رصدت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" استمرار الحبس الاحتياطي للمعتقل منصور أحمد على وفا، البالغ من العمر 56 عاما والذي يعمل معلما ، بلطيم محافظة كفر الشيخ للعام الرابع على التوالي، رغم تدهور حالته الصحية، وحاجته إلى رعاية صحية خاصة لا تتوافر داخل محبسه بسجن العاشر من رمضان.
وأوضحت أن الضحية تم اعتقاله يوم 3 يناير 2020 ، وبالرغم من تأخر حالته الصحية واحتياجه إلى الرعاية الطبية والصحية، بسبب إصابته بقطع في غضروف القدم، ولا يقوى على الحركة أو الوقوف ومصاب بدوار في الأذن الوسطى، ما يتسبب له الإصابة بالإغماء بشكل متكرر، و رغم تخطيه الحد الأقصى لمدة الحبس الاحتياطي المقررة ، بحسب ما جاء في نص المادة 134 لقانون الإجراءات الجنائية وانتفاء المبررات الخمسة والتي جاءت بنص المادة لاستمرار الحبس، إلا أن السلطات المعنية لازالت تحتجزه بالمخالفة للقانون .
وأشارت إلى تعرضه لسلسلة من الانتهاكات منذ اعتقاله مطلع يناير 2020 تعسفيا دون سند من القانون، حيث تم اقتياده إلى جهة غير معلومة، ليتم إخفاؤه قسرا لمدة 71 يوما ، عرف فيما بعد أنه كان محتجزا في إحدى مقرات الأمن الوطني بكفر الشيخ ، حتى ظهر أمام نيابة أمن الانقلاب العليا بتاريخ 15 مارس والتحقيق معه ، وحبسه 15 يوما على ذمة القضية "1530 لسنة 2020" وترحيله إلى سجن طرة تحقيق، قبل أن يتم ترحيله في أكتوبر الماضي إلى مركز بدر للإصلاح والتأهيل ومنه تم نقله إلى سجن العاشر من رمضان .
وطالبت "الشبكة" النائب العام ونيابة أمن الانقلاب بإخلاء سبيله نظرا لحاجته للعلاج والرعاية الصحية وعدم وجود مبرر قانوني لاستمرار حبسه الاحتياطي للعام الرابع على التوالي.
تغريب 150 معتقلا من "أبو زعبل" لسجن "العاشر من رمضان"
إلى ذلك كشف أحد أعضاء هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي عن ترحيل 150 معتقلا من سجن "أبوزعبل" إلى سجن "العاشر من رمضان تأهيل 2" في إطار سياسة التغريب واستمرارا لمسلسل الانتهاكات الذي لا يتوقف ضد المعتقلين.
ومؤخرا طالبت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب في مصر بالتوقف عن سياسة العقاب الجماعي و التغريب إلى سجون بعيدة، والعمل على إيقاف كافة أشكال التنكيل ضد المعتقلين السياسيين واحترام معايير حقوق الإنسان.
جاء ذلك بعدما رصدت الشبكة حالة من الغضب لدى أسر وذوي عدد 28 معتقلا سياسيا تم تغريبهم مؤخرا من سجن أسيوط العمومي بصعيد مصر إلى سجن برج العرب بالإسكندرية .
التغريب وسيلة لتعذيب المعتقلين وذويهم
وفي وقت سابق نددت مؤسسة "جوار" الحقوقية بما يحدث من انتهاكات متنوعة لمعتقلي الرأي بينها التغريب من وقت لآخر، وأكدت أنه الوسيلة الأمثل لتعذيب المعتقلين وأهلهم في السجون.
وقالت: إن "التغريبة إحدى وسائل العقاب للمعتقلين بنقلهم من السجن المودعين به إلى سجن آخر دون سابق إنذار بعيدا عن أهله ومحافظته كلها، وذلك لزيادة التنكيل بهم وزيادة المشقة عليهم أثناء زيارته".
حيث يتم تجريد المعتقل من كل أدواته ومتعلقاته من مأكل وملبس وبطاطين وأدوات نظافة وغيره ، وعند دخوله إلى السجن الذي تم تغريبه إليه يتم استقباله بـ "تشريفة" مهينة من الضرب الشديد والسباب والشتائم وسيل من الإهانات تصل إلى تجريده من كل ملابسه لفترة معينة وسكب القاذورات عليه وما إلى ذلك.
كما يتم إيداعه زنازين تسمى “زنازين الدواعي” مخصصة لزيادة التنكيل؛ حيث لا يكون بها حمام لقضاء الحاجة غالبا، ولا يخرج من هذه الغرفة إلى بعد فترة أقلها شهران وأكثرها سنة وتزيد أحيانا ، فضلا عن منع المعتقل الذي تم تغريبه من الزيارة في أغلب الأحيان، ولا يسمح بدخول حاجاته أو أدويته إليه.