بمزاعم حقول الغاز والرحلات الجوية .. مستشار الأمن القومي الصهيوني يلتقي السيسي قبل زيارة تركيا

- ‎فيتقارير

 

تارة تعلن الصحف والمواقع الصهيونية أن زيارة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، "تساحي هنغبي" القاهرة، هي لعقد محادثات مع مصريين تتناول ملف حقل غاز غزة مارين، الواقع قبالة سواحل قطاع غزة، وتارة يعلن الإعلام الصهيوني، أن زيارة القاهرة من وفد الأمن القومي الصهيوني لبحث أزمة الرحلات الجوية إلى سيناء.

ولكن الواضح أن الدلالة الأكبر المتعلقة هي بالإجابات التي تلقاها السيسي من تساحي هنغبي، لرد ربما يطرح عليه ضمن لقاء خاص متوقع مع الطيب أردوغان على دلالة استقبال تركيا السيسي بالكشف عن شبكة جواسيس الموساد ،7 جواسيس بين 68 آخرين ترصد ضمن مهامها المعارضين المصريين.
 
وكشفت وسائل إعلام تركية، عن زيارة رسمية سيجريها المنقلب عبدالفتاح السيسي إلى أنقرة في 27 يوليو الجاري، هي الأولى من نوعها، وقالت صحيفة إندبندنت التركية: إن "السيسي سيلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة وسيبحثا معا العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية".

وتأتي هذه الأنباء بعد 24 ساعة من إعلان البلدين رفع العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى السفراء؛ وإعلان أنقرة ترشيح صالح موطلو شن سفيرا لها لدى القاهرة، فيما رشحت مصر عمرو الحمامي سفيرا لها في أنقرة.

ورغم ما شهدته العلاقات المصرية التركية في الأشهر الأخيرة من انفراجة ملحوظة توجت الثلاثاء 5 يوليو 23 ، بقرار تعيين السفيرين، وذلك بعد سنوات من تجميد العلاقات الدبوماسية، بينما بقيت التجارية في خطها التي بدأت عام 2013 إثر انقلاب وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي على الرئيس المدني المنتخب د.محمد مرسي في يوليو من ذلك العام.

الغاز الفلسطيني من غزة
صحيفة إسرائيل اليوم الصهيونية، ذكرت أن هنغبي التقى مسؤولين مصريين، قبل أسبوعين وناقشا الملف الاقتصادي، وسبل وآليات تشغيل الحقل واستخراج الغاز، وتعليقا رأى مراقبون أن ذلك لا يستوي منطقا، والمعارك التي دارت رحاها في الضفة الغربية في توقيت متزامن.

الأطرف أن الصحيفة العبرية، قالت: إن "عائدات حقل الغاز قبالة سواحل قطاع غزة، ستعود إلى خزينة السلطة الفلسطينية، لكنها لم تتحدث عن أي تفاصيل اخرى، بما في ذلك الحصة التي تشترط إسرائيل الحصول عليها مقابل السماح بتشغيل الحقل".

معلومات التقرير بدت كأنها مكررة منذ الحديث عن حقل مارين ولا جديد به، من جانب أن رئيس الحكومة الصهيونية نتنياهو اتفق أن تكون السلطات المصرية المسؤولة عن تطوير حقل الغاز وتشغيله واستخراج الغاز لصالح السلطة الفلسطينية.

الادعاءات الصهيونية بمساعدة السلطة، ترافقت مع الكشف عن تقديم مجموعة من أعضاء “الكنيست” عن أحزاب الائتلاف الحكومي، مشروع قانون يسمح لمن يسمون ضحايا العمليات، برفع دعاوى تعويض عن الهجمات التي يتعرضون لها.

ويدور الحديث أن لجنة الشؤون الخارجية والأمن في “الكنيست”، صادقت الثلاثاء على مشروع القانون بالقراءة الأولى، وهو ما من شأنه أن يلحق ضررا خطيرا باقتصاد السلطة الفلسطينية، الذي يعاني بالأصل.

وينص مشروع القانون على أنه يمكن تعويض أولئك المتضررين من أموال السلطة الفلسطينية باعتبار أنها تشجع على المقاومة، وتدفع لمنفذي الهجمات الكثير من الأموال،
ويبعد حقل مارين نحو 36 كيلومترا غرب غزة في مياه المتوسط، وطورته عام 2000 شركة الغاز البريطانية "بريتيش غاز" التي خرجت منه، ويحتوي على 1.1 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، بما يعادل طاقة إنتاجية قدرها 1.5 مليار متر مكعب سنويا لمدة 20 سنة.

الرحلات الجوية إلى سيناء

الصهاينة المعنيون بإنقاذ السيسي كما عبر عن ذلك مرات إعلامهم، وتصريحات لنفتالي بينيت قبل رحيله، أشاروا قبل الإعلان عن زيارة تساحي هنغبي بيوم واحد، أن الوفد الأمني الصهيوني إلى مصر لعقد لقاءات تتعلق بأزمة الرحلات الجوية المباشرة من مطار اللد "بن جوريون" إلى منتجع شرم الشيخ في شبه جزيرة سيناء، لا سيما بعد أن تحدثت تقارير صهيونية عن احتمال إلغاء خط الطيران المذكور؛ لأسباب أمنية وسياسية

وأكد ذلك إذاعة "مكان" الصهيونية، الأحد 9 يوليو 2023، وقالت: إن "الوفد سيضم ممثلين عن مجلس الأمن القومي، وجهاز الشاباك، ووزارة المواصلات، من أجل وضع حل لهذه الأزمة".

المداولات حول إلغاء خط الطيران، تزامنت مع تباحث وزير خارجية الاحتلال، رئيس الموساد السابق إيلي كوهين، مع سامح شكري، وزير خارجية السيسي، لبحث زيادة عدد الرحلات الجوية بين تل أبيب وشرم الشيخ.

زيارة السيسي

وعلى وقع ضربة جواسيس الموساد، يزور السيسي تركيا في 27 يوليو الجاري، بحسب صحف تركية، ومما يؤكد ارتباط زيارة مستشار الأمن القومي الصهيوني تساحي هنغبي لهذا السبب، بالإضافة للسببين السابقين ، أن وفدا إسرائيليا أنهى  زيارته للقاهرة الشهر الماضي، لاستكمال نتائج التحقيق في قتل الشهيد محمد صلاح  لـ 3 جنود إسرائيليين قرب الحدود، قبل مقتله برصاص إسرائيلي، في 4 يونيو الماضي.

كما أحدثت الاستخبارات التركية هلعا من المعلومات التي توصلت لها بعدما كشفت خلية التجسس الجديدة التابعة للموساد، والتي ضمت عددا من الأتراك والعرب، كانت تستهدف عددا من الأجانب الذين يقيمون في تركيا، وتمكنت من جمع معلومات استخباراتية عنهم وتعقبتهم لفترة من الزمن، كما صورتهم في لقاءات، بتوجيه من جهاز الاستخبارات التابع للاحتلال.

صحيفة Sabah التركية في 3 يوليو 2023، جمعت الخلية معلومات عن الأشخاص الأجانب الذين استهدفتهم، وتعقبت مركباتهم باستخدام أجهزة تحديد الموقع "جي بي إس" GPS، كما راقبت أجهزة الاتصال اللاسلكي "الواي فاي" الخاصة بهم، واخترقت أرقامها السرية، وحددت عناوين إقامتهم.

كشفت الاستخبارات التركية أن خلية "الموساد" اخترقت مكتب المصري هشام يونس يحيى قفيشة، مالك شركة "تريند جيو"  Trend GYO في منطقة كاغدخانة، وأن اثنين من جواسيس خلية الموساد واسمهما محمد فيلي وعبد الله فلاحة، كانا وراء التخطيط لسرقة هاتف يستخدمه قفيشة، وسرقة  جهاز كمبيوتر ووثائق من مسكنه بمنطقة باشاك شهير.

تعقب فيلي وفلاحة أيضا صحفيا مصريا معارضا في إسطنبول، وطبيبا مصريا يعمل بمركز طبي في منطقة الفاتح، وموظفا مصريا في مكتب صرافة يعمل في أكسراي، وتجسسا على جمعية تُدعى "بياز إيلر" الأيادي البيضاء.

كما توصلت الاستخبارات التركية كذلك إلى أن خلية التجسس تعقبت سليمان إغبارية أحد قيادات الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الحامل للجنسية الإسرائيلية، أثناء رحلته من تل أبيب إلى تركيا، وكُلفوا بمراقبة جميع اللقاءات التي يعقدها في إسطنبول.

وأحد قادة الخلية يحمل اسما رمزيا مزيفا هو شريف عليان، أنشأ عدة صفحات إلكترونية (منها موقع najarland.com، وموقع almeshar.com ، وموقع nasrin-news.com، وموقع hresource.co.uk) للإيقاع بفلسطيني يُدعى خالد نجم وجذب انتباهه، ثم التواصل معه عبر خط تليفوني ألماني.

أضافت الصحيفة أن التحقيقات خلصت إلى أن بريانشي باتيل كولهاري المولود في 8 أكتوبر 1999، وهو مدير شركة برامج للتجسس التي يقع مقرها في تل أبيب، قدم تدريبا سيبرانيا عن بُعد، وخدمات الدعم الفني لعملاء التجسس التابعين ل"إسرائيل".