“رسالة ازدراء”.. هل يكرر بوتين نهاية “العلقمي” مع بشار الأسد؟

- ‎فيعربي ودولي

تعرّض رئيس النظام السوري بشار الأسد، لثلاث إهانات خلال زيارته لروسيا ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق تقرير نشره موقع “أورينت” السوري المعارض.

استهل الموقع، تقريره بالقول، إن "روسيا لا تتوقف عن توجيه الإهانة تلو الأخرى لبشار الأسد في كل مناسبة يلتقي بها مع كبار مسؤولي الكرملين سواء في سوريا أو في روسيا".

 

بشار و"ابن العلقمي"

وتشبه خدمة بشار الأسد تحت أقدام الروس وايران، خدمة الوزير الشيعي ابن العلقمي، وزير الخليفة العباسي المستعصم، الذي رتب مع هولاكو قتل الخليفة واحتلال بغداد، على أمل أن يسلمه هولاكو إمارة المدينة، إلا أن هولاكو قام بإهانته وقتله بعد تدمير بغداد.

ويقول الزركلي عن مقتله وهناك روايات بأن مؤيد الدين يعني ابن العلقمي أهين على أيدي التتار، بعد دخولهم، ومات غما في قلة وذلة، وقد أودى سقوط بغداد كما نقل الذهبي "وبقي السيف في بغداد بضعة وثلاثين يوما، فأقل ما قيل إنه قتل به ثمان مائة ألف نفس، وأكثر ما قيل بلغوا ألف ألف وثمان مائة ألف، وجرت السيول من الدماء، فإنا لله وإنا إليه راجعون".

وأحدث الصفعات على وجه بشار الأسد والتي وثقتها كاميرات وعدسات الصحفيين، بعد أن استدعى الكرملين بشار الأسد وأبرز وزرائه إلى موسكو، للقاء لحضور اجتماع رباعي حاولت حكومته التملّص من حضوره، وفق التقرير.

وأشار التقرير إلى رصد ثلاث إهانات وفقا للقطات والتسجيلات التي بثتها صفحة رئاسة الجمهورية، وتمثلت الإهانات في الاستقبال المتدنّي لبشار الأسد وأفراد حكومته المرافقين له.

وأشار الموقع، إلى أنه باعتراف وكالة الأنباء السورية “سانا” لم يحضر بوتين أو أيٌّ من وزرائه مراسم استقبال بشار الأسد في المطار حالَ وصوله إلى موسكو، لكن تولّى ذلك معاون وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وهو ما يعتبر بالعُرف الدبلوماسي إهانةً كبيرة ورسالة ازدراء، وفق قول التقرير.

أيضا، وخلال ذلك الاستقبال الذي بدا فيه بشار الأسد مسرورا بشكل هستيري يوزع الابتسامات والضحكات يمنة ويسرة، غاب علم النظام بينما كان العلم الروسي حاضرا.

وذكر الموقع أنّ الجانب الروسي عزف نشيد نظام الأسد حماة الديار، دون أن يكلّف نفسه عناء إحضار أي علم للنظام، فيما كان العلم الروسي والأعلام العسكرية الروسية تملأ المشهد.

 

باع سوريا للروس

وأبرز تلك الإهانات كان مرتبطا بالتوقيت، إذ استدعى بوتين بشار الأسد ووزراء خارجيته ودفاعه وغيرهم عشية اجتماع رباعي حاولت حكومة الأسد التهرب منه، وفق الموقع.

وفيما أعلنت أنقرة وموسكو رسميا قبل أيام، أنّ وفودا من وزارة خارجية تركيا وروسيا وإيران ونظام الأسد سوف تجتمع يومي 15 و16 مارس في العاصمة الروسية موسكو، أعلنت حكومة الأسد على لسان أيمن سوسان معاون وزير الخارجية، أن مشاركتها بالاجتماع الرباعي في موسكو لا تزال قيد البحث.

وقالت مصادر سورية، إن "حكومة الأسد تستبعد المشاركة في الاجتماع الرباعي ما لم تستجب أنقرة لمطالب الانسحاب من الأراضي السورية، ووقف دعم الفصائل المسلحة".

فيما تابع التقرير “لكن روسيا وكيل النظام لم تتأخر في الرد على تلك الشروط إذ استدعت رأس النظام بشار الأسد على حين غرة، في خطوةٍ بدت أشبه بعقوبة روسية على تلكّؤ حكومته من جهة، ولإرسال رسالة لباقي الأطراف مفادها أنّها الآمِر الناهي بدلاً عنه”.

على مدى السنوات السابقة، وجهت روسيا مراراً إهانات لبشار الأسد من قبيل شحنه إلى مدينة سوتشي بطائرة شحن من طراز يوشن، ومنعه أمام الكاميرات من قبل عسكري روسي من اللحاق ببوتين في قاعدة حميميم وغيرها كثير.

ووصل بشار الأسد، مساء الثلاثاء، إلى موسكو في زيارة رسمية، يُجري خلالها محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وجرت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس السوري في مطار فنوكوفا الدولي بموسكو، وفقا لوكالة الأنباء السورية سانا وكان في استقبال الأسد، ميخائيل بوغدانوف ممثلا خاصا للرئيس بوتين، وألكسندر يفيموف سفير روسيا في دمشق، وبشار الجعفري سفير سورية في موسكو.

واستقبل بوتين، اليوم الأربعاء، بشار الأسد في موسكو، وقال رأس النظام السوري إن دمشق سترحب بأي مقترحات من روسيا لإقامة قواعد عسكرية جديدة أو زيادة عدد قواتها في سوريا.

وأشار الأسد، إلى أن الوجود العسكري الروسي في بلاده لا يتعين أن يكون مؤقتا.

وكانت روسيا قد شنّت حملة عسكرية في سوريا في عام 2015، ساعدت على قلب دفة الحرب لصالح الأسد بشنّ قصف جوي مكثف على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وساعدت تلك الحملة الأسد على استعادة كثير من الأراضي التي خسرها لصالح المعارضة التي سعت للإطاحة به.

ووَسَّعت موسكو منذ ذلك الحين منشآتها العسكرية في البلاد، مع تأسيس قاعدة جوية دائمة في حميميم بمحافظة اللاذقية، كما أصبحت قاعدة بحرية في مدينة طرطوس الساحلية المطلة على البحر المتوسط الميناء الوحيد الدائم للبحرية الروسية، خارج نطاق الاتحاد السوفيتي السابق.