بذكرى مذبحة “سربرنيتشا”.. السيسي يقوي علاقته بالصرب ويخاصم كوسوفو

- ‎فيعربي ودولي

في ذكرى مذبحة سربرنيتسا، التي قام فيها الجيش الصربي بذبح أكثر من 8 آلاف من أبناء البوسنة المسلمين، لا لشيء إلا أنهم مسلمون، غير أنه في الذكرى ال28 ارتدت الأنظمة العربية بقيادة شيطان العرب وعبدالفتاح السيسي إلى محاربة مسلمي البلقان، سواء في البوسنة أم في كوسفو، فقد  جمد السيسي اعتراف مصر بهما، والذي تم في عهد الرئيس الشهيد محمد مرسي رحمه الله.

ويدور السفيه السيسي ضمن دائرة يدخل في إطارها؛ اللقاءات الخفية والمعلنة مع قادة الكيان الصهيوني، وعلاقات ودية وابتسامات مع ناردينا مودي الحاكم الهندوسي في الهند، وعلى غرارهما يبحث الصرب المتعصبون الأرثوذكس كاليهود والهندوس، لاستغلال لقب السيسي كحاكم ، متجاهلين سرقته الكرسي الذي يجلس عليه منذ 2013 لمصر، وتوظيفه  كخنجر مسموم في ظهر المسلمين في صربيا كما في الهند وفلسطين المحتلة.

ندوة بصربيا

وضمن هذه الغاية الصربية، نظمت صربيا ندوة احتفال خلال الشهر الجاري، بذكرى إقامة العلاقات الدبلوماسية مع مصر بحضور وزير خارجية صربيا “إيفيتسا داتشيتش”، وبمشاركة وزير خارجية السيسي سامح شكري بكلمة عبر وسائل الاتصال ، عكست توجه البلدين لبناء شراكة استراتيجية، في حين أن الرئيس الصربي الحالي كان يشتكي من موجة فقر وانعزال من المحيط الأوروبي أثناء أزمة كورونا.
 

رئيس ما يسمى “المجلس المصري للشئون الخارجية” السفير محمد العرابي، زعم في 5 يوليو الجاري، أن صربيا تهتم بدفع وتعزيز العلاقات مع مصر عقب الزيارة الأخيرة التي قام بها السيسي إلى صربيا في الفترة من 19 إلى 22 يوليو 2022، وهي الزيارة التي تزامنت مع ذكرى الألم الذي ما زالت الأسر المسلمة البوسنية تعيشه.
 

وتناسي “العرابي” أحد دبلوماسيي الانقلاب  المذبحة بالمطلق، وكأنها لم تمر بتاريخه واضطهاد تيتو من قبلها للمسلمين، وقال عقب لقاء جمعه و”غوران أليكسيتش” وزير الدولة للشؤون الخارجية الصربي، على هامش زيارة إلى بلجراد بمناسبة الاحتفال بمرور 115 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وصربيا: إن “الدولتين لديهما رغبة واضحة وقوية لتعزيز علاقات التعاون المشترك في كافة المجالات”.
 

وتأتي هذه التحركات رغم استعادة الصرب عدوانهم على كوسوفو، وهي الحرب التي تصاعدت بعد زيارة السيسي لصربيا، ووسط حديث عن تلقي صربيا مساعدة مالية من دولة الإمارات.

الباحث نائل الشافعي في أغسطس الماضي حذر من استغلال ما يسمى استعادة العلاقات، لأهداف الصرب التوسعية على حساب المسلمين ويكون الشريك لهم مصر.

وكتب عبر @nayelshafei ، “قبل أسبوعين حذرت أن استقدام صربيا للعمال المصريين قد يعني بدء حرب صربية جديدة، فها قد اندلع القتال بين صربيا وكوسوفو، وقد زار السيسي صربيا بعد أسبوع من نشري لهذا المنشور.”.

وكان في يوليو 2022، أشار إلى إعلان صربيا إعفاء مؤقتا من تأشيرة دخولها للمصريين، لشهرين من نهاية يوليو.

وعلق “الشافعي” “ربنا يستر، ربما يريدون عمالا لحفر خنادق لهجومهم المتوقع على البوسنة، فقد سبق لصربيا فعل ذلك في حرب البوسنة، كما سبق لحزب الكتائب اللبناني استخدام عمالة مصرية في الحرب الأهلية 1975-1990”.

ويشير المراقبون إلى أنه في الصراع بين كوسوفو الدولة المسلمة وصربيا الأرثوذوكسية المسيحية، يقف السيسي وابن زايد وابن سلمان في صف الصرب المجرمين ضد كوسوفو المسلمة.

ولخص المراقبون أدوار السيسي في معاداة كوسوفو، وسحب الاعتراف بها والتقرب من الصرب والتحالف مع اليونان، وهو ما يتوافق مع دور مخزٍ لبطرس غالي أمين عام الأمم المتحدة من المجازر بحق المسلمين في حرب البوسنة، ولكن السيسي فاقه ومع زيارته في 2022 لصربيا وضع إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول للجيش الصربي، تكريما لمجازره بحق المسلمين.

وقالت الصحفية شيرين عرفة على تويتر: “في الفترة بين 11 و22 يوليو من كل عام تُنظَّم فاعليات حول العالم لتخليد شهداء مذابح البوسنة، التي ارتكب فيها الجيش الصربي حرب إبادة بحق المسلمين، فانتهز السيسي تلك الفترة ليكون أول حاكم مصري يزور الصرب منذ 35 عاما، بل ويزور قبر الجندي المجهول الذي شارك في تلك المذابح”.

وأضافت “ويعلن عن شراكة استراتيجية مع الصرب، ودعم كامل لهم في قضية كوسوفو، وكوسوفو دولة المسلمة ذات سيادة منذ عام 2008 ، وبزمن الرئيس مرسي انضمت مصر إلى 115 دولة اعترفت باستقلالها، فجاءت زيارة السيسي لدولة الصرب وتوقيعه على اتفاقية يقر فيها بوحدة أراضيها، ليسحب بذلك اعتراف مصر باستقلالها”.

 

وفي السادس من يوليو من عام 1995، نفذت قوات تابعة لصرب البوسنة هجوما عنيفا على سربرنيتسا، وتواطأت القوات التابعة للأمم المتحدة أو تقهقرت، ولم يُجدِ الاستنجاد بطائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) نفعا في وقف زحف القوات المعتدية، وسقطت سربرنيتسا في غضون خمسة أيام، ليخطو الجنرال ملاديتش في شوارع المدينة مزهوا بانتصاره رِفْقة جنرالات آخرين.

 

عندها لجأ نحو 20 ألف شخص إلى قاعدة الأمم المتحدة حيث يوجد الجنود الهولنديون، وبدأت أعمال التصفية في اليوم التالي، ومع صعود اللاجئين المسلمين إلى حافلات الإجلاء، قامت قوات تابعة لصرب البوسنة بعزل الرجال والصبية عن غيرهم ثم ساقوهم بعيدا، حيث أُطلق عليهم الرصاص.

 

وأُعدم الآلاف ودُفعت جثثهم في قبور جماعية باستخدام جرافات، وترجح تقارير أن البعض دُفن حيا، بينما أُجبر آباء على مشاهدة أبنائهم وهم يُقتلون، أما النساء والفتيات فقد أُخرجن من الصفوف ليُغتصبن، ويقول شهود إن الجثث كانت متناثرة في الشوارع.

 

ولم يحرك الجنود الهولنديون التابعون لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ساكنا إزاء ما يشهدون من عدوان صربي، بل لقد سلّموا نحو خمسة آلاف مسلم التجأوا إلى قاعدتهم للاحتماء، وكشف تحقيق في محكمة تابعة للأمم المتحدة في لاهاي أن تخطيطا مكثفا جرى استعدادا للمذبحة.