لماذا هدد السيسي الشعب بالقوة والبطش وعدم السماح بتكرار ما جرى في ثورة يناير؟

- ‎فيتقارير

بالتزامن مع اقتراب التعويم الخامس للجنيه خلال أيام وتدهور جديد في أحوال المصريين، قام رئيس عصابة الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي بزيارة استعراضية لشرق قناة السويس قرب مدينة الإسماعلية، هدد خلالها من يتمرد على نظامه بكل القوة والبطش، في إشارة ضمنية للشعب الذي تقول تقارير دولية أنه لم يعد يحتمل القمع والفقر والغلاء.

السيسي، الذي لم يذهب إلى عمق سيناء، لكن إلى قيادة شرق سيناء التي تقع في الإسماعيلية، وسعى إعلام السلطة للترويج لزيارته "سيناء" على أنه دلالة على الاستقرار، لم يذكر اسم إسرائيل برغم أنه ذهب للاحتفال مع الجنود بذكرى العاشر من رمضان وحرب أكتوبر 73 كما قال إعلام السلطة. https://twitter.com/engazatmasr2020/status/1642238926852182017 وعلى العكس وجه رسالة ليس إلى إسرائيل ولكن للأشرار في الداخل، كما قال الإعلامي حافظ المرازي إن "أي حد هيرفع سلاح في وجه الدولة هيتم الرد عليه بكل القوة والبطش". https://twitter.com/HafezMirazi/status/1642212254186627074

فخلال حديثه مع ضباط وجنود القوات المسلحة قال "إحنا في دولة والشعب هو اللي بيحكم البلد، وسلا ح الدولة موجه ضد الأشرار مش الأخيار" ومعروف أنه يقصد بالأشرار جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي، ولكي يوضح أن الرسالة موجهة للشعب وليس لمسلحي سيناء، قال السيسي إنه "سيتم الرد بشكل لم يحدث من قبل، فلن نسمح بما حدث من قبل أن يتكرر" في إشارة لخروج الشعب على نظام الرئيس السابق مبارك وثورة يناير 2011.

ونفى نشطاء أن يكون السيسي ذهب إلى عمق سيناء، مؤكدين أنه دخل مدخل سيناء من الإسماعيلية ثم توقف موكبه حيث مقر قيادة شرق القناة التي سبق أن افتتحها السيسي عام 2018 أي ثاني مرة يزورها وليست الأولى لأخذ اللقطة، وادعاء أن سيناء آمنة رغم شكاوى الأهالي من استمرار الهجمات الإرهابية، وقالوا إن "هناك جرى اللقاء وتم جلب شيوخ بعض القبائل له وسط تشديد أمني وعسكري غير مسبوق وحراسة جوية وبرية وبحرية، وحرصت لجان إلكترونية تابعة للنظام على نشر صورة لموكب السيسي وهو يسير في سيناء كما قالوا ليبينوا أن الأمن مستتب هناك، وهذا لم يكن يحدث من قبل في رسالة تستهدف تلميع السيسي في ظل حالة الاحتقان الداخلية".

https://twitter.com/mahmouedgamal44/status/1642226458641809410 وكان غريبا أن يقول السيسي للجنود والضباط الذين التقاهم إن "أزمة الدولار وتدهور الجنيه سوف يتم حلها بكم، ما يشير لشعوره بالمأزق الاقتصادي، والأزمة دي هتخلص بيكم، وبإذن الله هيجي يوم وهتكون تاريخ حتى الدولار هيبقى تاريخا" بحسب موقع "القاهرة 24" الأمني الموالي للسلطة مطلع أبريل 2023.

وقد أفصح بعض الصحفيين التابعين للجان السيسي الإلكترونية عن الهدف من الزيارة والتصريحات التي قيلت، حيث نشروا تعليقات تؤكد دعمهم للسيسي رئيسا لفترة ثالثة من 2024 حتى 2030 https://twitter.com/AA_Ashour/status/1640995215430303745

وقبل تمثيلية السيسي في سيناء، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن "الجيش المصري حوّل مدارس محافظة سيناء إلى ثكنات عسكرية وحرم الأطفال من التعليم".

ونقلت عن "مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان" أن الجيش سيطر على 37 مدرسة، وحوّلها لقواعد عسكرية، فيما دُمرت عشرات المدارس الأخرى أثناء الحرب المستمرة منذ 10 أعوام ضد المتشددين في سيناء، وفي تحقيق مشترك مع المنظمة استمر شهرا، نشرت صورا التقطتها الأقمار الاصطناعية ومقاطع فيديو وشهادات لأشخاص يعيشون في المنطقة تبين أن الجيش نفذ عمليات استهداف غير ضرورية لمدارس بعينها بشكل أدى لصدمة مجتمعية واسعة.

وبعد هجمات في يناير ومايو 2022 بمناطق تبعد 15 و25 كيلومترا عن قناة السويس، وقعت هجمات أقرب في 11 أغسطس 2022 على مسافة 5 كيلومترات فقط من المجرى الملاحي، ما يشكل تحديا للجيش والنظام في مصر التي تواجه أزمة اقتصادية متفاقمة حاليا.

ثم تكررت الهجمات وقتل مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم ولاية سيناء (تنظيم الدولة الإسلامية) يوم 19 نوفمبر 2022، ضابطين برتبة مقدم و5 جنود وفق مصادر قبلية خلال هجوم نادر على موقع عسكري بمدينة القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية المتاخمة لسيناء. https://twitter.com/Mousax07/status/1593957167328940032

لماذا ذهب السيسي إلى سيناء؟ وهل زار عمق سيناء فعلا؟ ما هي أهداف الزيارة ولماذا هدد بالقوة والبطش وتحدث عن أزمة الدولار وأنه سيصبح تاريخا؟ ولماذا يحاول من حين لآخر الحديث عن أنه يحارب الأشرار، بينما هو يحارب الشعب كله ويسعى لإفقاره ونهب ثروات المصريين؟