“شاومينج” يتحدى “تعليم الانقلاب”: سنواصل تسريب امتحانات الثانوية حتى اليوم الأخير

- ‎فيتقارير

واصلت صفحات شاومينج تحديها لوزارة التعليم بحكومة الانقلاب، مؤكدة أنها ستواصل تسريب امتحانات الثانوية العامة ونشر إجابات الأسئلة للطلاب قبل دخولهم إلى اللجان حتى اليوم الأخير لهذه  الامتحانات.

وأعلنت صفحات شاومينج بيفشش طلاب ثانوية عامة اليوم عبر تطبيق تليجرام، أنها اتفقت مع رئيس لجنة على تسريب آخر مواد الامتحان قبل بدء عمل اللجان، مؤكدة أنه سيتم تسريب امتحانات الغد على الصفحة.

كان شاومينج قد نشر عبر تليجرام قائلا: “مساء الخير عاملين إيه؟ يارب تكونوا بخير، تم الاتفاق مع رئيس لجنة وهيتم تسريب آخر مواد قبل اللجنة إن شاء الله، اللي عاوز يحجز آخر المواد يلحق نفسه في أسرع وقت قبل ما الحجز يتقفل لإننا هنأخد عددا معينا، الحق نفسك علشان مفيش حاجة هتنزل على العام كله هيكون في الجروب السري العدد لو اكتمل الحجز هيتقفل مش هيفتح”.

يشار إلى أن طلاب الثانوية العامة 2023، يؤدون غدا امتحان الأحياء لطلاب شعبة علمي علوم، وامتحان الجبر والهندسة الفراغية لطلاب شعبة علمي رياضة، وامتحان الفلسفة لطلاب شعبة أدبي.

 

4 إشكاليات

من جانبه أكد الدكتور تامر شوقي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن منع الغش والتسريب مسألة مستبعدة، موضحا أن هناك أكثر من 4 إشكاليات واجهتها امتحانات الثانوية العامة 2023.

وقال شوقي في تصريحات صحفية : “من أبرز المشكلات تثبيت عدد الأسئلة في كل امتحانات العلمي والأدبي (٤٦ سؤالا منهم ٤٤ سؤالا موضوعيا؛ وسؤالان مقاليان) رغم أن  تحديد أعداد الأسئلة في كل مادة يخضع للعديد من العوامل منها، مقدار المعلومات المتضمنة في كل مادة عدد الأبواب والفصول في المادة، فهناك مواد كبيرة وهناك مواد متوسطة وأخرى صغيرة الحجم، وكذلك طبيعة مستويات الأهداف المأمول تحقيقها من كل مادة فهناك مواد يمكن قياس أهداف عقلية عليا منها، كالتحليل والاستنتاج والتركيب مثل الكيمياء والفيزياء وأخرى لا يمكن أن تحقق إلا أهداف ذات مستوى أقل مثل المواد الفلسفية والنفسية في الأدبي.

وأضاف، كان من الواجب اختلاف عدد الأسئلة من مادة إلى أخرى ولو الأمر بهذه البساطة لما خصصنا مقررات للتقويم التربوي في كليات التربية، وقلنا للطلاب أن أي امتحان يجب أن يتكون من عدد محدد من الأسئلة .

وأوضح أن هناك إشكالية قياس نواتج تعلم مركبة بأسئلة اختيار من متعدد في التقويم التربوي كل نمط من الأسئلة مقالية أو موضوعية له وظائف خاصة به، فالأسئلة المقالية تقيس نواتج التعلم المركبة مثل التحليل والتركيب وحل المشكلات إلخ مثلما الحال في حل مسائل الفيزياء والكيمياء والرياضيات والأحياء بينما تقيس أسئلة الاختيار من متعدد نواتج التعلم الأبسط مثل التذكر أو الفهم أو التطبيق النظري دون خطوات مثل مواد الأدبي، مستنكرا استخدام نفس العدد من الأسئلة المقالية والموضوعية في مواد العلمي والأدبي .

 

أسئلة صعبة

وانتقد شوقي تثبيت زمن الامتحانات بين مواد العلمي والأدبي تم تثبيت عدد الأسئلة المقالية والموضوعية في مواد العلمي والأدبي، رغم أن أسئلة الامتحانات في المواد العلمية غالبا ما تتطلب وقتا أكبر للإجابة على كل سؤال ،  بينما لا تتطلب ذلك معظم مواد الأدبي، وهذا يعني عدم العدالة في كفاية الوقت بين العلمي والأدبي.

وأشار الى إشكالية وضع أسئلة صعبة على الطلاب، بل والمعلمين مؤكدا أن هذه المشكلة ناتجة عن عدم استخدام بنوك أسئلة بشكل حقيقي تحدد مستويات صعوبة كل سؤال وتستبعد تلقائيا الأسئلة سواء الصعبة أو السهلة جدا في ضوء تطبيقها أو تجرببها على الطلاب (بنوك الاسئلة تحتاج إلي سنوات طويلة من الإعداد (في حين أن السنة الحالية هي السنة الثالثة لتطبيق أسئلة الإختيار من متعدد ومن الصعب الاستعانة بأي أسئلة من العامين السابقين) وبالتالي جاءت معظم الأسئلة من اجتهاد واضعي الامتحانات فجاءت أعلى من مستويات الطلاب، وأثارت المشكلات مثل امتحانات الكيمياء والتاريخ.

وطالب شوقي لحل هذه المشكلة بإدخال أسئلة الاختيار من متعدد بالتدريج على امتحانات الثانوية العامة وزيادة أعدادها سنويا، بجانب تطبيق امتحانات تجريبية على الطلاب وتحليلها إحصائيا.

 

منظومة الامتحانات

وقال الخبير التعليمي أيمن البيلي: إن “هناك هالة من الإعلام حول امتحانات الثانوية العامة، على اعتبار أنها امتحانات تحديد مصير لكل الطلاب، مؤكدا أن ذلك يسبب الكثير من الضغوط على الطالب أولها الضغوط الاجتماعية المبالغ فيها من قبل الأسرة، لتحقيق أعلى الدرجات، والضغوط الاقتصادية، حيث إن حجم الإنفاق على الدروس الخصوصية مبالغ فيه مما يشكل ضغطا على الطالب وأسرته للحصول على درجات عالية مقابل الإنفاق الذى تم، وهو أحد أسباب الغش، وتسريب الامتحانات”.

وأكد البيلي في تصريحات صحفية أن هناك ضغوطا من نوع آخر أهمها، أن الطالب لا يعلم الدرجات المطلوبة للالتحاق بالكلية المناسبة له، وبالتالي يسعى للحصول على أعلى الدرجات، ويعتقد أنه إن لم يحصل على الدرجات المرتفعة سيكون مستقبله غامضا .

وأشار إلى أن كل هذه الأسباب تجعل منظومة الامتحانات ليست معيارا لقياس ذكاء الطالب وتحصيله الدراسي، وإنما وسيلة لجمع الدرجات.

 

انهيار نفسي

وقالت الدكتورة ولاء شبانة، استشاري علم النفس والخبيرة التربوية، إن “الانهيار النفسي والعصبي الذي يصيب طلاب الثانوية العامة له مردود كبير وله مرجعية متأصلة لدينا كمصريين، لافتة إلى أننا نواجه موروثا ثقافيا وفجوة كبيرة بين الأبناء والآباء، وانحدارا للثقافة التعليمية ولسوق العمل بشكل مهنى وحرفي .

وأضافت د. ولاء في تصريحات صحفية ، لدينا اقتناع دائم بأن الثانوية العامة عنق الزجاجة، وهي باب الالتحاق بكليات القمة، وهذا وهم يسيطر على عقولنا، في حين أن هناك من تتوافق قدراته المهنية والذهنية مع عمل آخر يكون بارعا فيه، كما أن الثقافة المهنية منحدرة جدا، ولابد أن نفكر في احتياجات سوق العمل بشكل علمي؛ لأن الأمهات لن تفرح حينما يتخرج ابنها من كلية قمة ولا يجد فرصة عمل.

وأكدت أن طلاب الثانوية العامة يتعرضون لضغوط كبرى، موضحة أن طالب الثانوية العامة هو في مرحلة الطفولة، ولابد أن يعلم الآباء أن عقول الأطفال يجب ملؤها بما هو مفيد وهادف ومناسب لهذه السن، والضغوط النفسية في حالة عدم حصول الطالب على مجموع قمة، أو المقارنات الزائفة التي تحدث بين أقارب الطلاب والجيران، كلها عوامل تسلب التفكير الإيجابي من أذهان الطلاب، وتركز تفكيرهم في الأفكار السلبية .

وطالبت د. ولاء أولياء الأمور بأن يتحدثوا مع أبنائهم بإيجابية، بما يتناسب مع قدراتهم الذهنية مضيفة أننا كآباء عندما نوضع تحت ضغوط أكثر من اللازم، نفقد تركيزنا ونفقد الثبات الانفعالي، فما بالنا بأبنائنا الصغار؟

وأوضحت أن كل هذه الضغوط التي يمارسها الآباء تجعل الأبناء مقبلين على الامتحانات وكأنها حرب، «إما عايش أو ميت»، مما يجعل هناك شعورا لدى الطالب بأن الموت أفضل من مواجهة أسرته بعد الإخفاق أو الفشل في تحقيق مجموع كبير، لذلك نجد طلابا يقبلون على الانتحار، وآخرين يصابون بسكتة قلبية أو إعياء نتيجة لتلك الضغوط.