كيان يتفكك ..ماذا يجري في «إسرائيل» ؟

- ‎فيتقارير

تشهد دولة الاحتلال الصهيوني احتجاجات واسعة شملت إغلاق طرق رئيسية واختراق الحواجز حول منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة عقب قراره إقالة وزير الدفاع، وقد عزز الجيش حالة التأهب بعد “فقدان السيطرة داخل إسرائيل” وفقا للقناة 12 الإسرائيلية. ونزل ألوف المحتجين إلى الشوارع يوم الأحد في تل أبيب والقدس وحيفا، بعدما عزل نتنياهو وزير الدفاع يوآف غالانت بعد أن أوصى الحكومة بتأجيل خطتها لتعديل النظام القضائي، التي أثارت انقساما كبيرا بين الإسرائيليين. هذه الاحتجاجات أجبرت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على التراجع والإعلان الإثنين 27 مارس 2023م عن تأجيل خطوة التصويت على تمرير التعديلات التي تسببت في الأزمة السياسية.

ويشهد الكيان منذ صباح الإثنين 27 مارس 2023 موجة إضرابات في مختلف القطاعات، وسط تصاعد الاحتجاجات على خطة الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو لتعديل النظام القضائي، فيما دعا الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج لوقف فوري لتلك الخطة المثيرة للجدل، وذلك غداة إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بعد مطالبته بتجميد تلك الخطة. ومنذ قرابة 12 أسبوعا، يتظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين يوميا ضد خطة التعديلات القضائية التي تعتزم حكومة نتنياهو تطبيقها، وتتضمن الخطة تعديلات تحد من سلطات المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) وتمنح الحكومة سيطرة على تعيين القضاة. وتقول المعارضة، إن الخطة تمثل “بداية النهاية للديمقراطية”، فيما يردد نتنياهو أنها تهدف إلى “إعادة التوازن” بين السلطات الذي انتُهك خلال العقدين الأخيرين.[ ودعا هرتسوج، في تغريدة على حسابه بموقع التدوينات القصيرة “تويتر”، الحكومة الإسرائيلية إلى وقف الإجراءات المتعلقة بالتعديلات القضائية التي أثارت جدلا واسعا، قائلا: “أدعوكم إلى وقف الإجراءات التشريعية على الفور”.

وجاء هذا بعد يوم من إقالة نتنياهو لوزير دفاعه يوآف جالانت بسبب اعتراضه على تلك التعديلات، الأمر الذي تسبب في اندلاع احتجاجات حاشدة في الشوارع. واقتحم آلاف الإسرائيليين، مساء أمس الأحد، سواتر حديدية نصبتها الشرطة قرب منزل نتنياهو بمدينة القدس المحتلة، احتجاجا على إقالته وزير الدفاع. وفي شارع أيالون، وسط مدينة تل أبيب، أشعل المتظاهرون إطارات مطاطية، تعبيرا عن احتجاجهم ضد إقالة جالانت، واندلعت اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، بعدما حاولت قوات الأمن تفريق المتظاهرين على طريق أيالون السريع في تل أبيب، بعد مرور خمس ساعات على اندلاع المظاهرات. وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إن 3 شرطيين جرحوا في الاشتباكات. وعطل آلاف المتظاهرين حركة المرور، وأحرقوا إطارات السيارات وأقاموا حواجز بالحجارة والحديد على طريق أيالون وعدة أماكن أخرى.

تقول صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، إن الشرطة لم تكن متواجدة بشكل مباشر خلال أغلب المظاهرات، ولكنها سعت إلى تأمين محيطها، وأغلقت الشرطة عدة طرق مؤدية إلى أماكن المظاهرات، مع إغلاق بعض الطرق في الاتجاهين. وبعد مرور أكثر من 5 ساعات وصلت قوة ضخمة من الشرطة إلى تل أبيب، وحاولت تفريق المتظاهرين بمدافع المياه، فيما حاولت قوات الخيالة وقوات مكافحة الشغب فتح الطرق المغلقة، وإبعاد المتظاهرين.ونقلت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية عن مسئول رفيع بالشرطة قوله إن “قوات الأمن فقدت السيطرة على المتظاهرين في تل أبيب”، فيما رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في صفوفه.

 

إضراب شامل

إلى ذلك، دعا الاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية “هستدروت” للإضراب العام في ظل الاحتجاجات واسعة النطاق التي ترفض التعديلات القضائية. ويؤثر هذا الإضراب على الرحلات الجوية من مطار بن جوريون بالقرب من تل آبيب وقطاعات عديدة أخرى.وقال بينشاس ايدان رئيس نقابة العمال في مطار بن جوريون: “لقد أصدرت أمرا فوريا بوقف عملية إقلاع الطائرات بالمطار”، ومن المتوقع تضرر عشرات الآلاف من المسافرين بسبب تغير مواعيد الرحلات. وأعلن ميناءا حيفا وأسدود توقف العمليات بسبب إضراب احتجاجا على خطة الحكومة المتعلقة بالتعديلات القضائية. كما أعلن رئيس الهيئة الفيدرالية العامة للعمل أرنون ديفيد، وهي أكبر هيئة تمثل أغلبية النقابيين التجاريين، من أن الهيئة تحضر لإضراب تاريخي حال لم يتم وقف التعديلات الخاصة بالقضاء بشكل فوري. وأوقفت بعض البنوك أعمالها بسبب الاحتجاجات.

 

توقف الدراسة بالجامعات

وقررت الجامعات في إسرائيل، تعطيل الدراسة؛ احتجاجا على عدم تجميد التعديلات القضائية. ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن رؤساء الجامعات قولهم: “سنوقف الدراسة في جميع الجامعات الأكاديمية في إسرائيل، على خلفية استمرار العملية التشريعية التي تقوض أسس الديمقراطية الإسرائيلية وتعرض استمرارها للخطر”.

وقرر عشرات الأطباء الامتناع عن الذهاب إلى العمل، بدعوى “المرض” في بيان. كما أعلن المجلس الوطني للطلاب والشباب، الإضراب، داعياً المسئولين المنتخبين إلى وقف التعديلات القضائية وبدء مفاوضات على الفور. من جهتهم، أعلن رؤساء سلطات محلية في إسرائيل، أنهم سيبدأون إضرابا عن الطعام، أمام مكتب نتنياهو في القدس المحتلة، مطالبين بـ “وقف الكارثة التي تسير إسرائيل نحوها”، على حد تعبيرهم. جاء ذلك في بيان مشترك لرؤساء بلديات بما في ذلك، “هرتسليا” و”كفار سابا” و”زخرون يعقوف”.