عقوبات أمريكية.. سودانيون اعتبروها انتقائية ودعموا الجيش بتخليه عن الهدنة

- ‎فيعربي ودولي

قال السفير السوداني لدى الولايات المتحدة الأمريكية محمد عبد الله إدريس : "نرفض منطق العقوبات، والحكومة السودانية تعرف مسؤولياتها" وذلك بمعرض تعليقه على العقوبات الأمريكية التي أعلنها وزير خارجية البيت الأبيض أنتوني بلينكن من أن العقوبات على السودان  هي رد على انتهاك القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع للالتزامات التي تعهدا بها في جدة ، و مستعدون لفرض تكاليف إضافية".

وبدا من العقوبات الأمريكية أنها انتقائية فلم تعلن عنها الإدارة الأمريكية إلا بعد تعليق الجيش مشاركته في الهدنة الخامسة من نوعها التي طلبتها الولايات المتحدة في جدة بحضور السعودية.

كما لم تفرضها أمريكا عندما كشفت وزارة الخزانة الأمريكية على شركات محمد حمدان دقلو زعيم المليشيا المتمردة (الدعم السريع) على الجيش من كونها تتلقى دعما من مليشيات فاجنر الروسية يمتد لعلاقات على تجارة الذهب من مناجم درافور.

وقال الباحث السوداني محمد ود الفول "فرضت أمريكا عقوبات على طرفي الحرب، بغرض إيقافها ولكنها ستدفعهما لخيارات صعبة".
وأضاف ، التأثير سيكون أكبر على شركة الجنيد والجنجوبد، والصناعات الدفاعية قامت في فترة العقوبات الأمريكية وبإشراف روسيا والصين وإيران، وأمريكا ستجعل قادة الجيش يعودون إلى بيت الطاعة الروسي الصيني.

جون كيربي منسق الخارجية الأمريكية، في مؤتمر صحفي عقده مساء الخميس عن العقوبات الأخيرة في السودان، تهرب أمام سؤال المذيع "️هل تساوي أمريكا بين الجيش السوداني وقوات متمرده؟" وذلكم لثلاث مرات ثم أجاب، الشعب يريد المدنية.
 

عقوبات على السودان 

وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على منظومة الصناعات الدفاعية السودانية، كما فرضت على شركة الجنيد المرتبطة بالمتمرد حميدتي.

وقال الباحث السوداني حسن إسماعيل "شكرا أمريكا، أين حذاؤك يابرهان؟" موضحا أن البرهان اكتشف اليوم أن السيف الأمريكي الصدئ المثبت في خاصرة الدولة السودانية ،هو ذاته السيف بغض النظر عن الجالس على كرسي القيادة الصادق المهدي أم البشير أم أنت أم ياسر العطا".
 

وأضاف "كنتُ قد حدثتك من قبل أن الذي سيجلس على كرسي المسؤولية سيضطر لخوض هذه المعركة إن هو رغب فيها أم لم يرغب، وكنت أحدثك أن المعركة أبدا ليست مع قحط أو مع المليشيا ولكنها مع هذا الطاغوت".

وتابع: "شكرا الإدارة الأمريكية وأنتِ تقررين وقف الحفل الديمقراطي التنكري ليصبح حفل الذئاب الدولية بوجهها السافر فوفرتِ علينا كثيرا من الغلاط والمداد وجهد الإقناع".
 

وأكد أن "شعب السودان وجيشه سيخوض هذه الحرب إلى نهايتها، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا ، أما عقوباتكم فقد كانت في السابق تحت حذاء البشير، ولكنها الآن تحت أربعين مليون حذاء سوداني وأولهم حذاء البرهان".

أما الصحفي السوداني الهندي عز الدين فقال عبر تويتر: "هاهي أمريكا تخذلك يا سيادة الفريق البرهان ، وهاهو الكاوبوي بلينكن يسدد طعنة نجلاء للجيش السوداني ويعاقب شركاته المعاقبة أصلا، لا خيار أمامك سوى قطع جميع الاتصالات الخارجية والتركيز مع هواتف الجيش فقط، عندما يفر الجنجويد إلى النيجر، سيأتيك بلينكن وأتباعه صاغرين.".

المقاومة المدنية

ودعا الكاتب السوداني هشام الشواني إلى المقاومة المدنية ضد التمرد، وهو لا يعني بها تسليح المدنين والمشاركة في عمليات ميدانية قتالية على حد وصفه.

بل نعني بالمقاومة المدنية للتمرد مجموعة من المواقف والأفعال والسلوكيات الجماعية والتي تؤدي في محصلتها الكلية لإنهاء التمرد وقطع الطريق أمامه تماما، والمقاومة المدنية مهمة وبدونها لن يتحقق النصر ولن يكتمل سنكتب هنا باختصار جملة من الأفعال التي تشرح هذه المقاومة المدنية المطلوبة منا جميعا.

محور التأمين الذاتي

– في الأحياء الآمنة يجب رفع الاستعداد بالتتريس والمراقبة وتشكيل اللجان من شباب الحي.

– في الأحياء التي يوجد قربها المتمردون لابد من إقامة شبكات تواصل للمساعدة والنجدة والتنسيق بدون تهور بمجرد وجود حركة في الحي فهذا شيء يساعد في تقليل المخاطر، وأهم شيء لابد من تنسيق خطة انسحاب جماعية في حال هجوم على الحي.

– في وقت الاشتباكات أخذ الساتر واتخاذ وضعية الأرض والابتعاد عن النوافذ.

– في حال السفر يفضل أن يكون جماعيا.

– اجتماع يومي بين رجال الحي لمناقشة تقارير الرصد والمتابعة حول الحي.

محور المقاومة الاجتماعية:

– التكافل والتعاون.

– تقليل استهلاك غاز الطبخ.

– مساعدة المحتاجين من الحي.

– توفير الكاش للضرورة.

– التعارف بين جميع سكان الحي خصوصا في الأحياء التي لا يعرف فيها الجيران بعضهم البعض بشكل قوي.

– الدعاء ضد التمرد ونصرة قواتنا الباسلة.

محور المقاومة السياسية:

– الوحدة الوطنية ونبذ كل خطابات التفرقة.

– الثقة في القوات المسلحة وقراراتها.

– الصبر على الحرب لأنها معقدة جدا.

– اليقظة ضد عملاء التمرد من السياسيين.

– عزل دعاة الحياد الكاذبين فلا حياد في معركة الوطن.

– كشف زيف موقف لا للحرب الذي يدعم التمرد خفية فنعم لا للحرب وقبلها لا للتمرد.

– رفع الوعي الوطني ونبذ الخلافات السياسية الجانبية.

– التواصل بين كبار السن والشباب الصغار بدون لوم فكلنا يجب أن يتحمل المسؤولية.

– تقديم واجباتنا تجاه الوطن على حقوقنا.

– مساعدة قطاع الخدمات البسيط الذي يعمل وتحديدا عمال الكهرباء والفنيين. فهناك درجة من التشغيل البطولي الذي يقوم به مهندسو وفنيو الكهرباء والمياه والأطباء وغيرهم.

– الحذر من الشائعات التي تنتشر في الميديا والفيسبوك والوتساب وترك ملاحقة الأخبار وتجاوز ذلك القلق الضعيف الذي يجعل الإنسان يلهث وراء الأخبار و التطمينات دعونا نعمل ونتحرك فقط من أجل الوطن.

– كشف انتهاكات التمرد والمشاركة في حملة جرائم الدعم السريع وكتابة كل ما نكون شهودا عليه في الحملة، فهذا الصوت مؤثر جدا وله وزن كبير في الخارج.

إن النقاط السابقة كلها وفي محاورها الثلاثة هي تعريف المقاومة المدنية النبيلة والوطنية ضد التمرد، وحين نلتزم بكل نقطة مما سبق فنحن ندرك طبيعة هذه المعركة الوطنية للكرامة والشرف، وعلينا أن نقوم بهذا الواجب بكل عزة وشرف ووطنية وشعور عالي وفخر بأننا لا نخدم أنفسنا فقط بل نحن نؤدي واجبا شريفا ضد التمرد والخيانة. والمقاومة المدنية تشمل كل السودانيين وفي أي مكان، داخل الخرطوم أو خارجها أو خارج السودان.

المجال الجوي
وبدورها، أعلنت هيئة الطيران المدني السودانية، تمديد إغلاق المجال الجوي للبلاد أمام حركة الطيران حتى 15 يونيو المقبل.
وأفادت الهيئة السودانية في بيان، بأنها "أصدرت نشرة طيارين (نوتام) بتمديد إغلاق المجال الجوي أمام كافة حركة الطيران حتى 15 يونيو المقبل".

وأوضح البيان أن "الإغلاق يستثنى رحلات المساعدات الإنسانية والإجلاء، بعد حصولها على تصريح من قبل الجهات ذات الاختصاص"، دون ذكر تفاصيل أكثر.

ويعتبر التمديد الأخير هو الرابع الذي تجريه هيئة الطيران السودانية، بعد تمديدات سابقة في 13 مايو الجاري و30 و22 أبريل الماضي، استثنت جميعها الرحلات الإنسانية والإجلاء.

وفي 15 أبريل اندلعت في عدد من مدن السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" راح ضحيتها مئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.
 

مفاوضات جدة
وفي وقت سابق الأربعاء، تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق بالخرطوم، وأفاد شهود عيان، أن أحياء جنوب الخرطوم تشهد قصفا واشتباكات عنيفة.

وأعلن الجيش السوداني، مساء الأربعاء، تعليق مباحثات جدة بسبب عدم التزام قوات الدعم السريع بتنفيذ بنود الاتفاق واستمرار الخروقات.

وفي 26 مايو الماضي أعلنت السعودية والولايات المتحدة، اتفاق طرفي النزاع في السودان على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بينهما، لمدة 5 أيام إضافية.

ومنذ 15 أبريل الماضي اندلعت في عدد من مدن السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" راح ضحيتها مئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.