الاقتصاد بقاع المنحدر و”السيسي” يتباهى بأثقل نجفة وأكبر منبر

- ‎فيتقارير

 

في الوقت الذي يواجه فيه الجنيه المصري ضغوطا قاسية من الدولار، وتخطي ال40 جنيها في العقود ألآجلة و37 جنيها مقابل الدولار في السوق الموازية، حيث خسر أكثر من 60 % من قيمته منذ مارس من العام الماضي، في ظل شح العملة الصعبة، وزيادة الديون والالتزامات الحكومية، قرر السفيه عبدالفتاح السيسي زعيم الانقلاب دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية بأثقل نجفة وأكبر منبر في العالم في "مسجد مصر الكبير" الذي شيده السيسي بصحراء العاصمة الإدارية (الثاني من نوعه بعد مسجد الفتاح العليم القريب منه) فجر الليلة الأولى من شهر رمضان الكريم 1444هـ.

 

ودشن السيسي من خلال القوات المسلحة مسجد الفتاح العليم (أكبر مسجد في مصر حتى بناء المسجد الكبير) الذي افتتح في 6 يناير 2019 بالعاصمة الإدارية الجديدة على مساحة 106 فدانين، ويتسع لـ17 ألف مصل، ويبعد عن مسجد مصر الكبيرة 14 كيلومترا مربعا أي نحو 14 ألف متر على خرائط غوغل، الأمر الذي دعا مغردون إلى التساؤل عن جدوى وجود مسجدين بهذا الحجم في مدينة لم يسكنها أحد بعد حتى الآن.
 

 

وبات حديث الصحف المحلية عن موقع مسجد مصر الكبير بقلب الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتبلغ مساحته نحو 19100 متر مربع ويحتوي على مئذنيتن بطول 140 مترا، و3 مداخل رئيسية يعلوها قبب إسلامية، والساحة السفلية تتسع لنحو 55 ألف مصل علاوة على ساحة علوية تتسع ل40 ألف مصل، أضعاف عدد العاملين الذين أشرفوا على مشروعات العقار الخرسانية بعاصمة السيسي.

وأضافوا أنه يضم أكبر نجفة في العالم يصل وزنها نحو 50 طن، وبقطر نحو 22 مترا، ومكونة من أربع أدوار، وحاصلة على شهادتين من موسوعة جينيس للأرقام القياسية.

وحصل مسجد السيسي 2 مصر الكبير أيضا على شهادة ثالثة من جينيس بأكبر منبر خشبي في العالم، حيث يبلغ ارتفاعه نحو 16 مترا، صنع يدويا.

وافتتح صباح الخميس المسجد "الكبير" خلال جولة السيسي أيضا بمركز مصر الثقافي الإسلامي، وبحضور شيخ الأزهر أحمد الطيب، وشوقي علام مفتي السيسي، ووزير أوقاف السيسي إلا أن اللافت في الشرح اختفاء الطيب خلف السيسي وهو يستمع إلى شرح عن المباني الخرسانية من رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، كما توارى مجددا عن العدسات وهو يستمع إلى شرح من أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية.
 

الطريف أن السيسي وفق تقارير محلية وهو يفتتح مسجده "الكبير" أكبر مسجد في إفريقيا، جال بمكتبة ضخمة تحتوي على عدد كبير من الكتب الدينية والتفاسير وكتب الأحاديث، كما أدى صلاة الفجر وفي دعاء القنوت رفعوا جميعا أيديهم إلا أن شيخ الأزهر لم يفعل.

وكان حجم الإنفاق الضخم على "مسجد مصر الكبير" في عاصمة السيسي، تسبب بموجة غضب واسعة على "التواصل الاجتماعي" لا سيما أن حجم الإنفاق اقترب من مليار جنيه مصري. فحسب التقديرات الرسمية ينتظر أن تبلغ تكلفة إنشائه  أكثر من 760 مليون جنيه، ما يوازي (45 مليون دولار أمريكي).
  

تقرير إنتلجينس

وقالت مجلة "أفريكا إنتيلجينس" قبل أسابيع إن "السيسي الذي ينفق على أرقام بذخية ويبحث عن "جينيس" يتجاهل وحكومته أن للدعم الحكومي للفقراء وظيفة أمنية كبيرة؛ ذلك أن الدعم إنما يحقق شيئا من العدالة المالية المفقودة داخل المجتمع، ويعتبر جدار حماية للمجتمع من الفوضى والانزلاق نحو صراع أهلي بين الفقراء المحرومين من كل شيء والأثرياء الذين يتمتعون بكل شيء".

وقالت دراسة عن سياسات الدعم الحكومي في مصر وأثرها على الاستقرار السياسي والاجتماعي، بعنوان « سياسات الدعم الحكومي في مصر وأثرها على الاستقرار السياسي والاجتماعي» أعدها الباحثان محمد مصطفى عبدالباسط ونوير عبدالسلام، ونشرت سنة 2018م بمجلة كلية التجارة للبحوث العلمية بجامعة أسيوط، إنه "ليس من البديهي في ظل حالة من ارتفاع الأسعار أن تقوم الحكومة بوضع سياسة دعم تهدف إلى تخفيض عدد السلع المدعومة أو تقليل أعداد المستفيدين من الدعم، ففي هذه الفترة وفي ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية ستكون هذه السياسة أو هذا القرار عنيفا وقاتلاً لفئة عريضة من الفقراء ومحدودي الدخل، لذا يجب على متخذ القرار أن يبدأ البداية المناسبة حتى يجد صدي إيجابيا للقرار أو السياسة التي قام باتخاذها".

الشارع السياسي

وكانت تقديرات صحيفة "الأخبار اللبنانية" تحدثت عن تقارير رفعتها الأجهزة الأمنية إلى مكتب السيسي حذرت من اقتناع كثير من الشعب بأن ما يدعيه السيسي بسياسة الإصلاح الاقتصادي التي وضعها صندوق النقد الدولي، وروّج لها السيسي ونظامه على مدار السنوات الماضية، أدت إلى زيادة الفقر وسوء توزيع الدخل وانعدام المساواة، على الرغم من محاولات النظام تحسين صورته الشكلية ببرامج اجتماعية مثل “تكافل وكرامة وحياة كريمة".

 

وأشارت إلى أن "الأهم أن هناك اقتناعا داخل القوات المسلحة وأجهزة سيادية بالدولة بأن نتيجة القرض الجديد ستكون مزيدا من إفقار المواطنين، لا سيما الطبقة الوسطى منهم والفقراء، في ذات الوقت فإن هناك حالة من القلق تسود المؤسسة العسكرية مع تصاعد حدة الأزمة، خوفا من أن تتحول إلى تظاهرات غضب جماهيرية يصعب التعامل معها، وقد تؤدي إلى انهيار النظام".
 

الإيكونوميست

وفي تقارير دولية، رصدت مجلة "إيكونوميست" البريطانية فقدان المصريين ثقتهم بالسيسي وأن انهيار البلاد لم يعد مستحيلا .