ما قاله في مجلس الشعب إن "نجيب ساويرس وموبينيل يتنصتون لصالح إسرائيل" وبالفعل أغلقت محكمة الانقلاب عدة قضايا بحق ساويرس منها قضية تهربه الضريبي من صفقة مع الشركة الفرنسية للإسمنت "لافارج"، إضافة لإغلاقها ملف جاسوس أردني كان يعمل في شركة موبينيل متحملا جاسوسية ساويرس بأبراج الشركة القريبة من الحدود الفلسطينية المحتلة في جنوب سيناء.
الجاسوس الأردني في إبريل 2011، لصالح إسرائيل في مصر، كشف أثناء التحقيق معلومات مهمه عن تعاون نجيب ساويرس مع إسرائيل عن طريق تقوية إرسال منطقه عسكرية إسرائيلية.
وفي 3 يناير2017 تم الحكم على شركة أورانج بغرامة 49.1 مليون جنيه في القضية المعروفة إعلاميا بتخابر موبينيل مع إسرائيل، ولم تحكم على "ساويرس" بأي حكم.
ويذكر أن نجيب ساويرس له استثمارات في إسرائيل، وأوقف الاتصالات في ثورة يناير، لمنع الحشد مع الثوار في ميدان التحرير، ومن أبرز أقواله "لو هناك ٣ دحلان لتحررت فلسطين"!
ومن أبرز ما كشفتته الصحافة العبرية ما كتبت عنه صحيفة "معاريف" أواخر 2010، أن وزير الحرب الصهيوني ورئيس الوزراء السابق إيهود باراك وزوجته نيلي حصلا على رشاوى وعمولات مقابل التوسط في إنجاح صفقة لمصلحة رجل الأعمال نجيب ساويرس يحصل بمقتضاها على نسبة 10 % من أسهم شركة اتصالات كبرى فى إسرائيل.
واشترت شركة أوراسكوم 19.3% من أسهم شركة، هاتشيسون للاتصالات، وهي شركة صينية كبرى تمتلك 51 % من أسهم شركة برتينر الإسرائيلية ، وبموجبها أصبحت تمتلك أوراسكوم 9% من شركة برتينر.
ورغبت أوراسكوم بزيادة أسهمها في هاتشيسون إلى 23% هذا يعني زيادة حصتها في شركة برتينر الإسرائيلية لأكثر من10% ولهذا حسب القانون الإسرائيلى يجب موافقة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، لكن الشاباك رفض الصفقة ، وهنا مارس إيهود باراك ضغوط جبارة بما تعاطاه من رشاوى.
خيري علقم
وبالعودة إلى منفذ عمية القدس المحتلة الشهيد خيري علقم، نجد أنه كتب على حسابه الشخصي بموقع فيسبوك قبل عامين: “قناص مناسب في مكان مناسب، أفضل من ألف جندي في ساحة المعركة" فأسفرت العملية التي نفذها عن مقتل 7 مستوطنين صهاينة وإصابة آخرين.
وجاءت العملية بعد يوم واحد فقط من المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية واستشهد خلالها 9 فلسطينيين.
وخرج الأهالي في المخيم الجريح صادحين بالتكبير ومرددين في فرحة وفخار "من جنين طلع القرار، طلقة بطلقة ونار بنار" انطلاقا من قاعدة أن العنف لا يجر إلا العنف وأن القتل لن يؤدي إلا إلى القتل، ولإيصال رسالة مفادها أن السياسة الإسرائيلية المتبعة في مخيم جنين لن تمر دون ثمن.
وسُمّي خيري تيمنا باسم جده الشهيد خيري علقم، الذي طعنه أحد المستوطنين فقتله أثناء توجهه إلى عمله في البناء يوم 13 مايو عام 1998.
ويبدو أن الشاب العشريني لم ينس ما حدث لجده، وبقيت جذوة الثأر متقدة في صدره إلى أن غربت شمس يوم الجمعة 27 يناير 2023، فأراد أن يبرهن على أن عاقبة الظلم وخيمة، وقرر أن ينطلق بمركبته نحو مستوطنة النبي يعقوب المقامة على أراضي بلدة بيت حنينا شرقي القدس المحتلة، ليوقع برصاص مسدسه أعلى عدد من القتلى منذ سنوات في صفوف الصهاينة.
وكان آخر ما نشره "علقم" الذي يسكن حي الشياح في قرية الطور شرق المسجد الأقصى، وينحدر من قرية بيت ثول المهجرة قضاء القدس المحتلة، رسالة صوتية على حسابه في تطبيق “تيك توك” يقول فيها “يا نفس إن لم تُقتلي تموتي، ونحن لا نرفع أيدينا إلا لله، ولا نسجد إلا لله، ولا نسمع إلا من رسول الله”.
Facebook Comments