في الوقت الذي تعهد فيه محمد هايف المطيري متحدثا عن الكتلة السلفية بمجلس الأمة الكويتي بإعادة تقديم كل مقترحات القوانين المتعلقة بالأخلاق والقيم الإسلامية ومكافحة الفساد في الأجهزة الحكومية والظواهر السلبية، شنت دوائر إعلامية مقربة من استخبارات مراكز الثورة المضادة الخليجية في أبوظبي والرياض وعلى مواقع التواصل الاجتماعي حربا لا هوادة فيها تنتقد مجلس الأمة والديمقراطية الكويتية التي فاز فيها 13 إسلاميا على مقاعد المعارضة التي وصلت إلى 29 مقعدا من جملة 50 مقعدا برلمانيا.
وكتب أحدهم (@matrx103): "نصيحة لكل الإخوان رئيس وأعضاء مجلس الأمة المحترمين، إذا أردتم أن يستمر مجلسكم ولا يحل ونرجع إلى المربع الأول ، يجب عليكم تأجيل جميع الاستجوابات لمدة سنة ، وخلال هذه السنة يتم التعاون مع الحكومة لتحقيق طلبات الشعب والاستمرار بعملية الإصلاح".
وحصد الإسلاميون 13 مقعدا في مجلس الأمة 2023 وهي: حدس (الإخوان المسلمين) نجح منها حمد المطر، أسامة الشاهين، الصقعبي.
فيما فاز مقربون من "حدس" وهم: فهاد العنزي، فلاح الهاجري، الأنبعي، بدر نشمي.
ومن السلفيين فاز فهد المسعود، حمد العبيد، مبارك الطشة، فايز الغنام، الدمخي، محمد هايف المطيري.
هجوم قناة "العربية"
من جانبها انتقدت قناة العربية الإخوان المسلمين، وتجربة الديمقراطية التي ألمحوا مرارا أنها مناهضة للاستقرار.
وزعم أحمد الصراف لـ"العربية" قائلا: "لم نجد غير الشر والخراب من الإخوان، في حين لا يوجد بداوة و قبلية في الكويت و لكن تكتلات سياسية، وأنا أنتمي لأسرة متدينة و أعارض من يستخدم الدين في السياسة".
وعلى نهجه كتب محمد العامر "#الكويت_أفغانستان_الخليج.. بعد إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة في الكويت وفوز الإخوان بغالبية المقاعد من الواضح أن الدولة تتجه إلى الهاوية ، وإن الإخوان في طريقهم لجعل الكويت أفغانستان الخليج ".
وساندهم الذراع الإعلامية للمخابرات المصرية سامح عسكر، الذي اعتبر أن "انتخابات مجلس الأمة في الكويت تؤدي لفوز ساحق لنواب الإخوان المسلمين والتيار السروري المتطرف".
وادعى "عسكر" أن "شيوخ الإخوان والسرورية كعبدالرحمن النصار يطالبون بمادة الشريعة الإسلامية فورا بالدستور، ويقولون بكفر وردة من يرفض تضمين هذه المادة" زاعما أن "أجواء السبعينات والثمانينات بمصر على وشك أن تحدث بالكويت، وحذار من تحويل هذا البلد الجميل والحبيب لأفغانستان العرب".
وبادعاء الحيادية كتب المطبع السعودي عبد العزيز الخميس، وعضو الفريق الإعلامي لمحمد بن زايد، متبنيا فكرة أن البرلمان الجديد مشابه لذلك الذي تم حله.
وأبرز الخميس (@alkhames) مرات حل البرلمان الكويتي منذ اعتمدت الكويت "نظاما برلمانيا في عام 1962، تم حل المجلس التشريعي حوالي اثنتي عشرة مرة، وفي حين يُنتخب النواب، يتم تعيين وزراء الحكومة الكويتية من قبل عائلة الصباح الحاكمة".
وأضاف "مطلع أبريل، أبصرت حكومة جديدة هي السابعة في ثلاث سنوات النور بعد أقلّ من أربعة أشهر من استقالة الحكومة السابقة عقب أزمة سياسية مع البرلمان".
وقال: إنه "لكن بعد أيام قليلة، حلّ أمير الكويت البرلمان ودعا إلى انتخابات تشريعية جديدة بعدما أبطلت السلطات القضائية نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت العام الماضي وفازت بها المعارضة".
وألمح إلى تأثير الديمقراطية برأيه "..أدى عدم الاستقرار السياسي في الكويت إلى إضعاف شهية المستثمرين في بلد يعد أحد أكبر مصدري النفط في العالم".
كما طعن في إيجابيات الديمقراطية التي تحارب الفساد متبنيا "فرانس برس" و"رويترز" مبتعدا عن التحليل الذاتي والتي قالتا: "أعاقت المواجهة بين السلطة التنفيذية والبرلمان الإصلاحات التي يحتاجها الاقتصاد الكويتي الراغب بتنويع موارده، وهو وضع يتناقض مع الجيران، الأعضاء الخمسة الآخرين في مجلس التعاون الخليجي والماضون في مشاريع لتنويع اقتصاداتهم وجذب المستثمرين الأجانب".
ولكن زميله، الإماراتي عبدالخالق عبدالله فاهتم بالمطبعة الصحفية الكويتية فجر السعيد التي طردتها السلطات اللبنانية وهي تشرح بالتفاصيل ما حصل معها منذ اللحظات الأولى لوصولها إلى مطار بيروت.
ولكنه "الخميس" و"عبدالخالق" مستشارا محمد بن زايد رحبا بإعادة انتخاب مرزوق الغانم رئيسا لمجلس الأمة .
ومرزوق الغانم، قاطع خوض انتخابات 2022، وكان شقيقه متورطا في قضايا فساد يتعلق بوكالت السيارات، إلا أنه ذو مواقف تتعلق بفلسطين كأغلب الكويتيين.
مفاجآت في النتائج
وبالمقابل قال الأكاديمي الكويتي البروفيسور د. عبدالله الشايجي أن انتخابات مجلس الأمة 2023، شهدت مفاجآت حيث "فازت وجوه جديدة وحققت نتائج متقدمة بعضهم حقق نتائج أفضل من العام الماضي وبعضهم تراجع وخسر وآخرين تقدم ترتيبهم ، حافظ الإسلاميون على عددهم ، خسارة مدوية للمرأة، خسرت عالية الخالد لمواقفها غير الشعبية، وانخفض تمثيل المرأة لمقعد واحد جنان بوشهري".
وأضاف الشايجي عبر "تويتر" "أثبتت انتخابات الأمة 2023 الحرة وقبلها حقائق عديدة ، نزاهة الانتخابات قدرة الناخب على التمييز وإسقاط من يعملون لمصالحهم وليس لمصلحة الكويت والمواطنين، ورفض التحالفات الظرفية ، وإسقاط رموز وصلت بتغيير تركيبة نصف الأعضاء، وإيصال وجوه شابة، هذه نتيجة الديمقراطية وفي ذلك دورس للعقلاء".
وعبر @docshayji قال "برغم مقاطعة البعض وتراجع نسبة الاقتراع لحوالي النصف-400 ألف ناخب في #انتخابات_الأمة2023 لكننا نفخر بتميز انتخاباتنا بحسن سير عملية الاقتراع بطريقة نزيهة وشفافة لا تشوبها تجاوزات، ولا نشهد أعمال عنف ولا حتى ضربة كف، وهذا دليل رقي لدى الناخبين والقوى السياسية في الكويت".
وأيده الأكاديمي الكويتي جليل خليل @AJalilKhalil وقال "انتهت انتخابات #الكويت_2023 وفيها فازت #حدس الإخوان على 4، وارتفعت مقاعد التيار السلفي إلى 6، أما الكتلة الشيعية فخسرت مقعدين لتصبح 7 بدل 9، أما المرأة فسقطت عالية الخالد وبقيت جنان بوشهري، وغالبية النواب من القبائل، وأكثر ما يميز الانتخابات الكويتية فإن العسكريين لا يصوتون".
وكتب الصحفي والكاتب الكويتي تركي الرجعان "مايعجبنا ، كل مجتمع به مابه من الإيجابيات والسلبيات ولا يوجد مجتمع ملائكي، هذا الأمر يجعلني أستغرب بعضا من أبناء وطني الهجوم على الممارسات السياسية بالكويت والتقليل منها، ومنها على سبيل المثال الديمقراطية سواء كانت صائبة أو خاطئة، وطريقة تعاطي المجتمع الكويتي".
مشهد عام
وبحسب النتائج الرسمية، حصل نواب المعارضة على 29 مقعدا من أصل 50، فيما تم انتخاب امرأة واحدة.
حيث حصدت شخصيات كويتية محسوبة على المعارضة غالبية مقاعد مجلس الأمة، حسبما أظهرت نتائج الانتخابات، الأربعاء، فيما فازت امرأة واحدة بمقعد في البرلمان.
والبرلمان الجديد مشابه جدا لذلك الذي تم حله وكانت المعارضة تسيطر عليه أيضا، إذ احتفظ 38 من بين أعضائه الخمسين بمقاعدهم.
وكانت هذه المرة الثانية التي تشارك فيها المعارضة، المطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية، في العملية الانتخابية منذ أن أنهت مقاطعتها للانتخابات التشريعية عام 2022.
وعاد كل من رئيسي مجلس النواب السابقين، مرزوق الغانم، وأحمد السعدون، إلى البرلمان ومن المتوقع أن يترشح السعدون لمنصب رئيس مجلس النواب مرة أخرى.
وبلغت نسبة المشاركة 56 %، مقارنة بـ 65 % في الانتخابات الماضية.
الحركة الإسلامية تهنئ
من جانبها هنأت الحركة الدستورية الإسلامية “حدس” الكويتيين والحكومة بنجاح الانتخابات ودعت إلى للتعاون البناء بين برلمان وحكومة الكويت.
أكدت الحركة أن الشعب الكويتي أكد ثقته في قواه الإصلاحية الوطنية، وأن نتائج الانتخابات “رسالة سياسية بامتياز أكدت على وعي الشعب، وعلى رئيس الوزراء حسن اختيار أعضاء الحكومة”.
وقالت: إن "المطلوب من أعضاء المجلس اقتناص الفرصة والعمل الجاد بعيداً عن التصعيد".
وتنافس في هذه الانتخابات 207 مرشحين على 50 مقعدا تمثل 10 دوائر انتخابية تقسم البلاد، وفق نظام انتخابي يعتمد على الصوت الانتخابي الواحد، ولولاية مدتها 4 سنوات.
ومن بين المرشحين للانتخابات، 13 سيدة خضن المعارك الانتخابية للحصول على مقاعد نيابية.
وشاركت المعارضة في العملية الانتخابية الثلاثاء للمرة الثانية منذ أن أنهت مقاطعتها للانتخابات التشريعية عام 2022.
وخشية حصول امتناع كبير عن المشاركة في الاقتراع، نشرت السلطات لافتات كبيرة في شوارع العاصمة لدعوة المواطنين للتصويت بعدما حُلّ البرلمان السابق إثر مناكفات بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وأعلن ولي عهد الكويت، مشعل الأحمد الجابر الصباح في أبريل الماضي، حل مجلس الأمة، الذي تم انتخابه في 2020، بعدما أعادته المحكمة الدستورية التي قضت ببطلان المجلس المنتخب في 2022.
ويأمل المواطن الكويتي أن تسهم انتخابات الثلاثاء في وضع حد للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد جراء الخلافات بين الحكومة والبرلمان خلال السنوات الأخيرة، والتي ترافقت مع استقالات متكررة لحكومات وحل البرلمان مرارا.