“والله ياريتني كنت أنا”.. 3 أسباب تجعل السيسي يرحب بالزلزال في مصر

- ‎فيتقارير

أعربت العديد من دول العالم عن عزمها تقديم المساعدة لمواجهة آثار كارثة الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، وأدى إلى وقوع آلاف الضحايا من قتلى وجرحى، فضلا عن تدمير مباني سكنية بأكملها، تتضمن المساعدات أطناناً من الأدوية العاجلة، بالإضافة إلى مساعدات عينية تتضمن آلاف البطاطين والخيام الجاهزة، بالإضافة إلى فرق الإنقاذ الطبي، وربما بعضها كان مساعدات مالية سخية للحكومة في تركيا.
تلك المساعدات والأموال والمواقف الدولية النتضامنة مع الكارثة يسيل لها لعاب السفاح السيسي، بل ربما تمنى في قرارة نفسه أن يصيب مصر في القريب العاجل ما أصاب تركيا، وذلك لعدة أسباب أهمها، الاستيلاء على المساعدات الدولية وحرمان الشعب المنكوب منها، ثانيا الاستحواذ على التضامن الدولي والذي بات يفتقده بعدما ساءت سمعته، لا سيما ما جرى بينه وبين الكفيل السعودي من تلاسن واتهامات، والأهم قطع الطريق على ثورة الشعب الساخط من الفقر والغلاء، ولا أفضل من كارثة يغرق فيها المصريون تمنح الانقلاب بعض الوقت يلتقط فيها أنفاسه ويعيد ترتيب الأوراق.

مساعدات زي الرز
ما زالت أصداء الأزمة بين عصابة الانقلاب في القاهرة والكفيل في الرياض، التي بلغت ذروتها على يد رئيس تحرير صحيفة “الجمهورية” عبد الرازق توفيق صاحب مقال “الحفاة العراة”، الذي تسبب في عاصفة غضب خليجية تتوالى، في المقابل تواجه عصابة الانقلاب مزيدا من السخط العام، إذ جدد العديد من المصريين مطالبهم برحيل السفاح السيسي لفشله الكبير في تلبية المطالب البسيطة للشعب.
يأتي ذلك في وقت أعربت العديد من دول العالم عن عزمها تقديم المساعدة لمواجهة آثار كارثة الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، وأدى إلى وقوع آلاف الضحايا من قتلى وجرحى، فضلا عن تدمير مبان سكنية بأكملها.
وضرب زلزال فجر الاثنين منطقة تركيا وسوريا، بلغت قوته 7.7 درجات على مقياس ريختر، أعقبه آخر بقوة 7.6 درجات، وخلّفا أكثر من ألف قتيل وآلاف الإصابات في البلدين.
وقد دشنت قطر والكويت جسرين جويين يضمان فرق إنقاذ وطواقم طبية ومساعدات إغاثية وخيما ومستلزمات.

وفي العام 2014 قدم السفاح السيسي، العزاء إلى أسر شهداء القوات المسلحة، الذين سقطوا في كمين الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، قائلا "والله يا ريتني كنت أنا" ورد عدد من أسر الشهداء على السيسي، قائلين "كلنا فداك يا ريس".
واستمرت التسريبات في مصر، وأذاعت فضائية "مكملين" تسجيلا صوتيا يعود للسفاح السيسي وهو يتحاور مع مدير مكتبه، اللواء عباس كامل، ورئيس أركان القوات المسلحة، محمود حجازي، حول طلب مساعدات مالية من دول الخليج التي توصف في التسجيل بأنها أشباه دول.
ويُسمع صوت السفاح السيسي في التسجيل يتحدث عن وجود مليارات الدولارات لدى أمراء الخليج، ثم وهو يشير إلى الحاجة لعشرة مليارات توضع بحسابات الجيش مضيفا "عايزين من الإمارات عشرة زيهم ومن الكويت عشرة زيهم بالإضافة لقرشين في البنك المركزي، الفلوس عندهم زي الرز".
وبالجمع بين تصريح " والله ياريتني كنت أنا" وبين " الفلوس عندهم زي الرز" وأيضا بين ما اتهم به الكاتب تركي الحمد المقرب من السلطات السعودية، عندما اتهم السفاح السيسي ومعه عصابة العسكر بالاستيلاء على مئات المليارات من الدولارات التي قدمت مساعدات الى مصر منذ انقلاب 30 يونيو 2013، تكون النتيجة ان العسكر لا مشكلة لديهم مطلقا في أن تصيب المصريين كارثة مثل كارثة الانقلاب، ولا يبالون بسقوط ضحايا لا سيما أنهم أصحاب مجازر وقتلة وتشهد عليهم مذبحتي رابعة والنهضة.

الإثنين الأسود
أطلقت الصحف المصرية اسم "الإثنين الأسود"، كناية عن اليوم الذي وقع فيه زلزال أكتوبر 1992،  وفي الدقيقة التي استمر فيها الزلزال، أدى لوقوع أكثر من 368 قتيلا، بينهم نحو 200 طالب و3500 مصاب وانهيار 182 منزلا، وتصدع 1092 عقارا، كما تهدمت وتصدّعت 44 منشأة، تشمل المدارس والمباني الحكومية والمساجد والكنائس.
وفي 18 أكتوبر، أعلن المخلوع الراحل مبارك تخصيص أكثر من مليار جنيه تكاليف إزالة آثار الزلزال، مشيرا إلى أن المعونات لا تكفي لتغطية الخسائر، مؤكدا الاستمرار في الإصلاح الاقتصادي، وتجهيز 150 ألف شقة لتسكين المتضررين في القاهرة والجيزة، وتحديث وتطوير مرصد حلوان بالتعاون مع أمريكا واليابان، إلا أنه وبدلا من ذلك تم الاستيلاء على كافة المساعدات الدولية التي جاءت من الخارج، حتى إن شحنات البطاطين الأوروبية الفخمة للمتضررين تم استبدالها ببطاطين متهالكة يستخدمها الجنود في الجيش.
ولا يبالي العسكر سواء المخلوع الراحل مبارك أو السفاح السيسي بسقوط ضحايا مدنيين، وعلى سبيل المثال في يناير من العام 2022 غرقت سيارة نصف نقل كانت تقل 24 عاملا من بينهم أطفال، في نهر النيل، بالقرب من قرية القطا بمنشأة القناطر، التابعة لمحافظة المنوفية في مصر، وذلك في طريق عودتهم من مزرعة الدواجن التي يعملون بها، وفيما نجا عدد منهم، غرق الباقون، فيما يجري البحث عن جثث الضحايا، بحسب ما نشرت الصحف المحلية. 
تزامن الحادث مع حضور السفاح السيسي افتتاح مؤتمر منتدى شباب العالم الرابع، في مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، وهو ما أعاد إلى الأذهان حادث غرق عبارة السلام عام 1998، بينما كان المخلوع مبارك وزوجته والسادة الوزراء وقتها يشاهدون المباراة الختامية لبطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم، وظل يشاهد المباراة بينما السفينة تغرق .
مصر الآن، وفي ظل هذه الازمات تجد نفسها وسط غلاء معيشة، وغضب واحتقان شعبي، وغياب المعونات الخليجية، وتراجع القدرة الشرائية للجنيه وهي جميعها عوامل ستدفع عصابة الانقلاب للارتماء في أحضان صندوق النقد الدولي وشروطه القاسية، وحتى هذا الارتماء لن يؤدي للحصول على القروض الكافية لإخراج البلاد من أزماتها.
وتقف عصابة الانقلاب حاليا أمام مفترق طرق، واحتمالات الانفجار واردة، وكان أول من علق الجرس السفاح السيسي نفسه عندما قال في مكالمته الهاتفية للتلفزيون إنه خائف على مصر ومن تكرار سيناريو 2011 و2013.
كل المؤشرات تقول إن "برميل الاحتقان المصري على وشك انفجار ضخم لا يستطيع أي أحد التنبؤ بألسنة لهيبه ، وفي سيناريو جديد قد يكون بتدخل الجيش مرة أخرى، ولكن السؤال كيف وما هو الثمن؟ وكيف ستكون ردة الفعل الشعبية؟ لأجل هذه الأسباب وغيرها يتمنى السفاح السيسي أن يباغت المصريين زلزال قوي مثل تركيا يمنعهم من تكرار زلزال ثورة 25 يناير 2011.